اتجهت أنظار محكمة الجزاء الدولية لجرائم الحرب في يوغوسلافيا إلى ملفات "مجزرة سربرينيتسا" لإثبات مسؤولية سلوبودان ميلوشيفيتش، رئيس يوغوسلافيا السابق، عنها وتأكيد دوره كقائد مباشر لقوات صرب البوسنة التي اقترفت المجزرة عام 1995. وكانت المحكمة الخاصة بقائد تلك القوات الجنرال راديسلاف كريستيتش تأكدت أن الميليشيات الصربية تتبع الأوامر المباشرة لميلوشيفيتش. وقالت مصادر في لاهاي إن كريستيتش مستعد للادلاء بشهادته في هذا الصدد، الأمر الذي يؤمن أساساً قانونياً متيناً لاتهام ميلوشيفيتش بجرائم إضافية تقع ضمن "جرائم الإبادة". ويتوقع أن تؤدي تسجيلات جديدة للاتصالات العسكرية بين صرب البوسنة والقيادة الصربية في بلغراد إلى تأكيد المسؤولية الجنائية لميلوشيفيتش، عن الأحداث المأسوية في البوسنة والهرسك وكرواتيا. ودرست الهيئة القضائية في محكمة الجزاء الدولية موقف ميلوشيفيتش في الجلسة الأولى للمحكمة. وقالت المصادر ل"الحياة" إن رئيس الجلسة قد يوجه تهمة إضافية إلى ميلوشيفيتش هي "إهانة المحكمة وإعاقة عمل العدالة"، إذا واصل ازدراءه للمحكمة، كما فعل في الجلسة الافتتاحية. وتتوقع مصادر مطلعة أن تشهد الأسابيع الثمانية الفاصلة عن الجلسة الثانية تغييرات في سلوك رئيس المحكمة تجاه ميلوشيفيتش لتأمين سير العدالة. ومع أن ميلوشيفيتش رفض الاستماع إلى التهمة الموجهة إليه أو تسلم نصها كتابياً، إلا أن المحكمة أرسلت إليه عبر البريد الرسمي المسجل النص الكامل للاتهامات إلى زنزانته في سجن سخيفيننغن، كما تقتضي التقاليد القانونية المتبعة.