يتوقع ان يعلن المغرب الاسبوع المقبل نتائج مناقصة دولية للتنقيب عن النفط في مناطق اوفشور داخل المحيط الاطلسي بطلب من "مكتب الابحاث والاستغلالات النفطية". وقالت مصادر في المكتب ان الاعلان سيتم في وقت لاحق عن اسماء الشركات الفائزة في مناقصة التنقيب عن النفط في منطقة تمتد على مساحة 13 ألف كلم مربع بين الرباط وأسفي، مشيرة الى ان ملفات ترشيح الشركات الدولية المهتمة احيلت على لجنة تقويم خاصة وفقاً للقانون الجديد للمحروقات الذي يمنح تلك الشركات امتيازات واعفاءات جمركية واسعة تمتد ثماني سنوات وحقوق استغلال تصل الى 75 في المئة من حجم التسويق. وكان اعلان المناقصة مقرراً في نيسان ابريل الماضي الا انه تأجل بسبب قلّة العروض التي سبقتها حملة علاقات عامة قادها مكتب الابحاث النفطية المغربي في كل من لندن وهيوستن ولاية تكساس. ويتوقع ان تفوز عشرات من الشركات العالمية في المناقصة لتنضم الى شركات اخرى عاملة حالياً في مناطق بحرية قبالة سواحل اغادير التي يعتقد انها اكبر الفرص لتوافر كميات وافرة من النفط فيها. وكان المغرب منح منذ بداية السنة الجارية نحو 45 ترخيصاً للتنقيب في مناطق برية وبحرية. وقال وزير الطاقة والمعادن والصناعة والتجارة مصطفى المنصوري ل"الحياة" ان نحو 20 شركة نفط دولية حصلت على تراخيص التنقيب في مناطق "اوفشور" وتقوم حالياً بالدراسات الاستكشافية باعتماد طريقة الاهتزاز الثلاثي الابعاد. وتوقع ان تستغرق الاستكشافات نحو سنتين قبل ان تبدأ عملية حفر الآبار. وابدى الوزير المغربي تفاؤلاً في امكان وجود مخزون كاف من النفط والغاز في السواحل الاطلسية، لكنه اعتبر ان اعلان النتائج من اختصاص الشركات العاملة التي تتجنب في الوقت الحاضر الكشف عن تقديم دراساتها. وكان تضارب المعطيات حول حجم الاستكشاف النفطي في منطقة تالسينت الحدودية صيف العام الماضي الذي قامت به شركة "لونستار" الاميركية خلق بلبلة حول حجم المخزون النفطي في المغرب وادى الى جانب اسباب اخرى الى ابعاد وزير الطاقة السابق محمد الطاهري من منصبه. ونفى المنصوري ما روجته وسائل اعلام عربية ودولية من انسحاب شركات اميركية من سوق النفط المغربية واعتبرها "غير صحيحة". واكد ان الامر يتعلق بمفاوضات مالية بين الشركة الاميركية التي تحتاج الى تمويل مشاريعها الاستثمارية قرابة سواحل القنيطرة نحو 150 مليون دولار ومجموعة "دلة البركة" السعودية التي قررت دخول سوق التنقيب عن النفط في المغرب ضمن استثمارات اخرى في المملكة تشمل السياحة والخدمات والاعلام قدرتها المجموعة بما بين 350 و500 مليون دولار. من جهتها توقعت مؤسسة "ابلان سكيورتز" النشطة في معلومات بورصة الدار البيضاء ان تؤدي الاستكشافات النفطية على المدى المتوسط والبعيد الى تحقيق اهداف اقتصادية كبيرة للمغرب تمكنه من خفض عجز الميزان التجاري المقدر سنوياً بأكثر من اربعة بلايين دولار. كما قد يساهم توفير نفط محلي بأسعار مناسبة في خفض كلفة انتاج الشركات المحلية ما يزيد في تنافسيتها التجارية الخارجية. وكانت فاتورة الطاقة في المغرب بلغت العام الماضي نحو بليوني دولار 1.4 بليون منها كلفة استيراد النفط الخام من السعودية وايران والعراق.