أول الكلام: من ديوانها: "كأني لم أكن يوماً"، للشاعرة السورية/ سهام الشعشاع: - يا أيها الحزن انطلقْ وارفع بيوتاً من عويل في الفضاءْ وارسم لنفسك عالماً في غير وجهي القلب أتعبه البكاء ما عاد عندي للدموع: مطارح وأنا المدينة للخرائب بالشقاء!! كأنّ هذه الصورة التي رسمتها الشاعرة السورية المبدعة/ سهام الشعشاع ضمن ديوانها ... تصلح اليوم للتعبير عن وجه كل مدينة فلسطينية تتلقى زخات الرصاص الحاقد، وتصرخ في حصار العدو الصهيوني لها ... وهذا التعبير يصلح "إسقاطاً" أيضاً على الواقع الذي يكتوي بناره كل فلسطيني في الأرض المحتلة، وإن كانت الشاعرة قد صوّرت في قصيدتها هذه: قدر المحب العاشق، والجرح يفتح بانتظارك ساعديه ... وأي جرح أكثر غوراً وإمعاناً في الألم من جرح اغتصاب الأرض، واعتقال الحرية، وتشريد الحق والعدل؟!! وفي أصداء الأخبار المكثفة عن المقترحات أو الخطة الأميركية، وكثافة الشك في الأهداف والنيات الأميركية ضد العرب ... فهناك من يؤكد: أن الغاية من هذه الزحمة الخبرية عن الخطة الأميركية، تكمن في وأد الانتفاضة للأبد. ول!!! ... وفي كل هذا السفور الذي تواجه أميركا به العرب بوجهها القبيح، فإن العرب ما زالوا يتحلّقون حول "أميركا" وتسميتها: الراعي الأساسي للسلام!! ولكن - يا أهلنا العرب - لا بد انكم قرأتم وسمعتم و... نعَسْتم، وأميركا هذه: تسعى الى إقامة نظام أمني فلسطيني/ صهيوني مشترك ... لماذا؟!! لهذه الأسباب التي تزعج الويلات المتحدة قبل العدو الصهيوني، ومن أهمها: إخماد شعلة الانتفاضة الشعبية الفلسطينية حتى الرماد. أما الكبار في أميركا، فقد حيّدوا حيادهم، ونسفوا ما ادّعوا أحقيتهم في أن يكونوا هم وحدهم الراعي للسلام، فأبلغوا القيادة الفلسطينية وبعض العرب قائلين: نحن لن نتمكن من منع حكومة شارون من تنفيذ عملية عسكرية كبيرة في مناطق السلطة الفلسطينية، إلا إذا.... إلا إذا ماذا؟! هنا برز الشرط الأميركي، القائم على لوي ذراع الفلسطينيين والعرب: إلا اذا وافقت القيادة الفلسطينية على إقامة النظام الأمني الذي وضعته الإدارة الأميركية بتصديق من حكومة شارون!! والسؤال: لماذا تُقدّم أميركا الكوبرا مقترحات جديدة، ولا تُلزِم عدونا الصهيوني بتنفيذه لكل قرارات الأممالمتحدة التي قبلت بها السلطة الفلسطينية، بل وقبِلَ بها كل العرب ... ولماذا لا يُلزَم العدو الصهيوني بتطبيق ما تمّ الاتفاق والتوقيع عليه في "اوسلو" تحت شعار: "الأرض مقابل السلام"؟!! لماذا تراوح اسرائيل وتراوغ ... هي التي لا تحفظ عهداً، ولا ترتبط بميثاق منذ بدء تاريخ اليهود في الأرض، ودائماً: تطلب أميركا من الفلسطينيين والعرب: التنازل، وقبول شروط عدوها الذي ينتقص المزيد من حقوقهم في كل مفاوضات جديدة؟!! ورغم هذا كله: ما زالوا يتحدثون عن السلام المزعوم، وهو سلام لطرف واحد أهم لدى الويلات المتحدة الأميركية، وأوروبا، ولا مانع: أن يمارس العدو الصهيوني في العرب: القتل والتدمير، واقتلاع أشجارهم، وتجويعهم وحصارهم، وتهديد أمنهم وسلامتهم!!