أول الكلام: لشاعر فلسطين الكبير/ هارون هاشم رشيد: - ناديتُ: يا وطني فما ردّ الصدى صوتي ولا حمل الأثير تنهّدي وحلمت بالقدس الشريف مطهّراً من ربقة الباغي وظلم المعتدي وحننت للبيت الذي فارقته ولغرفة شهِدتْ هنالك مولدي!! تخيّلت الجنرال/ كولن باول - ما غيره - وهو يتقافز فوق سلّم الطائرة قادماً من الأردن بابتسامة عريضة ورأس مكوكي، وكأنه واحد من رعاة البقر فيما شاهدناه من أفلامهم وهم يمتطون الخيول ويضربون النار على من يستهدفون ... وبكل أسف: فإن السياسة الأميركية التي تمارسها إدارة الرئىس بوش/ الإبن، تدور في محور رعاة البقر بكل عنجهيتهم وتسلّطهم ... ذلك ان رعاة البقر في أفلام أميركا: لا تمثّل الكاوبوي/ الفارس الشهم صاحب الموقف المدافع عن الحق، بل تجسّد شخصية، القويّ، المتسلّط، المغتصب، المتعسّف! وإذا أردنا ان نطبق اخلاقيات سياسة الكاوبوي، فسنجدها بحذافيرها في عدة مواقف تريد إدارة بوش تصديرها الى الفلسطينيين والعرب عموماً كأوامر لا بد من تنفيذها، وإلا... وإلا هذه صارت مشجب سياسة إدارة الرئىس بوش حتى أوصلت الفلسطينيين والعرب الى ما يسمونها: لعبة المدينة الوحيدة، حسب التسمية التي أطلقها الجنرال/ باول على خطته التي حملها الى السلطة الفلسطينية دعماً لتقرير: ميت ... شيل، وهدفها - كما قال الجنرال - التهدئة، ولكن ... التهدئة أو التبريد: لا بد ان تتم وفق شروط مجرم صبرا وشاتيلا، السفّاح/ شارون!! فأية تهدئة هذه ... وليس لدى سيدة القوة الكوبرا، ولا باولها ... ولا بند واحد في كل الاتفاقيات، والخطط، والتقارير ... جاء لمصلحة الشعب الفلسطيني وحقوقه المستباحة ... بل ان هذا الشعب ما زال: محاصراً في مدنه وقراه منذ شهور طويلة، وبلغ جبروت/ شارون ان منع دخول الغذاء الى الفلسطينيين الذين ما زالوا ايضاً يتعرضون لرصاص الجيش الصهيوني، ولهدم بيوتهم، ولتجريف مزارعهم، وقفل الطرق عليهم ... وأميركا - ما زالت - تردد كالببغاء ادعاءات شارون ومطالبه ومراوغاته، دون ان تلزمه بفك الحصار حتى تحدث التهدئة!! ويتبجّح الدموي الآخر/ بنيامين أليعازر، وزير الحرب والعدوان الصهيوني في ردّه على مقتل مستوطنة، قتل اليهود قبلها المئات من الأطفال والنساء، فقال: سنريهم جهنم الحمراء اذا ما واصلوا عملياتهم ضد الإسرائيليين!! فأية تهدئة هذه ... وكل هذا الحقد والتعطش لدماء الفلسطينيين يملأ صدور الصهاينة ويقحل شفاههم التي ما استمتعت بالقبلة بمقدار استمتاعها بمص دماء الفلسطينيين!! وبعد ... فإذا كنا قد توقفنا امام الكاوبوي الأميركي، واستفسرنا عن اللعبة الأميركية الجديدة: لعبة المدينة الوحيدة في الوقت الذي مارس وزير الخارجية/ الكولونيل باول: لعبة التموه مع الختيار/ عرفات وهو يوافق له على ارسال مراقبين، ثم يلحس تصريحه امام المجرم/ شارون ... فإننا نستذكر عبارة تاريخية، كتبها المؤرخ الأميركي/ والتر ماكدوجال، كأنها عدسة الزوم على الطبيعة الأميركية، فقال: - "نحن هذه الأمة الأميركية ... نسعى وراء مصالحنا في المدى القصير، واللعنة على بقية العالم"!! فهل تسعى أميركا - حقاً - وراء مصالحها، أم تخرّب هذه المصالح وتهدمها؟!!