بون المانيا - رويترز - بدت الولاياتالمتحدة، التي تعد أكبر مصدر للتلوث الغازي في العالم، معزولة في محادثات البيئة التي ترعاها الأممالمتحدة في بون، بعد تعهد الاتحاد الاوروبي أمس التزام بروتوكول "كيوتو" لخفض انبعاث الغازات الضارة في العالم. ورفض الاتحاد الاوروبي عرضاً تقدمت به اليابان وروسيا وكندا واستراليا، لتخفيف شروط "كيوتو". وقالت مفوضة البيئة الأوروبية مارغو والستروم إن الوقت ينفد، ولا مجال لإضاعة المزيد منه، بالتساهل في الحد من التدهور البيئي. ودعا وزير البيئة الهولندي يان برونك أمس نظراءه من 180 دولة الى ابرام اتفاق في شأن الاحتباس الحراري بناء على "كيوتو". وشدد على أن البروتوكول هو "الاتفاق الوحيد بين ايدينا" لمحاربة هذه الظاهرة، و"هو افضل خيار" متوافر. ووجه برونك الذي يترأس المفاوضات نداء الى كل من الولاياتالمتحدةواليابان، قائلاً "اذا كانت دولة ما لا تشعر ان في وسعها الانضمام الى اتفاق بعد دخوله حيز التنفيذ، عليها ألا تثير وضعاً يجعل دولاً اخرى تلزم التحفظ لمجرد هذا السبب"، في إشارة الى موقف طوكيو المستجد. وكان الرئيس الاميركي جورج بوش استبق جولته الاوروبية بابداء مقدار أكبر من التحدي، بتأكيده انه لن يرضخ للضغوط الأوروبية واليابانية لإعادة النظر في قراره التراجع عن تعهدات التزمها الرئيس السابق بيل كلينتون في ما يتعلق ب"كيوتو"، للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري. وكررت اليابان التي تعد طرفاً رئيساً في نزاع يدفع الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة الى شفا مواجهة، انها ستبذل قصارى جهدها لإعادة واشنطن الى "كيوتو". ولكن في خطوة بدا انها جعلت الوفد الاميركي في بون أكثر عزلة، قالت وزيرة البيئة اليابانية يوريكو كاواجوتشي إن اليابان لن تعرقل وضع المعاهدة موضع التنفيذ العام المقبل، اياً تكن نتيجة جهود الوساطة التي تقوم بها. وتعتمد تهديدات زعماء الاتحاد الاوروبي بتنفيذ معاهدة كيوتو في باقي انحاء العالم، من دون أكبر دولة ملوثة للبيئة، كثيراً على مساندة اليابان التي لا فرصة أمام أوروبا من دونها للحصول على الغالبية الكافية لمنح المعاهدة الثقل القانوني اللازم. ويقول الأوروبيون إن مثل هذه الخطوة قد تضغط على إدارة بوش لتلين موقفها. الا ان تعهد باقي الدول الصناعية، باستثناء الولاياتالمتحدة، خفض مستوى انبعاث غاز ثاني اكسيد الكربون والغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بنسبة 2،5 في المئة بحلول عام 2012 مقارنة بمستويات 1990، ليس حلاً مثالياً. ويقول بوش إن معاهدة كيوتو تستند إلى أسس علمية مشكوك فيها، وإنها تضر بالاقتصاد الاميركي وتقوض التجارة حول العالم. وابتعد اعضاء الوفد الاميركي الذي تقوده وكيلة وزارة الخارجية باولا دوبريانسكي عن الاضواء، فيما يبحث مسؤولون من 180 دولة في القضايا الفنية الخاصة بطريقة تنفيذ اهداف بروتوكول كيوتو في مجملها.