صدر عن مركز "الحضارة العربية" في القاهرة كتاب "إشكالية ترجمة معاني القرآن الكريم" تأليف الباحث والصحافي المصري سعيد اللاوندي. يشتمل الكتاب الذي يقع في 175 صفحة من القطع الوسط على سبعة فصول تتصدى لمشكلتين أساسيتين، الاولى عامة تخص مبدأ ترجمة القرآن الكريم، والثانية تتعلق بما أنجزه المستشرق الفرنسي جاك بيرك في هذا الصدد. خصص المؤلف الفصلين الاول والثاني لبحث نظري يتعلق بإشكالية ترجمة النص القرآني. وأسهب اللاوندي في هذين الفصلين في الحديث عن صعوبات الترجمة لجهة خصوصية النص القرآني، وإعجاز القرآن وأخطاء المستشرقين. ويتحدث الفصل الثالث عن جاك بيرك وفهمه للإسلام، ويعرض فيها المؤلف لموقفه من حركة الاستشراق. ويتناول الرابع ترجمة بيرك لمعاني القرآن الكريم، والمقدمة التي كتبها لتلك الترجمة. ويعرض المؤلف في الفصول المتبقية من الكتاب الانتقادات التي وجهت الى ترجمة بيرك التي وصلت الى حد تحريض الأزهر على الافتاء بعدم صلاحية تلك الترجمة للتداول، وحرق نسخها. ويختم اللاوندي كتابه بالدفاع عن بيرك، ويرى أن جانباً من الضجة التي أثيرت حول بيرك وترجمته في منتصف التسعينات، لا أساس لها سوى الافتعال. ويضيف أن البعض تطوع، لأغراض شخصية، بالدس على بيرك لدى مشيخة الأزهر، ومنهم من خلط عامداً كل الأوراق، فلم يميز بين نقده لترجمة معاني القرآن في ذاتها، وبين أفكار بيرك وملاحظاته التي ساقها في التذييل الذي ختم به ترجمته، وبين محاضراته التي جمع بعضها في كتاب بعنوان "إعادة قراءة القرآن". وانتقد اللاوندي الذين لا يمتلكون من فهم أدبيات لغة فولتير إلا النذر اليسير، ثم يصلصلون ويجلجلون بالنقد للترجمة، وغاب عنهم أن لهذه المهمة اداتها اللغوية والابستمولوجية التي لا تنجز بغيرها، وان هناك ف ارقاً كبيراً بين ترجمة مع نى ما لنص مقدس وبين قراءة كتاب أو تكوين لوحة. وأوضح ان بيرك كان بعث بترجمته الى المعنيين بأمر القرآن الكريم في الجامعات العربية والإسلامية، فجاءته ردود وتعليقات من الجميع إلا من مصر. واضاف انه عندما احتدم الخلاف على بعض التفسيرات والشروح لنصوص القرآن طلب بيرك أن ينظم الأزهريون طاولة حوار فلم يجبه أحد.