أكد وزير الخارجية المصري السيد أحمد ماهر أن القاهرة لا تراهن على أحد في إسرائيل ولكنها تراقب ما يجري من تطور في الرأي العام، مشيراً إلى أنه لاحظ أن جزءاً كبيراً من الرأي العام الإسرائيلي بدأ يشعر بفشل حكومة ارييل شارون. ونوه ماهر بتظاهرة أنصار السلام في إسرائيل وبالبيان المشترك الذي اصدره كل من وزير الإعلام الفلسطيني السيد ياسر عبد ربه مع وزير العدل الإسرائيلي السابق يوسي بيلين. وكان ماهر وبيلين عقدا جلسة محادثات الليلة قبل الماضية في القاهرة استغرقت أكثر من ساعتين حضر جانباً منها الدكتور اسامة الباز المستشار السياسي للرئيس مبارك. وعبر ماهر عقب هذه المحادثات عن تقديره لجهود بيلين من أجل السلام، وقال إن بيلين يبذل جهوداً مهمة في إطار الرغبة في تحقيق السلام واستئناف المفاوضات. وأشار ماهر إلى ما عرضه بيلين خلال المحادثات من افكار حول اسلوب التحرك في المستقبل ومنها تشجيع اتجاه إيجابي في أوساط الرأي العام في إسرائيل نحو السلام وكذلك أفكار تساعد معسكري السلام في الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للتحرك نحو استئناف المفاوضات. ولم يفصح ماهر أو بيلين عن فحوى هذه الأفكار في تصريحاتهما للصحافيين إلا أن بيلين أكد ضرورة أن يجري أولئك الذين يؤمنون بالسلام من الجانبين الحوار سواء في إسرائيل أو في الدول العربية "لإيجاد وسيلة للخروج من هذا الكابوس الذي يخيم علينا منذ عشرة شهور". وقال بيلين إن "ماهر رجل سلام وهو يعرف آرائي جيداً ويجب علينا أن نجد نهاية لسقوط الضحايا من الأبرياء في الجانبين". "جنون" وقال ان الموقف الراهن يتسم بالجنون وأن على الذين يؤمنون بالسلام ألا يستسلموا لهذا الجنون. وعن أفكاره التي نقلها للقاهرة قال بيلين: "لابد أن نكون مبتكرين وخلاقين في الافكار التي نطرحها بشأن السلام في ما يتعلق بعقد اللقاءات وفتح قنوات جديدة واستئناف المفاوضات". وشدد على "أننا إذا اتسمنا بالسلبية ولم نطرح شيئاً من المقترحات فإن شيئاً لن يحدث ولذلك من المهم أن نلتقي معاً ونطرح الأفكار التي قد يقبل أحد الطرفين بها مما يمثل بارقة أمل لشعوب المنطقة". ونفى بيلين أن تكون زيارته لمصر في إطار مهمة مكلف بها من الحكومة، مذكراً بأنه ينتمي للمعارضة في إسرائيل. وعلى رغم أنه اعتبر أنه كان من الخطأ انضمام حزب العمل للائتلاف الحكومي الحالي في إسرائيل وخطأ أن يكون شمعون بيريز وزير خارجية وجزءاً من الحكومة الحالية، إلا أنه أكد أنه بحث أفكاره مع بيريز، كما سيبحثها مع الرئيس عرفات في نهاية الاسبوع الحالي أو بداية الاسبوع المقبل، معرباً عن أمله في امكان تطبيق تلك الافكار. وأكد بيلين وجود معسكر سلام حقيقي في إسرائيل ولكنه يواجه موقفاً صعباً، ودعا أعضاء معسكر السلام إلى التمسك دائماً بالتفاؤل وأن يكافحوا من أجل افكارهم. وأعرب عن اعتقاده بضرورة أن تغير الإدارة الاميركية سياستها حيال الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، معتبراً سياسة واشنطن نفض يدها عن المنطقة خطأ كبيراً، وقال "إنني أخشى حين يقرر الاميركيون الانخراط مجدداً في عملية السلام أن يكون ذلك متأخراً جداً وأن يكون معسكرا السلام على الجانبين ضعيفين للغاية وأن يكون للمتطرفين اليد العليا".