} بيروت - "الحياة" - وجه رئىس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب اللبناني وليد جنبلاط رسالة الى العرب الدروز في فلسطينالمحتلة من خلوات البياضة في حاصبيا جنوبلبنان، دعاهم فيها الى رفض الجندية والتجنيد الاجباري في الجيش الاسرائىلي، مؤكداً "ان العرب الدروز هم جزء من المجتمع العربي الفلسطيني ماضياً ومستقبلاً، ومن حقنا ان نشعر بالمأساة الهائلة التي يمر بها الشعب الفلسطيني فلا نقبل ولا تقبلون ان يسجل في التاريخ ان قسماً من دروز فلسطين اسهم في تشريد عرب فلسطين او اغتيالهم". وكان جنبلاط يتحدث امام مستقبليه الذين جاؤوا بالألوف الى خلوات البياضة التي تعتبر مرجعية الدروز، في اول زيارة له الى الجنوب شملت جزين ومرجعيون والخيام ومنطقة العرقوب. وواكب جنبلاط من الخيام الى حاصبيا وفد كبير من "حزب الله". وبعدما حيا جنبلاط المقاومة الوطنية والاسلامية التي حررت الجنوب، والتحالف اللبناني - السوري - الايراني والوحدة الوطنية الحرة والصادقة من دون اكراه التي حضنت المقاومة"، عاد بذاكرته الى زيارة قام بها والده "شهيد فلسطين والعرب كمال جنبلاط الى منطقة حاصبيا وكنت من عديد مرافقيه وان انسى فلا انسى استقبال المنطقة وأهلها وفي مقدمهم كبير من مشايخها الشيخ جمال الدين شجاع الذي كان شجاعاً بوقفته مع كمال جنبلاط ايام جبروت المكتب الثاني وفحش السلطة وعملائها آنذاك وكأن التاريخ يعيد نفسه". مشيداً بوقوفه في وجه "حراب الاحتلال وملحقاته". وحيا شهداء "الحركة الوطنية اللبنانية وشهداء المقاومة الفلسطينية الذين سطروا ملامح في هذه السفوح عندما انطلقت حركة المقاومة من هذه الارض الطيبة قبل عقود". كما حيا "شهداء المقاومة الاسلامية وألف تحية لشهداء جيش التحرير الشعبي - قوات الشهيد كمال جنبلاط الذين فتحوا الطريق عريضاً لجحافل المقاومين لتحرير الجنوب ودك السابع عشر من ايار". وخاطب العرب الدروز في فلسطينالمحتلة قائلاً: "اولاً، في الحل للقضية الفلسطينية، لقد قبلت منظمة التحرير والعرب بتسوية قوامها دولة فلسطينية في الضفة والقطاع في مقابل السلام مع اسرائىل، لكنكم تعلمون كل العلم وتلمسونه اكثر منا في الواقع ان المستوطنات هي العائق الاساسي لقيام تلك الدولة وان الشعب الفلسطيني لا يمكن ان يقبل بتجزئة سيادته وان تكون دولته مجموعة جدارات ذاتية مجزأة غير مرتبطة بعضها ببعض وحركة الجدران مستمرة وحركة مصادرة الاراضي مستمرة، ناهيك عن السيطرة الاساسية على الموارد من مياه غير مياه". وأضاف: "في الاتفاقات بين الدول العربية واسرائىل، نعم ان هناك دولاً عربية وقعت اتفاقات سلم مع اسرائىل، هناك مكاتب اقفلت ومكاتب لم تقفل لكن اياكم يا دروز فلسطين يا عرب فلسطين ان تظنوا ان شعوب تلك الدول موافقة او راضية. ما من احد اليوم يستطيع ان يقف امام الرأي العام مهما كان جبروت النظام، آجلاً ام عاجلاً ستتغير الصورة، ان حركة التاريخ لن تقف عند اتفاقات مرّ عليها الزمن، والقدس لا يمكن تجزئة السيادة عليها، افضل على اليهود هدمها وان لا يقبل العرب بتجزئتها". وتابع قائلاً: "يا أيها العرب في فلسطينالمحتلة، ان انخراط البعض منكم في الجيش الاسرائىلي وفي هذه الظروف التي يعاني الشعب الفلسطيني اشد انواع القهر والظلم والاغتيال المنظم والاضطهاد لا يمكن تبريره امام احد، فيصبح هذا البعض كمتعاملين ايام حرب التحرير في الجزائر او المتعاونين اثناء الاحتلال النازي لفرنسا والأمثلة كثيرة، ولا يمكن عند ذلك لأي قرابة عائلية او مذهبية ان تحمي هذا التصرف، وعلى هذا ولست من دعاة التهور، ومن باب الحرص عليكم وعلى مستقبلكم وعلى امكان التواصل على قاعدة الانتماء العربي والقومي، اقول ان رفض الجندية والتجنيد الاجباري حق من حقوقكم في دولة تدعي انها ديموقراطية واذا تعذر الوصول الى ترجمة عملية سريعة، فعلى الاقل ارفضوا الخدمة في مناطق الضفة والقطاع، لست ادعوكم الى العصيان او التمرد، لكنكم جزء من المجتمع العربي الفلسطيني ماضياً ومستقبلاً، ساهمتهم معه في انتفاضاته وثوراته وقاتلتم في جيش الانقاذ، لن نطالبكم بأكثر من طاقاتكم لكن من حق فلسطين وحقنا ان نحترم ونتفهم ونشعر بهذه المأساة الهائلة التي يمر بها الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع ولا نريد ولا تريدون ان يقال، ان يسجل في التاريخ ان دروز فلسطين قسماً منهم على الأقل اسهم في تشريد او اغتيال عرب فلسطين". وأشار الى ان سياسة الاستيطان والحصار حولت الشعب الفلسطيني الى قنابل بشرية وتعلمون كما نعلم ان هذه السياسة تسير في افق مسدود ولن توقع الا مزيداً من الضحايا بين العرب واليهود، وان ما يجري يذكرنا بفرنسا في الجزائر او اميركا في فيتنام او الاتحاد السوفياتي في افغانستان فمهما عظمت جيوش تلك الدول آنذاك الا انها لم تستطع قهر شعوب ارادت الحياة ورفضت الاستعمار. هذه سنّة الحياة ولست راغباً في التدخل في شؤون السياسة الاسرائىلية الداخلية، لكن لا بد من ان يتغلب في يوم ما صوت الاعتدال بين اليهود كصوت اوري افنيري او ديفيد غروسمان وغيرهما وان تعود حركة "السلام الآن"، وتذكروا انها اسقطت شارون بعد صبرا وشاتيلا، لست من دعاة ابادة اسرائىل لكنني مع الحل العادل للقضية الفلسطينية تحت شعار الارض في مقابل السلام".