أول الكلام: للشاعر العراقي المغترب/ يحيى السماوي: - مِنْ أيِّ جرح نشتكي؟ إن المِدَى لا تستطيب اليومَ غير سنا الهدى لا تطفئ الأيامُ موقدَ غيلة إلاَّ وأوقدت الضلالة موقدا طمِعَ العداة بنا غداةَ تكاسلت همم فأدْمنتِ السلامة موردا بعضٌ تُخدّره الوعود وبعضنا حسب الخنوع تصبُّراً وتجلّدا!
تابعت الصحافة العربية حملة العدو الصهيوني بلسان حاله الإعلامي/ بيريز، ضد برنامج تلفازي كوميدي، يؤدي فيه الممثل الكويتي/ داوود حسين دور السفاح/ شارون، بعنوان: "ارهابيات"... وقد حاول "بيريز"، الذي طالما مدحه الإعلام العربي بوصفه من دعاة السلام: أن يستعدي العالم كله - حتى الأممالمتحدة - على دولة "الإمارات العربية المتحدة" التي تعرض احدى قنواتها الفضائية هذا البرنامج، وحاول تأليب شركات الإعلان الغربية حتى لا تعلن في هذه الفضائية، وقال "بيريز" فض فوه: - "ان الحكومة تعتبر هذا البرنامج خطيراً جداً، ويعكس ثقافة تحريض على الكراهية"!!
و... هكذا شاهدنا وسمعنا "بروفة" لحالة قشعريرة وحُمَّى اصابت حكومة الكيان الصهيوني من برنامج يبثه تلفاز أبو ظبي... بما يعطي هذا البرنامج شهادة نجاح من العدو الذي وقف ولم يقعد، وانتشرت رائحة شياطه حتى بلغت بعض الشركات الأميركية التي أبدت استفزازها وهي تسفر عن صهيونيتها، و... كل هذا بسبب برنامج كوميدي لا يزيد عن ربع أو نصف ساعة، مما يؤكد لنا مدى جبن هذا العدو الرعديد الذي يخاف من "الكلمة"، ومن "الفن" بمقدار خوفه من الحجر الذي يرميه به طفل فلسطيني يرفض القهر والعبودية واحتلال أرضه! ولماذا كل هذه "الضجة" الصهيونية الشارونية؟! هل يخاف شارون وبيريزه وحكومته: من تأثر المُشاهِد اليهودي بحلقات كهذه؟! لا نعتقد ان هذا السبب هو الأهم، ولكن الصهاينة أرادوا إثارة زوبعة في فنجان رمضان المسلمين، ويغيظ هؤلاء الأعداء أن "يضحك" المشاهد العربي والمسلم أو حتى يبتسم لدقائق في كل واقعه هذا الذي يحيله عدوان الصهاينة على الأطفال والأبرياء في فلسطين الى حزن وقهر، فلا أقل من أن نُنفِّس بالضحكة في عمق هذا العجز العربي المخجل عن مواجهة عدوان الصهاينة ومؤامرات الغرب مجتمعاً على المسلمين! - وقال بطل المسلسل/ الفنان "داوود حسين": ان شارون لا يحتاج الى برنامج ليكشف حقيقته فهي معروفة بالمذابح التي ارتكبها ضد الفلسطينيين منذ الأربعينات!!
وقبل قناة "أبو ظبي"... حملت عصابة شارون على قناة "الجزيرة" القطرية واتهمتها بأنها: منبر للتحريض على الكيان الصهيوني، وكادت تحظر بثها بالكابل بسبب تغطيتها للانتفاضة!! ومثل هذه الاتهامات يلجأ اليها: العاجز، أو المتورط، أو المغرور الذي لا يعبأ بأحد... الى درجة ان العدو يُهدِّد بطرح شكواه على الأممالمتحدة ... بتهمة المعاداة للسامية، في الوقت الذي تبجَّح فيه حاخاماتهم وسياسيُّوهم على الإسلام والعرب وكالوا البذاءات دون أن يحرك العرب والمسلمون حتى شفاههم باحتجاج... لكنَّ وراء هذه الأكمة الصهيونية: ابتزازاً لمجتمعات الغرب وعلى رأسها: المجتمع الأميركي ومؤسساته الاقتصادية للحصول على الملايين: دعماً للوجود الصهيوني في وسط أعدائه!! إنهم يعرفون: كيف يأكلون كتف الغرب بالمزيد من التأييد ... بينما ما زال العرب: مكانك راوح... يا أمان الخائفين!!