سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مقتل جنديين اسرائيليين وإصابة أربعة آخرين بجروح في المواجهات . استشهاد خمسة فلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة وقصف بيت جالا وبيت لحم والخضر بالمروحيات والدبابات
صعدت اسرائيل هجماتها العسكرية على الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة امس تصعيدا خطيرا. وقد سقط برصاص القناصة الاسرائيليين عند حاجز المنطار في قطاع غزة ثلاثة شهداء شبان واصيب اكثر من ثلاثين فلسطينيا بجروح. وفي الضفة سقط شهيدان احدهما من قوات الامن، وقصفت مروحيات حربية ودبابات اسرائيلية في ساعات المساء بلدة بيت جالا وقرية الخضر ومخيم عايدة للاجئين وجنوب مدينة بيت لحم في أعنف هجوم اسرائيلي في أعقاب مقتل جنديين اسرائيليين واصابة اربعة آخرين وسقوط محمد الحروب 37 عاما أحد افراد قوات الامن الوطني الفلسطيني على مدخل قرية الخضر المحاذية لمدينة بيت لحم. في الحرب غير المتكافئة التي استمرت ساعات بين القوات الاسرائيلية التي استخدمت طائرات "اباتشي" المروحية والمدفعية وبين الشبان الفلسطينيين المسلحين، سقط وائل شعيب 23 عاما من قرية الخضر شهيدا واصيب على الاقل 25 مواطنا واحرقت الصواريخ الاسرائيلية ستة منازل فلسطينية والحقت اضرارا بالغة بعشرات المنازل والفيلات الفخمة في القرية وبلدة بيت جالا القريبة. وأكد شهود عيان ل"الحياة" ان الجيش الاسرائيلي استخدم المروحيات الاسرائيلية في توجيه قصف عشوائي نحو المواطنين في منازلهم من مراكز الجيش الاسرائيلي في مستوطنة غيلو القريبة كما استخدم الدبابات المتمركزة على الشارع الرقم 60 الذي يصل القدس ببيت لحم فيما اطلقت النيران على سيارات الاسعاف التي حاولت اخلاء المصابين. وامتدت المواجهات المسلحة الى مدخل بيت لحم التي اضاءت سماءها صواريخ ورصاص الرشاشات وقذائف الاسلحة الثقيلة الاسرائيلية. وأكدت المصادر ذاتها ان الجنود الاسرائيليين بادروا الى اطلاق كثيف للنار منذ ساعات الظهر الامر الذي ادى الى سقوط الحروب شهيدا وبعدها تفجرت الاوضاع. وبالاضافة الى شهيدي الخضر، قتلت القوات الاسرائيلية ثلاثة شبان فلسطينيين في مواجهات حامية على معبر المنطار في غزة اعقبت تشييع جثث اربعة فلسطينيين سقطوا اول امس في الموقع ذاته. والثلاثة الذين استشهدوا امس عند معبر المنطار شرق مدينة غزة هم احمد سالم تايه 15 عاما ومحمد ابراهيم حجاج 17 عاما اللذان توفيا في مستشفى الشفاء الذي نقلا اليه بعد اصابتهما بعيارات نارية اطلقها جنود اسرائيليون قناصة. اما الشهيد الثالث الذي سقط ايضا قرب حاجز المنطار فهو ابراهيم عمر 15 عاما وهو من مخيم الشاطيء. وجرح 20 شابا اصابة احدهم خطرة اضافة الى رجل في الخامسة والستين كان مارا قرب حاجز المنطار. وجرح 10 آخرون من مخيم خانيونس في مواجهات بين الشبان وجنود الاحتلال في محيط مستوطنتي "نفيه دكاليم" و"جني طال" غرب المخيم وشماله. أما في رفح فأصيب الطفل عبدالعزيز علي شاهين 13 عاماً بعيار ناري في صدره، ولم يتمكن رفاقه من الوصول اليه لنقله الى المستشفى، واعتقله جنود الاحتلال. والطفل هو حفيد وزير التموين عبدالعزيز شاهين الذي يقطن حي تل السلطان في المدينة، المجاور لمستوطنتي "اسلاو" و"رفيح يام". وبدا التصعيد في عمليات القنص ضد المتظاهرين الشبان في قطاع غزة تنفيذا لتهديد رئيس اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال شاؤول موفاز بأخذ المبادرة، على حد قوله. وفي ضوء التصعيد العسكري في قرية الخضر ومحيط مدينة بيت لحم، استبعدت مصادر اسرائيلية عقد لقاء كان مقررا بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والوزير الاسرائيلي شمعون بيريز في اطار ما وصفته المصادر الاسرائيلية ب"تحرك ديبلوماسي عالمي للعودة الى طاولة المفاوضات". وكان رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود باراك اعترف خلال جلسة لمجلس الوزراء المقلص للشؤون الامنية باجراء مكالمة هاتفية مع عرفات في نهاية الاسبوع الماضي. وقال باراك ردا على ما كشفته صحيفة عبرية ان المكالمة استغرقت "40 ثانية فقط" وانه حذر فيها الرئيس الفلسطيني من مغبة "استمرار العنف وطالبه بتنفيذ اتفاق شرم الشيخ". ونفت مصادر فلسطينية واسرائيلية وجود "قناة سرية" للتفاوض بين الجانبين وذلك على لسان وزير الخارجية الاسرائيلي شلومو بن عامي وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات. وتوجه عريقات الى واشنطن ونيويورك لتسليم رسالة من عرفات الى كل من الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان ووزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت قال المسؤول الفلسطيني انها تتضمن مطالبة فلسطينية بتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين ورفع الحصار عن مدنهم واراضيهم ووقف الهجمات العسكرية الاسرائيلية عليهم. وصل الى الرباط 30 جريحاً فلسطينياً أصيبوا في الاعتداءات الاسرائيلية. وقالت مصادر رسمية ان طائرة مغربية توجهت الى العريش قرب مدينة رفح لتقل المصابين، بعدما تعذّر عليها النزول في مطار غزة الذي اقفلته السلطات الاسرائيلية. ونقل الجرحى الى مطار العريش في سيارات اسعاف في ضوء اتفاق بين السلطات الفلسطينية والمصرية على تأمين رحلات من مطار العريش. وأفادت مصادر من الخطوط المغربية ان الرحلة الاسبوعية بين غزة والدار البيضاء توقفت بعد قرار اسرائيل اغلاق المجال الجوي الفلسطيني. الى ذلك عبّر مجلس الطوائف اليهودية التي يعيش افرادها في المغرب عن حزنه وأسفه حيال "اجهاض عملية السلام" في الشرق الوسط. واصدر رئيس المجلس السيد سيرج بيرديكو وزير السياحة السابق بياناً جاء فيه ان اليهود المغاربة مثل الرعايا كافة "يشاطرونهم الاحساس بالغضب والحزن والبكاء على الضحايا". واضاف البيان: "نعيش تحت وقع صدمة المشاهد البشعة للعنف والتقتيل والقمع المفرط". وشرح المسؤول اليهودي ان السلام الذي يعنيه هو "سلام الكرامة الذي يؤمن للشعب الفلسطيني دولة ذات سيادة كاملة ويسمح لاسرائيل بالحصول على حدود آمنة مُعترف بها".