الى السيدة العزيزة هدى بركات، قرأت باهتمام مقالك، المنشور في "الحياة" الغراء تحت عنوان "لغة الجنرال" عدد10/6، الذي تطرقت فيه الى كون أهلك كانوا يتكلمون في البيت باللغة العربية، لأنهم لم يكونوا مثل أهل زميلاتك في الدراسة من الأثرياء الذين لا يتكلمون في البيت إلا بالفرنسية، أما العربية فلا يتكلمون بها الا اضطراراً أو مع الخادمات... انها حال مأسوية في لبنان حيث يظن البعض ان الازدراء بلغة الشعب والبلاد والرطانة بالفرنسية، والآن بالانكليزية، هي من مظاهر التحضر والرقي. ولكن المسألة تتعدى هذا الاطار بكثير، إذ يجهل الكثيرون ان الدستور اللبناني ينص في مادته ال/11/ على ما يأتي: "اللغة العربية هي اللغة الوطنية الرسمية. أما اللغة الافرنسية فتحدد الأحوال التي تستعمل بها بموجب قانون". هذا هو نص المادة /11/ بعد تعديله بموجب القانون الدستوري في 9/11/1943 وهو ما يعرف بالقانون الدستوري الذي كرس الاستقلال عن الانتداب الفرنسي. أما النص الأصلي لتلك المادة فقد كان في الدستور الذي "أذيع" في 23/5/1926 كما يأتي: "اللغة العربية هي اللغة الوطنية الرسمية في جميع دوائر الدولة واللغة الفرنسية هي أيضاً لغة رسمية. وسيحدد قانون خاص الأحوال التي تستعمل بها". يعني خطوة جبارة حققها النص "الاستقلالي"... هكذا، أيتها الأستاذة هدى، فإن المسألة تتعدى "سينيال الراهبة" الذي تحدثت عنه في مقالك، انها مسألة بلد وأناس يبدو أنهم يستحون بالاستقلال ويعتبرونه أمراً "غير حضاري". وكل لغة أجنبية جديدة في لبنان وأنتم بخير. بعبدالبنان - المحامي ألبير فرحات