القدس المحتلة، لندن - "الحياة"، أ ف ب - اعلنت منظمة اسرائيلية من اليمين المتشدد امس عزمها رفع دعوى امام القضاء البلجيكي ضد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ومسؤولين فلسطينيين اخرين بتهمة ارتكاب "جرائم ضد البشرية". ويأتي هذا الاعلان مع نشر صحيفة "كل العرب" التي تصدر في مدينة الناصرة في عددها اليوم تقريراً يؤكد ان عدداً من الضباط والجنود الاسرائيليين اعلنوا مبدئياً موافقتهم على الادلاء بشهادات امام القضاء البلجيكي ضد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون في اطار الدعوى المرفوعة ضده بخصوص دوره في مذبحة مخيمي صبرا وشاتيلا في بيروت في العام 1982. وقال مئير ايندور زعيم مجموعة "ضحايا الارهاب" للاذاعة الاسرائيلية الرسمية: "سنوفد في الايام المقبلة محاميين الى فرنسا لتحضير الدعوى بتهمة ارتكاب جرائم ضد البشرية التي سنرفعها قريباً ضد عرفات ومسؤولين فلسطينيين آخرين". واضاف: "سنطلب تعويضات وسنستقدم مئات الضحايا لكي يدلوا بشهاداتهم". وتابع ان هذه المبادرة "تهدف ايضاً الى مقابلة الدعوى المقدمة بحق رئيس الوزراء ارييل شارون في بلجيكا". وقال ان "القضاء البلجيكي سيضطر قريباً للنظر في الدعويين والا فانه سيتهم بالانحياز". ووكلت اسرائيل الشهر الماضي المحامية البلجيكية اليهودية ميشيل هيرش لتمثيل شارون امام القضاء البلجيكي اثر الشكوى الجماعية التي رفعها بحقه ناجون من المجزرة في بروكسل في 23 حزيران يونيو الماضي. وهذه المجازر التي اودت بحياة مئات الفلسطينيين ارتكبتها ميليشيات مسيحية فيما كان الجيش الاسرائيلي يطوق المخيمين وكان شارون وزيراً للدفاع. وكان قاضي التحقيق المكلف الملف في محكمة بروكسل باتريك كولينيون اعلن في مطلع تموز يوليو اختصاصه بالتحقيق في الشكوى مستمعاً الى افادة احد الشهود. وتلقت "الحياة" نص تقرير تنشره صحيفة "كل العرب" التي تصدر في اسرائيل جاء فيه نقلاً عن "مصادر مطلعة جداً" ان ضباطاً وجنوداً اسرائيليين "لا يخشون من تقديم الشهادات ضد شارون لأنه مر وقت طويل منذ المذبحة، وشهاداتهم وشهادات افراد الكتائب ستدعم من الناحية القضائية الشهادات والافادات التي قدمها الناجون من المذبحة". وقالت "كل العرب" ان جهاز الاستخبارات الاسرائيلي موساد قام قبل اسابيع عدة بتزويد المستشار القضائي للحكومة الياكيم روبينشتاين، ومديرة قسم القضايا الدولية في النيابة العامة، عيريت كاهانا بالترجمة الحرفية الكاملة للدعوى القضائية التي قدمت في بلجيكا ضد شارون. وأضافت انه "يتضح ان الدعوى القضائية تشمل شهادات جديدة، قدمت من قبل الناجين من المذبحة، وهذه الشهادات لم تنشر حتى الآن بصورة رسمية، ويتضح من هذه الشهادات ان قوات الاحتلال الاسرائيلي كانت متورطة للغاية في تنفيذ المذبحة. ويسود الاعتقاد لدى الأوساط القضائية في اسرائيل، ان هذه الشهادات الجديدة ستكون أقوى من ناحية قضائية، بعد التحقيق مع قائد الكتائب في حينه، ايلي حبيقة، الذي كان صرح في الشهر الماضي، انه سيسافر الى بلجيكا، وسيدلي بشهادته التي تثبت ان أقوال شارون عن المذبحة غير صحيحة بالمرة. وزادت الصحيفة ان الدعوى تبين ان شارون تحدث هاتفياً مع الجنرال امير دروري، بعد المذبحة وقال له: "تحياتي، العملية نجحت".