هدد رئيس الحكومة الشيشانية المتعاونة مع موسكو بالاستقالة احتجاجاً على ما وصفه ب"انتهاكات خطيرة" تقوم بها القوات الروسية، فيما دعت القيادة الداغستانية الروس الى مراجعة سياستهم في القوقاز ووقف الحرب والكف عن "ممارسة الإرهاب ضد السكان". قدم مسؤولو الادارات المحلية في مناطق اسينوفسكويه وسيرنوفودسك وكورتشالوي استقالاتهم احتجاجاً على عمليات "تطهير" قامت بها القوات الروسية. وذكرت مصادر مختلفة انه خلال العمليات، اطلقت النيران على المدنيين ونهبت منازل وجرى اختطاف عشرات من الشبان والشيوخ الذين لم يعرف مصيرهم. وذكر المستقيلون ان 26 ألف مواطن كانوا يقيمون في مخيمات اللاجئين في المناطق المذكورة، رحلوا الى جمهورية انغوشيا المجاورة، هرباً من العسف. وطلب رئيس الحكومة الشيشانية المعينة من الروس ستانيسلاف الياسوف من المستقيلين الاستمرار في أداء مهامهم، لكنه هدد نفسه بالاستقالة اذا لم تتخذ السلطات اجراءات سريعة لمعاقبة من وصفهم ب"المجرمين". وقال: "لن أبقى في موقعي ان لم يكن في وسعي التأثير في الوضع، فأنا لست مجرد فزاعة". وصدور مثل هذه التصريحات عن مسؤول روسي كلفته موسكو ادارة الحكومة الشيشانية، له وقع أكبر بكثير من الأنباء الصادرة عن المقاومة الشيشانية، ذلك ان الياسوف لا يمكن أن يتهم بالتحيز ضد روسيا. وانضم الى هذا الموقف أمس، رئيس البرلمان الداغستاني موخو علييف الذي كان من المعارضين لاجراء مفاوضات سلمية مع المقاومة. ودعا علييف موسكو الى اجراء "مراجعة جذرية لسياستها التي تواجه طريقاً مسدوداً" في الشيشان. وأضاف ان كثيرين "لم يعودوا يؤمنون بأن الحرب ستنتهي يوماً ما". وأشار رئيس البرلمان الى ان مفاتيح الحل في يد موسكو وليست لدى الشيشانيين. وطالب السلطة الروسية ب"التخلص من المسؤولين الذين يواصلون الحرب لينتفعوا من ورائها ويقدمون الى الرئيس بوتين معلومات مضللة". وتحدث عن عمليات "ارهاب" ضد السكان يشارك فيها منسوبو القوات الروسية العاملون وفق عقود. وقال ان هؤلاء "بلا أخلاق ويكتنزون أموالاً من آلاف الشعب". ووجه اتهامات خطرة الى الجنرالات والضباط الروس، مشيراً الى انهم يشاركون مع رجال المقاومة وعصابات المافيا في "بيزنس نفطي علني". وأكد ان هذه الحقيقة معروفة للجميع ولكن موسكو لا تحرك ساكناً. ومن جانبه، أكد مالك سعيد اللايف رئيس "مجلس الدولة" الشيشاني الذي شكل في موسكو، ان قيام عدد من عناصر القوات الروسية بممارسة العنف وانتهاك القوانين، يؤدي الى "نفور" الشيشانيين من السلطة الروسية. ودعا الى الحوار مع الرئيس المنتخب اصلان مسخادوف، موكداً ان "المفاوضات هي السبيل الوحيد لاحلال السلام ولكنها يجب ألا تجرى بشروط مهينة". ومعروف ان موسكو كانت طالبت مسخادوف بتسليم نفسه الى أجهزة حفظ الأمن، وأكدت انها لن تجري أي مفاوضات سياسية معه. وفي مؤتمر صحافي عقده في موسكو، قال الجنرال فيكتور كازانتسيف ممثل رئيس الدولة في جنوبروسيا ان المفاوضات مع مسخادوف لا معنى لها لأنه "لا يملك القوة".