تعيش مدينة القدسالمحتلة وخاصة في منطقة المسجد الأقصى المبارك وحائط البراق حالة من التوتر والقلق والغليان بسبب استفزازات المتطرفين اليهود. ونظم المستوطنون الصهاينة مسيرات استفزازية ضمت الالاف من اليهود المتطرفين منذ الليلة قبل الماضية وتواصلت امس في مدينة القدس وعلى مشارف المسجد الاقصى المبارك في منطقة البراق الذى تسميه اسرائيل حائط المبكى بمناسبة ما يسمى ذكرى خراب الهيكل في التاسع من اغسطس. و رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية أمس التماسا تقدمت به عصابة (أمناء جبل الهيكل) الاستيطانية للسماح لها بزيارة باحات الأقصى خشية وقوع مواجهات مع المسلمين وحراس الاقصى في هذا اليوم(امس) وخشية تكرار ما حصل بعد زيارة ارئيل شارون للمنطقة في سبتمبر عام 2000 حيث تفجرت انتفاضة الأقصى .في حين يصر نواب الكنيست اليمينيون على زيارة ساحات الاقصى وباحاته رغم تهديد الشرطة بمنعهم خشية وقوع مواجهات بين اليهود والمسلمين . واكد الشيخ عكرمة صبرى مفتى القدس ورئيس المجلس الاسلامى الاعلى في فلسطين اصرار المسلمين وحراس الاقصى على حمايته من اى تدنيس او عبث صهيونى. وقال اذا كان نواب الكنيست يعتقدون ان حصانتهم تشفع لهم بزيارة باحات الاقصى، فاننا نؤكد ان حصانة الاقصى اهم حصانة في الدنيا التى منحها الله سبحانه وتعالى للاقصى المبارك والحرم القدسى الشريف . مضيفا اننا نؤكد ان ساحات الاقصى والحرم القدسى هى جزء من الاقصى والحرم القدسى وهى ممنوعة على غير المسلمين . وشدد على ان حراس الاقصى والمسلمين المتواجدين لحماية الاقصى والحرم القدسى لن يسمحوا لاحد بتدنيسه. وقال انه اذا سمحت الشرطة الاسرائيلية لهم بدخول ساحات الاقصى فان هذا الامر منوط بالحكومة الإسرائيلية وهى التى تتحمل تفجير الوضع اذا سمحت بذلك. وحذر مفتى القدس مجددا من ابعاد المحاولات الاسرائيلية المتكررة لفتح أبواب الحرم القدسى امام اليهود خاصة تلك المجموعات المتطرفة التى تزعم اقامة الحرم القدسى على انقاض ما يسمى بالهيكل الثانى وسعيهم الى بناء الهيكل الثالث على انقاض الحرم القدسى، وقد اعدوا حجر الأساس لبناء هذا الهيكل المزعوم في اشارة الى ادعاء النائبين الاسرائيليين في الكنيست عنبال غبرئيلى ويحيئيل حزان من حزب الليكود انه يحق لهما دخول الحرم بفعل حصانتهما البرلمانية. و اعلنت غبرئيلى صباح امس تراجعها عن قرار محاولة الدخول الى الحرم بعد اطلاعها على وثائق امنية تحذر من خطورة وانعكاسات هذه الخطوة فيما اعلن النائب المستوطن حزان انه يصر على محاولة الوصول الى الحرم القدسى مع نواب اخرين. وينوى حزان الوصول الى باب المغاربة ومحاولة الدخول الى باحة الحرم في ذكرى مايسمى ب (خراب الهيكل) او التاسع من اغسطس حسب التقويم العبرى. وقال انه لم يقتنع بمسوغات الشرطة التى طرحتها امامه لمنعه من دخول الحرم. مضيفا ان الشرطة طلبت منه الانتظار لمدة اسبوع على ان يسمح له عندها بدخول الحرم0 وزعم انه لا ينوى القيام باستفزاز او التسبب باضطراب في المكان ولا حتى المشاركة في محاولة وضع حجر الاساس للهيكل الثالث التى تقودها حركة امناء جبل الهيكل. وكانت الشرطة الإسرائيلية قد اكدت وعلى لسان اكثر من مسؤول انها لن تسمح لاى عضو كنيست بدخول الحرم القدسى. وقال احد ضباط الشرطة ان الحصانة البرلمانية لا تفتح الابواب امام حامليها. وردت المحكمة العليا الإسرائيلية يوم أمس الأول الالتماس الذى قدمته الحركة اليمينية المتطرفة المسماة (امناء جبل الهيكل) التى طلبت السماح لأنصارها بأداء الصلاة في باحات الحرم القدسى ووضع حجر الاساس لبناء الهيكل الثالث في باحات الحرم القدسى امس بمناسبة ما يسمى ذكرى خراب الهيكل. وقبلت المحكمة بتصريح وزير الامن الداخلى الاسرائيلى تساحى هنجبى القائل ان الشرطة قررت تعليق السماح لليهود بدخول الحرم القدسى في هذه الفترة لاسباب سياسية وامنية. فيما توصلت الشرطة الى اتفاق مع امناء جبل الهيكل على تنظيم مسيرة في القدس امس تحاول الاقتراب قدر الامكان من ابواب الحرم. يشار الى ان الشرطة كانت قد قررت الاسبوع الماضى اعادة اغلاق باحات الحرم القدسى امام اليهود بعد أن كانت قد اتاحت لهم الدخول الى باحات الحرم للزيارة فقط بحماية قوات الشرطة طوال الشهرين الماضيين.