كيف نفهم ثقافة الآخر؟ وما المصادر التي نستقي منها معلوماتنا؟ وهل هي ذات صدقية تسمح لنا بالنظر والحكم، في شؤون ثقافة هذا الآخر الغربي وتاريخه وحضارته؟ وقبل ذلك هل المعرفة السليمة بأمور هذا الآخر ضرورية ومطلوبة؟ واذا كنا لا ننطلق من منطلق الحرب، الذي يقتصر في معرفة الآخر، على البحث عن خطئه الرئيسي الذي بموجبه تشن عليه الحرب، فما الامكانات والجهود الحقيقية المبذولة من منطلق السلم من اجل معرفة هذا الآخر، في استراتيجياته، كما في ثقافاته، وفي صراعاته ومخاوفه. أطرح هذه الاسئلة لأنني منذ عودتي الى ارض الوطن، بعد اقامة دامت اكثر من عشرين عاماً في باريس، وانا أفاجأ، واكاد اقول يومياً، بكمّ هائل من الكتابات والصور والمقالات والتعليقات التي تتضمن معرفة غير صحيحة بهذا الآخر، الذي نتحدث عنه، تارة تحت اسمه القديم والصحيح، اي الغرب، وتارة تحت اسمه او قناعه الحديث "العولمة" او تارة من خلال احد تياراته السياسية او الفكرية او الادبية. والحصيلة النهائية لهذه المتابعة تكشف عن خلل كبير في رؤيتنا للآخر، الامر الذي يفضي بنا في النهاية الى نتائج وخيمة لا تكون في مصلحتنا، لأن الرؤية الخاطئة، المبنية على معلومات غير دقيقة ستؤدي بالقطع الى فهم غير سليم قد يتبعه مواقف غير سليمة بدورها. ما المبررات التي تسمح لي بوصف حالة معرفتنا بالآخر على النحو السالف؟ بالطبع لن اضرب امثلة مما تحفل به الصحف السيارة من اخبار ومتابعات غير دقيقة، ولا تركز على ما هو جوهري واساسي في عواصم الغرب الكبرى، وانما سأكتفي بالاشارة الى نموذجين، يوضحان الى حد بعيد خطورة الحال التي وصلنا اليها في ادراك الآخر. والنموذجان من علماء الازهر. الاول يحمل عنوان: "اعادة قراءة القرآن - الدكتور محمد رجب البيومي يرد على جاك بيرك" وهو كتاب صادر في سلسلة "الهلال" عدد كانون الاول ديسمبر 1999. والنموذج الثاني نشر في مجلة "الهلال" ايضاً في عنوان: "التحدي الحضاري: مشروع مكسيم روبنسون الثقافي" - هكذا كتب الاسم والمقصود بالطبع رودنسون - للدكتور محمد ابراهيم الفيومي، عدد تشرين الثاني نوفمبر 1999، وأتبعه المؤلف بمقال آخر، في كانون الاول ديسمبر 1999 من المجلة ذاتها، لكن تحت اسم مختلف هذه المرة وهو "حول قضية الاستشراق والاسلام". ثم أعد المؤلف بعد ذلك موجزاً من المقالين لينشره تحت عنوان ثالث هو: "دعوة للحوار بين المستشرقين ومثقفي العرب"، وذلك في "الاهرام" عدد التاسع من كانون الثاني يناير الجاري. والنموذجان يمثلان، في نظري، صورة بائسة من صور ادراك الآخر في ثقافتنا، وبؤسهما او شقاؤهما لا ينبع مما يحملانه من وجهات نظر قد تكون موضع خلاف هنا او هناك، وهو امر وارد ومحمود، وانما مما يقعان فيه من اخطاء واحكام فادحة نتيجة الجهل وعدم توافر مصادر ذات صدقية تسمح لهما بالحديث الجاد والامين. فعندما نقرأ رداً في مقدمة للدكتور البيومي على جاك بيرك نشعر بالاسف والحزن لتصدر الشيخ الدكتور في اطلاق احكام لا تسمح بها امكاناته او مصادره المحدودة. وعندما نقرأ مقالتي الدكتور الفيومي يتحول اسفنا الى نوع من الغضب، لأن الشيخ الدكتور يجمع ما بين الجهل بالمصادر التي يتحدث عنها وعدم الامانة في الدقة في النقل، كيف ذلك؟ النموذج الاول وهو الشيخ الدكتور البيومي يبدأ من الصفحة الاولى في كتابه فيؤكد ان جاك بيرك "تعمد الغموض تعمداً وكأنه احس انه يقدم افكاراً ستكون موضع المؤاخذة الصريحة لأول وهلة من قراءتها، فشاء ان يسبغ عليها نوعاً من الابهام… ولعله بذلك - والله اعلم - اراد ان يعطي لنفسه طريقاً للتراجع في بعض ما جازف بتقريره حين يعمد الى تأويل هذا الغموض بعد ان يتضح ما اراده من بث الافكار المخطئة…". كيف سمح الشيخ الجليل لنفسه ان يصدر مثل هذا الحكم على اسلوب جاك بيرك ونواياه، وهو لا يعرف شيئاً من الفرنسية واساليبها، ولا يعرف شيئاً عن اسلوب جاك بيرك المتميز، في الغالب، بالتأنق اللفظي، وكل ما يعرفه - كما يقول هو - بعض الورقات من مجلة "القاهرة" ومقالاً في جريدة "الدستور" القاهرية التي تم اغلاقها، وتقريرين او ثلاثة من مشيخة الازهر، فهل هذه المصادر تكفي لاصدار حكم على اسلوب بيرك في الكتابة واتهامه بالغموض المتعمد؟ ألم يسأل الشيخ الجليل نفسه اذا كان هذا الغموض الذي يتحدث عنه قائماً في كتابات بيرك الاخرى في ترجمته لمعاني القرآن الكريم وما الحق بها من دراسة؟ ربما لو عرف الشيخ، او مصادره في المعرفة، ان هذا هو اسلوب بيرك في كل كتاباته السياسية والاجتماعية والادبية، لكان ادرك ان ما يسميه غموضاً من الخصائص المتميزة في اسلوب بيرك، الذي ربما يكون ورثه من كثرة اقاماته في البلاد العربية والاسلامية. ألم يكن من الاكرم للشيخ الجليل ان يقصر رده على ما يتعلق بآراء بيرك الواردة في الدراسة المذكورة من حيث مطابقتها لاصول ومبادئ العقيدة من دون الخوض في اسلوب كاتب ينتمي الى لغة اخرى وثقافة اخرى لا يعرف عنها الشيخ شيئاً يذكر سوى من مصادر من الدرجة الثانية. ولا ترقى الى المستوى الذي يسمح له بإصدار مثل هذا الحكم؟ لكن الامر لم يقف عند هذا الحد، بل نجد الشيخ الجليل يسأل سؤالاً غريباً ويقدم عنه اجابة أغرب، وهو الذي اعترف بعدم معرفته بالفرنسية وفضائها الثقافي. يتساءل الشيخ: "وأسأل بعد ذلك هل كانت الفرنسية في حاجة الى ترجمة جاك بيرك؟" ثم يضيف بعد صفحة من هذا التساؤل: "وانا اجابة على السؤال المتقدم اقول: ان الفرنسية لم تكن في حاجة الى ما ترجمه بيرك" ولا تقف المأساة او الملهاة، ولا اعرف ايهما اكثر انطباقاً على هذا الموقف المحير الذي يتكلم فيه على ما تحتاجه او لا تحتاجه ثقافة اخرى لا يعرف شيئاً عنها، اقول لا يقف الشيخ الجليل عند هذا الحد بل ذهب يفاضل بين الترجمات القائمة في فرنسا. وينصح بيرك بأنه كان عليه ان يعود الى تلك الترجمة او هذه من ترجمات مونتير وبلاشير… ثم يقرر في النهاية ان احسن ترجمات القرآن الى الفرنسية هي وضعها ادوارد مونتير، لأنه قرأ ان فلاناً قد اشاد بهذه الترجمة منذ نصف قرن او اكثر. ولو كان الشيخ الجليل عاد الى ما قاله بيرك عن اسباب ترجمته لمعاني القرآن الكريم ترجمة جديدة لكان ادرك ان بيرك، كما قال لي ولغيري، وهو منشور في اماكن كثيرة لم يطلع عليها الشيخ الجليل: "اردت ان اقدم فهماً ودياً للقرآن باللغة الفرنسية، وان اوضح معاني القرآن العقلانية، لأن ما يدان عليه اكثر العرب والمسلمين اليوم هو عدم العقلانية والتعسف فاذا بينت ان الكتاب المقدس عند المسلمين يفضي الى العقلانية اكون قاومت ما يدانون به. وغالباً ما خرجت الترجمات القديمة بمعنى سخيف، ومن دون منطق يربط بين الآية وغيرها، مع ان هناك ترابطاً بين الآيات، وفي ترجمتي انتبهت لذلك وخصصت اهتماماً كبيراً للربط المنطقي، منطق التلاوة في كتابي: حوار الاستشراق". ص17 يحاكم الشيخ الرجل ويشكك في اقواله ويرى ان اعتراف بيرك بأنه ربما قد وقع في اخطاء وانه على استعداد لتصحيحها، ويرى انه لا يوجد ما يؤكد انه قال ذلك. ويضيف ان امداً طويلاً مرّ ولم يقم بشيء، ولو قرأ جيداً في مصادر اكثر دقة لأدرك ان بيرك صرح بذلك حقاً ونفذه فعلاً، واصدر طبعة ثانية من ترجمته لمعاني القرآن الكريم وفيها تصحيحات اكثر من مئة تصحيح وكان يعد لطبعة ثالثة يدرج فيها تصحيحات وصلته واقتنع بصحتها، وانه قبل وفاته كان بدأ في الاعداد لترجمة منتخبات من السيرة النبوية الشريفة. كل هذا قاله وفعله بيرك والشيخ لم يعرف به ولم يسمع عنه شيئاً حتى نهاية الشهر الماضي، تاريخ اصدار رده على جاك بيرك. ولعل الشيخ الدكتور اذا سمع صوت الراحل جاك بيرك في حواري المسجل معه بعد انتقاد ترجمته في مصر، من دون ان تحظى ترجمة عمدة القدس السابق اندريه شوراكي بأي نقد مع انه هوّد القرآن وحذف فقرات وصفحات لم تكن تلائمه في ترجمته الفرنسية، اقول لو سمع الشيخ جاك بيرك لرد على هذا الهجوم بترديد الآية الكريمة "وهل جزاء الاحسان الا الاحسان" لكان الشيخ راجع كثيراً من الاحكام الواردة في مقدمته، واكتفى بابداء رأيه فيما يخص مسائل العقيدة من دون ان يتجاوزها الى ما لا يعرف. والنموذج الثاني من الادراك السيء لثقافة الآخر يبدأ من مقاربته المتغيرة، فالمقالة الاولى كتبها الشيخ الدكتور تحت عنوان "التحدي: مشروع مكسيم رودنسون الثقافي". والسؤال الذي يفرض نفسه من البداية: ما هو هذا التحدي الحضاري؟ وكيف يكون مشروعاً ثقافياً؟ وما شأن مكسيم رودنسون بهذا الامر؟ وعندما نقرأ المقال نفاجأ بمفاجآت لا تخطر على بال. فالمقال لا يتضمن اي اشارة الى رودنسون من قريب او بعيد، ولا يحتوي الا على بعض فقرات مترجمة للمستشرق الايطالي فرانشيسكو غابرييلي في معرض الرد على انتقادات انور عبدالملك لعدم اهتمام المستشرقين بحاضر الدول العربية والاسلامية. لكن غرائب النموذج الثاني لا تقف عند العناوين المتغيرة من مجلة الى صحيفة، بل تمتد الى "استعارة" الشيخ على تقديم زميلنا وصديقنا هاشم صالح للكتاب الذي اختار نصوصه وترجمها من الفرنسية الى العربية تحت عنوان: "الاستشراق بين دعاته ومعارضيه". فالشيخ لم يترك شيئاً في تقديم هاشم صالح لكتابه الا "استعاره" في مقالته الاولى المنشورة في مجلة "الهلال" ولم نلمح فيها اي اشارة الى هاشم صالح. ونماذج "استعارة" الشيخ لم تقف عند بعض الافكار بل جاوزتها الى الاسلوب ايضاً. فاذا قال صالح "ولا ريب في ان العنتريات والمواجهات المكشوفة في ظل اختلال كامل في موازين القوى هي آخر ما يقودنا الى دخول حلبة التاريخ". تتحول هذه الجملة لدى شيخنا الى: "ولا نظن ان الطريق الى التاريخ هو اسلوب العنتريات والمواجهات المكشوفة في ظل اختلال كامل في موازين ليس ذلك هو الذي يقودنا الى دخول حلبة التاريخ". ويستمر الشيخ في مقالته الاولى والثانية في مجلة "الهلال" ثم الثالثة في صحيفة "الاهرام" في تكرار الاستعارة من هاشم صالح لكتابه المذكور. ولا نريد ان نثقل على القارئ بعشرات الامثلة التي توضح ذلك. في المقالة الاولى كانت "الاستعارة" تامة وواضحة في مقدمة صالح وفي المقالة الثانية والثالثة وجد الشيخ المخرج في ان يشير بصورة عابرة الى الجهد العلمي الذي بذله صالح في اختيار نصوص المستشرقين وترجمتها الى العربية مع التقديم كأن هذه الاشارة تعفيه من مسؤولية الاستعارة، ثم المفاجأة الاكثر غرابة، نجد الشيخ الفيومي يبدأ بالاشارة الى المستشرق غابرييللي او المؤرخ الفرنسي كلود كاهن او حتى مكسيم رودنسون فيقول انه يقول كذا، او يرى كذا من دون اقواس لمعرفة اين يبدأ كلامهم ولا اين ينتهي، فيختلط ما يقوله هاشم صالح بما يقوله المستشرق وما يقوله الشيخ. ويبدأ بعض الفقرات بقوله: "ويرى الاستشراق ان…". وتصل عملية الاستعارة الى درجة انه ينقل ايضاً الاخطاء التي وقع فيها هاشم صالح اثناء الترجمة سواء على صعيد ترتيب النصوص التي ترجمها عن الفرنسية او على صعيد التبديل والاضافات في الترجمة مما ادى الى ان الشيخ الفيومي فهم ما لم يصرح به مكسيم رودنسون. كيف؟ وقع هاشم صالح في خطأين نقلهما عنه بأمانة الشيخ الفيومي: الاول وقع في ترتيب هاشم صالح للنصوص الاربعة التي اختارها وترجمها لمكسيم رودنسون فقد اشار الى ان النص الثاني مأخوذ من كتاب "جاذبية الاسلام". والحقيقة انه في كتاب آخر يتضمن ابحاث ندوتين صدرتا بالفرنسية عام 1976 تحت عنوان: "اشكالية رؤية الآخر" وكان ان اقتفى الشيخ الدكتور اثر هذا الخطأ. والخطأ الثاني الذي وقع فيه هاشم صالح ونقله عنه حرفياً الشيخ يعود الى ان هاشم لا يترجم الا النصوص التي يحس انه يملك زمامها، وهذا محمود في الترجمة وفي غير الترجمة، الا انه يعمد احياناً الى احداث بعض التبديل في صياغات الكلام، واحياناً اخرى يضيف ما ليس موجوداً في النص الاصلي. والكارثة ان التبديل في اسلوب الكلام والاضافة هي ما اخذه الشيخ وانطلق منه في الحديث عن دعوة رودنسون الى الحوار بين المستشرقين والمثقفين العرب. وهي التي جعلت منها صحيفة "الاهرام" عنواناً للمقالة. فالنص الفرنسي يقول وهذه ترجمتنا: "ان البحث عن الاسهامات والتساؤلات المتبادلة طريق محفوف بالمصاعب والظنون وسوء الفهم، لكنه هو الطريق الوحيد المجدي في نهاية المطاف، مهما طال الزمن الى الاعتراف بها والى ظهور شركاء متفاهمين حول القواعد نفسها، وحيث تغتني الافكار بصورة متبادلة". اما ترجمة هاشم صالح التي تحتوي على بعض التعديل والاضافة فهي كما نقلها الفيومي: "ان البحث عن المكتسبات والتساؤلات طريق محفوف بالمصاعب والشكوك وسوء التفاهم والظنون لكنه هو الطريق الوحيد المجدي في نهاية المطاف. فالجدية والصدق والشرف والموقف الموضوعي تؤدي مهما طال الزمن الى نيل الاعتراف بها. ويوجد في الجهة الاخرى شركاء متفاعلون معنا على الاساس نفسه. وهكذا يتم اغناء الفكر بشكل مشترك ومتبادل. انهم يحترموننا اذا ما صدقناهم الرأي لا اذا ما صدقناهم وجاملناهم - والصواب نافقناهم… قد لا يفهمون موقفنا في حينه لكنهم حتماً سوف يفهمونه فيما بعد ويقدرونه حق قدره". ويمكن للقارئ ان يدرك بنفسه درجة التعديل والاضافة القائمة في الترجمة الثانية وليست موجودة في الاصل الفرنسي لمحاضرة رودنسون… ثم يسترسل الشيخ في الدعوة من جانبه ويؤكد صيغة رودنسون لوضع صيغة مشتركة للحوار، في حين ان رودنسون في محاضرته المذكورة لم يكن يدعو الى الحوار بين المستشرقين والمثقفين العرب كما توهم الشيخ، بل كان يلقي نظرة عامة فاحصة على اوضاع وقضايا ومنجزات الاستشراق المختص بالاسلاميات. وكان يضع نفسه خارج هذه الحلبة ويتكلم بصيغة العالم المحايد، الذي يحلّل الظواهر التي يتحدث عنها في هذا الجانب او ذاك. وكان يصف ازمة المستشرقين التقليديين وهو لا ينتمي اليهم في مواجهة المناهج الجديدة للعلوم الانسانية وفي مواجهة المتخصصين القوميين من ابناء الدول موضوع البحث وكان يطرح عليهم طرق الخروج من الازمة التي وجدوا انفسهم فيها اثر التجديدات المنهجية والتغييرات السياسية الحاصلة في العالم كان ذلك سنة 1975. وقدم رودنسون للمستشرقين التقليديين طرقاً للخروج من الازمة منها: ضرورة اعادة التفكير في الاشكاليات والمناهج الحديثة، والاصغاء الى علماء البلدان المدروسة والاندماج داخل اتجاهات الافكار المعاصرة للشعوب المعنية ومن دون ان يتخلوا عن هويتهم واستقلالهم الذاتي، والاهتمام بدراسة الاوضاع الحالية… ولم يكن الحديث موجهاً، من قريب او بعيد الى المثقفين العرب او دعوتهم للدخول في حوار مع المستشرقين كما زعم شيخنا الفيومي، وكما ظهر من عنوان مقاله المثير. بماذا نخرج من هذه النماذج في ادراك ثقافة الآخر؟ وهل يمكن النظر اليها على انها مجرد اخطاء وقع فيها عالمان ازهريان، ام انها تشكل مشكلة خطيرة تنال من الثقافة العربية المعاصرة؟ * كاتب مصري.