إبتلع هذه الكبسولة الصغيرة، تحصل على القصة المصوّرة لما يدور في أمعائك وأحشائك. اسمها "الكبسولة السحرية"، ولا سحر فيها سوى احتوائها كاميرا رقمية تبث لقطة كل خمس ثوانٍ، فتظهر التراكيب التفصيلية للمريء والمعدة والأمعاء الدقيقة والغليظة، وصولاً إلى مخرج الجهاز الهضمي والشرج. ويحلّل الأطباء هذه الصور للتعرّف إلى علامات عن الأمراض المختلفة، وفي وقت مبكّر وملائم للتدخل المُجدي. ولا يشترط مثول المرضى إلى المستشفى وبقاءهم فيه للفحص والتصوير. فالحبة تبتلع في سهولة تامة في المنزل. وترسل الكاميرا صوراً متواصلة إلى كومبيوتر مثبت في حزام يلف على وسط المريض. وبعد خروج الكبسولة السحرية، يعيدها المريض إلى المستشفى مع الكومبيوتر. وتفيد الصور التفصيلية للجهاز الهضمي في تشخيص القرحة وأورام الأمعاء وتقرحاتها...إلخ. وطور الكاميرا في مستشفى لندن الملكي، فريق متخصص في التصوير الإشعاعي الطبي ترأسه البروفسور بول سواين. فهل يولّي زمن الانتظار المقلق في ردهات المستشفيات لموعد الصورة الإشعاعية؟ وهل تصبح صور المنظار المزعجة تماماً، والتي تستلزم أحياناً ما يشبه الجراحة الصغيرة، من ذكريات الماضي؟ "عن خدمة لندن الصحافية"