سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هيئة الاوقاف في القدس دعت الى "وقفة اسلامية وعربية حقيقية" لمواجهة محاولات المس بالمقدسات . المحكمة العليا الاسرائيلية تسمح لمجموعة يهودية متطرفة بوضع "حجر الاساس" للهيكل اليهودي قرب الحرم القدسي
دعت هيئة الاوقاف الاسلامية في القدس الى "وقفة اسلامية وعربية حقيقية" في وجه اسرائيل لوضع حد للمحاولات الاسرائيلية للمس بمقدسات المسلمين ومشاعرهم في ضوء قرار المحكمة العليا الاسرائيلية السماح لمجموعة يهودية متطرفة تدعى "امناء جبل الهيكل" بوضع "الحجر الاساس" للهيكل اليهودي على بعد خمسين مترا من السور الجنوبي للحرم القدسي الشريف بالقرب من باب المغاربة في خطوة "رمزية" يصر اليهود من خلالها على اقامة معبد يهودي في قلب الحرم. وحذر مدير دائرة الاوقاف الاسلامية عدنان الحسيني في تصريح خاص ل"الحياة" من ان يؤدي "التقصير الاسلامي الشعبي والرسمي" الى تشجيع المجموعات اليهودية التي تدعو الى تدمير قبة الصخرة المشرفة داخل الحرم القدسي الشريف وبناء الهيكل اليهودي الذي يعتقد اليهود ان انقاضه تقع تحت مسجد قبة الصخرة للمضي قدما في مخططاتهم. وسمحت المحكمة العليا الاسرائيلية، بناء على طلب من تنظيم "امناء جبل الهيكل"، بوضع "الحجر الاساس" لهيكلهم الاحد المقبل الذي يصادف التاسع من آب اغسطس وفقا للتقويم العبري والذي يحيي اليهود فيه "ذكرى خراب الهيكل" في الوقت الذي ردت فيه التماسا آخر بالسماح لهم بدخول ساحات الحرم واقامة طقوسهم الدينية فيها. وكشفت صحيفة "هآرتس" العبرية ان اليهود المتطرفين من جماعة "امناء جبل الهيكل" قرروا التنكر "بالزي العربي" والدخول مع جموع المسلمين" الى الحرم القدسي في اوقات الصلاة وانهم سيصلون في الحرم. واشارت الصحيفة الى ان ثمانية من اليهود المتطرفين اعلنوا عن خطتهم بصورة رسمية في رسالة وصلت الى قائد لواء الشرطة الاسرائيلية في القدسالمحتلة كتب فيها: "سنوصي رفاقنا الذين يرغبون بدخول جبل الهيكل التسمية التي يطلقها اليهود على المسجد الاقصى وقبة الصخرة اذا منعنا من الدخول ....في الذكرى ال 1931 لخراب الهيكل بالتنكر بالزي العربي ... وسنطلب من رب اسرائيل ان يفغر لنا لباسنا الخارجي وان يسمع ما تهمس به شفاهنا ان محمدا ليس نبينا بل يشعياهو". وأكد الحسيني ضرورة وقف "الاجراء الرمزي" الذي يحرص اليهود على القيام به في كل سنة بجلبهم حجرا يقومون بغسله في عين بلدة سلوان المحاذية لاسوار الحرم ويحاولون ادخاله الى ساحات الحرم موضحا انه "في هذه السنة سمح لهم بوضع حجرهم على بعد خمسين مترا من سور الحرم وفي السنة المقبلة سيتقدمون مترا آخرا وهكذا يقتربون شيئا فشيئا من هدفهم". واضاف ان الفلسطينيين الذين اختارهم الله ان "يكونوا سدنة الحرم لن يسمحوا بذلك ما داموا احياء". وحمل الحسيني الحكومة الاسرائيلية مسؤولية تدهور الاوضاع في المدينة المقدسة وفي محيط الحرم القدسي. وتقع المنطقة التي سمح للمجموعة اليهودية بوضع الحجر فيها في موقف للسيارات قريب من باب المغاربة حيث دمرت اسرائيل فور احتلالها اللجزء الشرقي من القدس في العام 1967 "حي الشرف" السكني الفلسطيني الذي بات جزءا من الحي اليهودي في البلدة القديمة من القدس. ووصف الحسيني الاوضاع في محيط الحرم القدسي الشريف وفي مدينة القدس بشكل عام بانه "خطير جدا"، موضحا ان المحاولات الاسرائيلية لتهويد المقدسات والاستيلاء عليها لم تتوقف لحظة واحدة وان رد فعل العالمين العربي والاسلامي على ما يجري شجع الاسرائيليين حكومة وشعبا على الاستمرار في تحرشاتهم واستفزازتهم لمشاعر المسلمين. وتسببت محاولة المجموعة اليهودية ذاتها ادخال الحجر المذكور الى ساحات الحرم القدسي في الثامن من تشرين الاول اكتوبر 1990 في وقوع مجزرة ارتكبتها قوات الشرطة الاسرائيلية اثناء دفاع المصلين عن مسجدهم وراح ضحيتها 17 فلسطينيا واصيب مئات آخرون بجروح مختلفة.