} تصاعدت حدة التوتر الذي يخيم على القدس منذ اعادة احتلال "بيت الشرق"، المقر شبة الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية، اذ كثفت قوات الاحتلال قمعها ضد المتظاهرين، فيما اكدت الفعاليات المقدسية تصميمها على ان "جريمة الاحتلال لن تمر"، مطالبة الفلسطينيين وخشصوصا المقدسيين، بالتصدي و"بكافة الوسائل" لهذا الاجراء الذي يرون فيه تصعيدا سياسيا شارونيا يستهدف وجودهم في المدينة التي تواجه ما تبقى من خطط التهويد. شددت قوات الاحتلال الاسرائيلي حصارها المحكم والخانق في الاراضي الفلسطينية بصورة غير مسبوقة، خصوصا في محيط مدينة القدس التي تحولت فيها المناطق المحيطة ب"بيت الشرق" والمؤسسات الاجتماعية التسع الاخرى الى ثكنات عسكرية حقيقية. كذلك اعتدت بالهراوات واعقاب البنادق على المواطنين الفلسطينيين، بمن فيهم النائبة المقدسية والمفوض العام لشؤون الاعلام في الجامعة العربية الدكتورة حنان عشراوي ونجلا الراحل فيصل الحسيني فدوى وعبد القادر، وعدد آخر من الناشطين الاجانب المؤيدين للقضية الفلسطينية الذين لم يسلموا من القمع غير المسبوق الذي شمل جر بعض الفتيات من شعورهن على الارض مسافات طويلة. واقتحم افراد الشرطة المدججون بالسلاح مرتين فندق "الاميركان كولوني" القريب واعتقلوا عددا من الشبان الفلسطينيين داخله. وطاول الاعتداء الاسرائيلي ستة من المصورين والصحافيين بعد ان تلقى الجنود الاسرائيليون امرا سمعه عدد من الصحافيين من نائب قائد الشرطة الاسرائيلية في الموقع بضرب الصحافيين. واعلن رئيس نقابة المصورين الفلسطينيين عطا عويسات انه سيتقدم بشكوى ضد الشرطة الاسرائيلية على هذه التصرفات التي تنتهك بصورة صارخة حرية العمل الصحافي. وكانت عشراوي ترأست مؤتمرا صحافيا شارك فيه الارشمندت عطا الله حنا من الكنيسة الارثوذكسية ومدير المسجد الاقصى محمد حسين اكدت فيه ان التحرك الفلسطيني على الصعيدين الميداني والديبلوماسي سيستمر حتى اخراج قوات الاحتلال من "بيت الشرق" وباقي المؤسسات الفلسطينية. واشارت الى تحرك مواز للجامعة العربية سيترجم في الايام القليلة المقبلة، دون ان تعطي تفاصيل. ورأت عشراوي في الاجراء الاسرائيلي بحق المؤسسات المقدسية دفنا اسرائيليا لملف العملية السياسية برمتها، مضيفة ان رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون يهدف الى تصعيد الاوضاع سياسيا وميدانيا. وقال النائب حاتم عبد القادر ان التصعيد السياسي الشاروني في القدسالمحتلة وضع مسألة القدس مجددا في واجهة الاحداث، موضحا ان حكومة شارون تريد ان تبعث برسالة الى العالم بانها دولة تعمل فوق القانون ولا تعبأ ولا تلتفت الى الرأي العالمي، وانها تعيد احتلال المدينة عسكريا بعد ان فشلت عبر اكثر من ثلاثة عقود في الغاء هويتها العربية. ودعا بيان للقوى والفعاليات الفلسطينية في القدس الى اضراب عام غدا ومسيرات سلمية في الاراضي الفلسطينية احتجاجا واستنكارا لاحتلال المؤسسات الفلسطينية. وحذر البيان من ان "جريمة الاحتلال لن تمر"، داعيا الفلسطينيين الى مقاومة الاجراء الاسرائيلي "بكافة الوسائل المتاحة" دفاعا عن القدس والوجود العربي فيها. تحرك ديبلوماسي واستدعى الرئيس ياسر عرفات قناصل وسفراء الدول العربية والاجنبية المعتمدين لدى السلطة الفلسطينية وابلغهم رسائل عاجلة الى قادتهم ورؤساء بلادهم حذر فيها من خطورة الوضع في ضوء احتلال "بيت الشرق" والاجراءات الاسرائيلية الاخرى. والتقى عرفات في اجتماعين منفصلين القنصل الاميركي في القدسالشرقية والمبعوث الروسي الى الشرق الاوسط للهدف نفسه. وفي المقابل، اكدت مصادر اسرائيلية ان الجهات الامنية في اسرائيل طالبت بأخذ مزيد من الاجراءات في القدسالشرقية بما في ذلك اعتقال ناشطين في حركة "فتح" في المدينة. وقالت الاذاعة الاسرائيلية ان الجهات الامنية اوصت باتخاذ سلسلة جديدة من الاجراءات في المدينة المقدسة تتجاوز احتلال المؤسسات الفلسطينية واغلاقها وتهدف الى ضرب البنية التحتية لما اسماه ب"التنظيم" داخلها. تشديد الحصار وأحكمت قوات الاحتلال الاسرائيلي خناقها على المدن والقرى الفلسطينية خصوصا مدينة رام الله حيث اغلقت بالمكعبات الاسمنتية الكبيرة طريق رام الله-القدس قرب مطار قلنديا ومنعت المواطنين، حتى المشاة، من اجتياز الحاجز العسكري المنصوب منذ اندلاع انتفاضة الاقصى. واكد شهود ان الجنود الاسرائيليين اضرموا النار في اربع سيارات فلسطينية كانت متوقفه على جانبي الحاجز في ساعات الليل ومنعوا سيارات الاطفاء من الوصول الى المنطقة لاخماد النيران التي كانت قريبة من محل لبيع انابيب الغاز. وعمد الفلسطينيون منذ فترة طويلة الى توقيف سياراتهم على احد جانبي الحاجز واجتيازه سيرا على الاقدام بسبب الاكتظاظ الشديد وبطء تحرك المركبات التي يسمح الجنود لها باجتياز الحاجز باتجاه القدس او باتجاه رام الله. ثلاثة شهداء من جهة اخرى، استشهد شابان فلسطينيان متأثرين بجروح اصيبا بها مساء اول من امس. واعلنت مصادر طبية فلسطينية ان محمد السقا 20 عاما وماهر عفانة 27 عاما استشهدا جراء اطلاق النار عليهما من جانب قوات الاحتلال الاسرائيلي قرب معبر المنطار في غزة بعد اطلاق الجنود النار باتجاه مجموعة من الشبان في المنطقة. وقالت مصادر فلسطينية ان الطفلة ازهار ابو شلوف اربع سنوات والتي كانت تعاني من مرض فقر الدم منعت من الوصول الى المستشفى في رفح على مدى الايام الاربعة الماضية وتوفيت امس بعد ان حال الجنود دون محاولة والدها ان يجتاز بها حاجزاً عسكرياً قرب المواصي في منطقة رفح بغية الوصول الى المستشفى. كذلك وقعت صدامات عند حاجز سردا في الضفة الغربية اسفرت عن جرح خمسة فلسطينيين، وذلك عندما منع الجنود الاسرائيليون المواطنين الفلسطينيين من المرور عبر الحاجز. الى ذلك أ ف ب، أفادت "حركة المقاومة الاسلامية" حماس امس ان قوات الأمن الفلسطينية اعتقلت في الساعات ال48 الأخيرة أحد ناشطيها في الضفة الغربية. واضافت ان المعتقل عبدالله البرغوثي من بيت ريما في منطقة رام الله كان مطلوباً لقوات الأمن الاسرائيلية، من دون أي توضيحات اخرى.