} أعلنت القوى الوطنية والاسلامية حال "استنفار قصوى" ودعت كوادرها الى الانتشار داخل البلدة القديمة في مدينة القدس وداخل ساحات الحرم القدسي الشريف لاحباط اي محاولة من جانب الحركات اليهودية المتطرفة الدخول الى ساحات المسجد الاقصى بعدما نجحت في استصدار قرار من المحكمة العليا الاسرائيلية بوضع "حجر الاساس للهيكل الثالث" المزعوم في محيط باب المغاربة داخل البلدة القديمة. وحذرت جهات فلسطينية متعددة من وقوع "انفجار" يفوق في حجمه ذلك الذي اعقب دخول زعيم حزب "ليكود" اليميني في حينه ورئيس الوزراء الاسرائيلي الحالي ارييل شارون. قال النائب المقدسي، عضو اللجنة الحركية العليا لتنظيم "فتح" حاتم عبد القادر ل"الحياة" ان حالا من الاستنفار اعلنت في صفوف كوادر الحركة من اجل التوجه الى ساحات الحرم القدسي ابتداء من ليل السبت - الاحد، واضاف محذرا: "لن نقف مكتوفي الايدي ازاء اي محاولة من جانب الشرطة الاسرائيلية او المستوطنين لاستفزاز مشاعر المسلمين والمس بمقدساتنا". ودعا الحكومة الاسرائيلية الى أن "تأخذ العبرة مما حدث في اعقاب تدنيس شارون ساحات الحرم". وكانت "انتفاضة الاقصى" التي تدخل اليوم شهرها الحادي عشر بالتمام اندلعت في اعقاب الزيارة الاستفزازية التي قام بها شارون الى ساحات الحرم القدسي الشريف وحصدت حتى الآن نحو 660 شهيدا فلسطينيا واوقعت آلاف الجرحى والمعتقلين في السجون الاسرائيلية، اضافة الى حال الحرب التي اعلنتها اسرائيل ضد الفلسطينيين وطاولت مناحي حياتهم كافة. وخلصت لجنة "ميتشل" الدولية التي شكلت للتحقق في اسباب اندلاع الانتفاضة الى ان زيارة شارون كانت احدى العوامل الاساسية التي فجرت الانتفاضة. واتهم عبد القادر حكومة شارون بانها تسعى الى "تصعيد الوضع واستثمار عدوانها على الشعب الفلسطيني من اجل فرض امر واقع جديد في اقدس اقداس المسلمين". ووصف الوضع بانه "في منتهى الخطورة حيث تدفع اسرائيل به الى حافة الهاوية، واستفزازتها ستفجر المنطقة بشكل اعنف من الزيارة التدنيسية التي قام بها شارون ستمتد الى الشارع العربي الذي لم يعد يرضى بمزيد من الاهانات". وفيما دعت حركة "فتح" الفلسطينيين الى الخروج في تظاهرات احتجاج في الساعة الواحدة من بعد ظهر اليوم، استنهضت رابطة علماء فلسطيني همم العالمين العربي والاسلامي من اجل منع الحركات اليهودية المتطرفة عن وضع "حجر الاساس" للهيكل الثالث المزعوم في محيط باب المغاربة داخل البلدة القديمة وعلى ابواب الحرم القدسي الشريف. ودعت الرابطة الفلسطينيين الى حشد قواهم داخل ساحات الحرم وكسر الحواجز العسكرية لقوات الاحتلال الاسرائيلي المقامة على مداخل المدينة المقدسة. واعلن مفتي القدس والاراضي الفلسطينية الشيخ عكرمة صبري ان الفلسطينيين مستعدين لبذل الارواح من اجل الدفاع عن مقدساتهم التي يتهددها خطر الحركات اليهودية التي تسعى الى اقامة هيكلها المزعوم في مكان الحرم القدس الشريف. وأكد ل"الحياة" ان باب المغاربة والمنطقة المحيطة بالمسجد الاقصى برمتها هي "ارض وقف اسلامية" ليس لدى اي محكمة اسرائيلية صلاحية السماح لحركة "امناء جبل الهيكل" بوضع حجر الاساس فيها. وقال ان المسلمين لن يسمحوا بذلك لما يشكله من مخاطر على المعالم الاثرية للمنطقة المستهدفة والتي تحوي قصورا اموية وحارة الشرف الفلسطينية التي دمرتها اسرائيل في اعقاب حربها عام 1967. ووصفت المفوض العام لشؤون الاعلام في الجامعة العربية، النائب المقدسية حنان عشراوي قرار المحكمة العليا ونية حركة "امناء جبل الهيكل" تنفيذها بأنه "استفزاز صارخ يحملنا على ان ندق ناقوس الخطر مجددا لانه تحد للعالمين العربي والاسلامي وعدوان مجدد على القدس ومقدساتها". واعلن رؤساء الحركات الاسلامية داخل "الخط الاخضر" انهم سيعقدون اجتماعا طارئا داخل ساحات الحرم القدسي اليوم احتجاجا على الاستفزاز الاسرائيلي. من جهته، اعلن الارشمندت عطا الله حنا في الكنيسة الارثوذكسية وقوف المسيحيين من ابناء الشعب الفلسطيني الى جانب المسلمين. وقال ان اعطاء المحكمة العليا الضوء الاخضر للحركات اليهودية المتطرفة بوضع حجر الاساس "يؤكد نياتها المبيتة لتفجير الاوضاع". وحملت القيادة الفلسطينية اسرائيل "المسؤولية الكاملة عن المضاعفات الخطيرة لهذا التهديد للمقدسات الاسلامية". ووصف امين سر حركة "فتح" في الضفة الغربية مروان البرغوثي القرار الاسرائيلي بانه "اعلان حرب". وقال لوكالة "فرانس برس" انه "سيؤدي الى ردود فعل لن تقتصر على المنطقة بل في العالم بأسره لان كل مسلم على امتداد الارض سيشعر بان هذا استفزاز لمشاعره وحرب على معتقداته".