تتجه اريتريا نحو منح البحرية الاميركية تسهيلات في موانئها على البحر الاحمر، بعد تفجير المدمرة "كول" في ميناء عدن أواخر العام الماضي، وتكرار التهديدات للقوات الأميركية في منطقة الخليج. وكشفت مصادر مطلعة ل"الحياة" في اسمرا ولندن، ان وفداً عسكرياً اميركياً رفيع المستوى أجرى محادثات مع الرئيس الاريتري أساياس أفورقي شملت طلب واشنطن "إنشاء محطة تسهيلات للبحرية الأميركية جنوبالبحر الأحمر في المياه الاقليمية الاريترية" قرب مرفأي عصب ومصوع. وذكرت اسمرا "ان أفورقي بحث مع القائد العام للقيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط وافريقيا تومي فرانكس في أوضاع منطقة القرن الافريقي". وأفادت صحيفة "اريتريا الحديثة" الحكومية امس ان "افورقي قدم خلال اللقاء شرحاً للتطورات في عملية السلام الاريترية - الاثيوبية والمستوى الذي وصلت اليه، كما تناول اللقاء العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها". وكان الوفد الأميركي الذي يرأسه فرانكس وصل الى أسمرا الاثنين الماضي في زيارة استمرت ثلاثة أيام، تزامنت مع عودة وزير الدفاع الاريتري سبحت افريم من الولاياتالمتحدة بعد مشاركته في منتدى في فلوريدا للعمليات الخاصة ضم 21 دولة من افريقيا والشرق الأوسط. ويهدف المنتدى الى "بناء قوة منتظمة بالتعاون والتنسيق المشترك بين دول المنطقة لتطوير قدراتها العسكرية". وشهدت الفترة الماضية القريبة تبادل زيارات لمسؤولين عسكريين بين أسمرا وواشنطن. الى ذلك أكدت مصادر ديبلوماسية ان "تبادل الزيارات يأتي في اطار ترشيح واشنطن اريتريا لإنشاء محطة تسهيلات للبحرية الأميركية". وأوضحت ان الوفد الأميركي زار مدينة مصوع وتفقد ميناءها وكذلك جزر دهلك القريبة خلال زيارته اريتريا. وأضافت المصادر نفسها، ان واشنطن تعتبر "اريتريا الموقع الأمثل في حوض البحر الأحمر لإنشاء محطة لتزويد السفن الأميركية، المتجهة من المحيط الهندي الى البحر المتوسط، وقوداً ومواد غذائية. وان هذا التوجه الأميركي نحو أسمرا برز بعد تعرض المدمرة كول للتفجير في ميناء عدن". وتتهم واشنطن اسامة بن لادن بتدبير عملية التفجير. وترى الولاياتالمتحدة، بحسب المصادر، ان "المياه الاريترية تخلو من العناصر الارهابية" المناوئة لسياسة الولاياتالمتحدة في منطقة الشرق الأوسط، كما تعتبر "جيبوتي محمية فرنسية". وتشدد المصادر على أن "التفاوض يركز على محطة تسهيلات وليس قواعد عسكرية" ووصفت المحادثات بأنها ايجابية، لكنها لم تحدد هل رفضت أسمرا ام وافقت على العرض الأميركي. وذكّرت المصادر بأن "ترشيح واشنطن اريتريا للحصول على تسهيلات بحرية سبق أن برز منتصف التسعينات، لكن الخطوة لم تنفذ حينها". وسألت "الحياة" الأمين العام ل"الجبهة الشعبية للديموقراطية والعدالة" الأمين محمد سعيد عن الموضوع، فأكد "ان اريتريا دولة ذات سيادة" رافضاً التعليق، في اشارة الى أن لاريتريا مطلق الحرية في ما تراه مناسباً. وترجح المصادر "ان توافق أسمرا على طلب واشنطن باعتبار أن الخطة الأميركية مرتبطة بعدد من دول الخليج والشرق الأوسط".