سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قوات الاحتلال تدمر بالصواريخ مقر كلية الشرطة العسكرية في غزة ومصنعا للكابلات قربها ... وإصابة اثنين من جنود الاحتلال بجروح . "فتح" والقوى الوطنية والاسلامية تتوعد اسرائيل برد "سريع ومؤلم" على اغتيالها ستة فلسطينيين بعبوة ناسفة في منطقة جنين
توالت الضربات الاسرائيلية المؤلمة بحق الفلسطينيين ومنشآتهم خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية التي اعقبت افشال الفلسطينيين خطة مجموعة "جبل امناء الهيكل" اليهودية المتطرفة لايجاد امر واقع غير مسبوق بالقرب من الحرم القدسي الشريف تحت غطاء اعلى هيئة قضائية اسرائيلية، ما ادى الى تصاعد حدة الغليان في الشارع الفلسطيني في اعقاب استشهاد ستة فلسطينيين من افراد "كتائب شهداء الاقصى" الذراع العسكري لحركة "فتح" قرب مدينة جنين وذلك في الوقت الذي شهد فيه الجزء الغربي من مدينة القدسالمحتلة امس يوم ذعر وخوف شديدين اذ توالت فيه البلاغات الكاذبة عن وقوع عمليات تفجير مختلفة اتضح انها حوادث سببها ارتفاع درجة حرارة الطقس الى ان وقع انفجار صغير في احد المجمعات التجارية في وسط المدينة من دون وقوع اصابات وذلك بعد ساعات قليلة من توعد "كتائب شهداء الاقصى" بانتقام "سريع ومؤلم" رداً على مقتل الشبان الستة. أكدت مصادر امنية وشهود عيان فلسطينيون ان استشهاد الشبان الفلسطينيين الستة فجر امس الاثنين جراء انفجار وقع في "كشك" قريب من مرآب لتصليح السيارات بالقرب من مخيم الفارعة للاجئين الفلسطينيين في منطقة جنين هو "نتيجة لعملية تصفية مدبرة نفذت من خلال تفخيخ الكشك الذي اعتاد الشبان الذين تقع اسماؤهم في اعلى قائمة المطلوبين لدى سلطات الاحتلال الاسرائيلي اللجوء اليه بعيدا عن اعين الاسرائيليين وعملائهم". واوضحت المصادر ذاتها ل"الحياة" ان عبدالرحمن اشتيوي 28 عاما وماهر جوابرة 27 عاما متزوج وله ولدان، وحكمت ابو الهبل 31 عاما واب لطفلين وجميعهم من افراد جهاز الاستخبارات العسكرية الفلسطينية ومنير ابو راشد 24 عاما وأمين بلاطية 22 عاما ومحمد بلاطية 22 عاما وهو صاحب المرآب اعضاء في "كتائب شهداء الاقصى" التي اعلن عن تشكيلها مع اندلاع انتفاضة الاقصى قبل عشرة شهور وتعتبر الجناح العسكري لحركة "فتح". واعلن رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية توفيق الطيراوي ان تصفية الشبان الستة تندرج في اطار سياسة "الاغتيال الهادئ" التي كشفت مصادر اسرائيلية في وقت سابق عن انتهاجها للحد من الانتقادات الدولية لسياسة الاغتيال الاسرائيلية. واشارت مصادر فلسطينية الى عملية "تفخيخ" مشابهة استهدفت منزل احد كوادر حركة "حماس" في منطقة جنين قبل عشرة ايام نجا منها بأعجوبة لانه لم يكن في منزله في ذلك الوقت. وبعد ان نفت نائبة وزير الدفاع الاسرائيلي داليا فيليسوف رابين اي علاقة للاجهزة الامنية الاسرائيلية بالعملية وصنفتها ك"حادث عمل" وهو مصطلح تطلقه اسرائيل على بعض عمليات التصفية، اعلنت مصادر امنية اسرائيلية ان الشبان الستة كانوا يقومون بتفخيخ سيارة عندما وقع الانفجار. وقالت المصادر ذاتها ان اشتيوي وجوابرة وابو الهبل من اوائل المطلوبين لاسرائيل وانهم مسؤولون عن عملية التفجير التي وقعت في الباص الرقم 50 في تل ابيب وعملية مقهى الضباط الاسرائيليين في هضبة الجولان السورية المحتلة في تشرين الثاني نوفمبر من العام الماضي. وباستشهاد الشبان الستة يرتفع عدد شهداء منطقة جنين الى 55 شهيدا تم اغتيال 27 منهم عن طريق قصفهم بالصواريخ من مروحيات حربية او قذائف مدفعية او رشاشات ثقيلة او زرع عبوات ناسفة. وامضى آلاف المشيعين الفلسطينيين الذين شاركوا في الجنازة الجماعية للشهداء الستة ساعات بحثا عن طرق التفافية تفضي الى مقبرة الشهداء في مخيم الفارعة بعد ان منعتهم قوات الاحتلال الاسرائيلي من اجتياز الحاجز العسكري الذي يفصل مدينة جنين عن مخيم الفارعة ليودعوا شهداءهم وسط موجة عارمة من الغضب الشديد والصرخات الداعية الى الانتقام السريع خلال موكب جنائزي عسكري وشعبي مهيب. وجرح جنديان اسرائيليان بعد ظهر امس قرب مدينة طولكرم خلال اطلاق نيران ووصفت جروح احدهما بأنها خطرة. غزة وقصفت مروحيات حربية اسرائيلية بالصواريخ امس مقر كلية الشرطة العسكرية في مجمع الجوازات الحكومي "مدينة عرفات" وسط مدينة غزة ما اسفر عن اصابة اربعة فلسطينيين بجروح طفيفة. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان القصف استهدف مخزن الاسلحة الشخصية الخفيفة لافراد الشرطة الذي يودعون داخله بنادقهم حال انتهائهم من عملهم. واكد الجيش الاسرائيلي من ناحيته في بيان تلقت "الحياة" نسخة منه ان القصف استهدف "مصنعا لقذائف الهاون". وكانت قوات الاحتلال الاسرائيلي دمرت في وقت سابق من نهار امس مبنى "شركة الكوابل الفلسطينية"، وهي المصنع الفلسطيني الوحيد الذي ينتج الكوابل ويزود كافة الاراضي الفلسطينية بها. وكانت اسرائيل دمرت مصنعا لانتاج الحديد في منطقة رفح قبل يومين. وفي رفح ذاتها، اصيب فلسطينيان امس وصفت جروح احدهما بأنها خطيرة وهو في السابعة عشرة من العمر. وتوالت تحذيرات المسؤوليين العسكريين الاسرائيليين عن وجود معلومات استخبارية "ساخنة جدا" كما وصفها وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعيزر، تشير الى نية التنظيمات الفلسطينية تنفيذ عمليات ضد اهداف اسرائيلية "على طرفي الخط الاخضر". وقال بن اليعيزر خلال الجلسة الاسبوعية للحكومة الاسرائيلية ان المعلومات تشير الى "تصعيد نوعي وموسع" في العمليات الفلسطينية. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مصادر امنية اسرائيلية ان اجهزة المخابرات تلقت تحذيرات بشأن نية بعض التنظيمات الفلسطينية تفجير بنايات ضخمة على شاكلة التفجيرات التي نفذها الشيشان في روسيا. ونقلت عن المصادر ذاتها قولها ان ذلك كان الهدف من الانفجار الذي وقع في مرآب للسيارات اسفل بناية متعددة الطوابق في مستوطنة "بسغات زئيف" شمال القدسالمحتلة. وقالت المصادر ان الفلسطينيين يواجهون مصاعب في وضع سيارت مفخخة في اماكن مزدحمة بسبب كثافة وجود الشرطة والجيش ولذلك يميلون الى تفجير بنايات كبيرة. ولم تنقطع اصوات صفير سيارات الاسعاف والشرطة الاسرائيلية سحابة يوم امس في شوارع مدينة القدس، خصوصا في شطرها الغربي، مع توالي البلاغات التي تؤكد وقوع هجمات فلسطينية في اجواء عكست حالة الذعر والخوف التي يعيشها الاسرائيليون. وسجل في اطار هذه البلاغات انفجار اطار حافلة اسرائيلية وانفجار آخر في جهاز اطفاء الحرائق بالقرب من مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي تلاه صوت انفجار جراء عطب موتور احدى الحافلات. وفي هذه الاثناء، اعلنت الشرطة الاسرائيلية عن انفجار قنبلة صغيرة في مجمع "همشبير" التجاري في قلب المدينة لم يسفر عن اي اصابات. وكانت حركة "فتح" والقوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية توعدت في بيانات منفصلة بالانتقام "السريع والمؤلم" على "عملية القتل المدبرة" التي طاولت الشبان الستة في مخيم الفارعة.