غداة احتلال اسرائيل "بيت الشرق" وأبو ديس مركز محافظة القدس ومؤسسات فلسطينية اخرى، أبدى الفلسطينيون تصميماً واضحاً على استعادة ما فقدوه وعلى إفشال خطة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون للانقضاض على اتفاق اوسلو ومفاعيله. وفي المقابل حاول الاسرائيليون ان يثبتوا ميدانياً ان خطوتهم لا تراجع عنها وانهم مستمرون في سياسة العنف والاحتلال التي انتهجها شارون. وقام الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات باستدعاء قناصل وسفراء الدول العربية والاجنبية المعتمدين لدى السلطة الفلسطينية، وأبلغهم رسائل عاجلة الى رؤساء دولهم تحذر من خطورة الإجراءات الاسرائيلية خصوصاً احتلال "بيت الشرق"، وعقد في هذا الإطار اجتماعين منفصلين مع القنصل الاميركي في القدسالشرقية ومع المبعوث الروسي الى الشرق الأوسط. وفي موازاة ذلك، كان المواطنون الفلسطينيون، خصوصاً المقدسيين منهم، ينزلون الى الشوارع احتجاجاً على احتلال "بيت الشرق" الذي يتمتع بقيمة رمزية مهمة كونه المقر شبه الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية في المدينة المقدسة. وقام الجيش الاسرائيلي الذي أحكم حصاره امس على المناطق الفلسطينية بالحواجز والدوريات المؤللة، بالتعرض للمحتجين بالضرب بأعقاب البنادق والهراوات بعدما حول المناطق المحيطة بالقدس الى ما يشبه الثكنات العسكرية. وكان بين الذين نالوا نصيباً من الاعتداءات الاسرائيلية الدكتورة حنان عشراوي ونجلا القائد الفلسطيني الراحل فيصل الحسيني، اضافة الى عدد من الناشطين الأجانب المؤيدين للقضية الفلسطينية. ونتيجة للحصار المشدد الذي ضرب امس على كل مناطق السلطة الفلسطينية توفيت طفلة مريضة في الرابعة من عمرها بعدما حال حاجز عسكري اسرائيلي دون وصولها الى المستشفى في رفح. واستشهد شابان فلسطينيان متأثرين بجروح اصيبا بها مساء اول من امس اثر اطلاق قوات الاحتلال النار على مجموعة شبان قرب معبر المنطار في غزة. وفي مقابل التوتر المتصاعد في الاراضي الفلسطينية نتيجة اجراءات شارون الاخيرة ورفضه استئناف العملية السلمية، رد الرئيس المصري حسني مبارك "الكرة الى الملعب الاسرائيلي" بالتأكيد على ضرورة العودة الى المفاوضات حتى ولو استمر العنف "لأن طلب وقف العنف مئة في المئة معناه ان لا تفاوض قبل 100 عام". وكرر مبارك رفضه الجلوس مع شارون "لأنني لم أرَ منه شيئاً يجعلني اعمل مخاطرة معه". واعتبر "ان اسرائيل مخطئة في الموضوع السوري من الألف الى الياء"، وان لا جدوى من تهديد سورية. من جهة اخرى، فشل مندوبون شاركوا في جنيف في اجتماع تحضيري لمؤتمر عن العنصرية في التوصل الى اتفاق بسبب خلاف على اقتراع عربي - اسلامي بوصف الصهيونية بالعنصرية، وعلى اقتراح من الأرقاء السابقين بالحصول على اعتذار او تعويضات من مستعمريهم السابقين. وسيعقد المؤتمر في نهاية الشهر الحالي في دوربان جنوب افريقيا، وقد لا تحضره الولاياتالمتحدة المتضامنة مع اسرائيل في رفضها الاقتراح العربي - الاسلامي.