السيد داود الشريان تحية طيبة وبعد، قرأت باهتمام مقالكم المنشور في "الحياة" يوم 7/7/2001 تحت عنوان "موقف الجامعة العربية" في ما يتعلق بالجدل المطروح دولياً واقليمياً حول المقترح الاميركي - البريطاني بفرض "عقوبات ذكية" على العراق. وفي اطار الطرح الجديد للجامعة العربية القائم على شرح المواقف والتوجهات بما لا يحتمل اللبس، وفي اطار تقديري الشخصي لدور الصحافة العربية، رأيت ان اوضح الآتي: 1- ان القمة العربية الاخيرة التي عقدت في عمان تبنّت توجهاً واضحاً حول ضرورة التحرك نحو رفع العقوبات عن العراق وإنهاء معاناة الشعب العراقي الشقيق. 2- ان المسؤولين العرب في جميع الدول العربية من دون استثناء - وعلى مختلف المستويات - أدلوا بتصريحات عدة حول تعاطفهم مع الشعب العراقي وإدراكهم لضرورة إنهاء معاناة هذا الشعب العربي الشقيق. 3- ان تحرك الجامعة ازاء الشأن العراقي - الكويتي يأتي في اطار هذا التوجه، وفي اطار ادراك سياسي لضرورة التعامل مع هذا الأمر المهم من خلال نظرة تقوم على مبادئ العدالة وحق الدولي في الأمن، من دون اغفال لما قد يكون ما زال عالقاً في النفوس من قلق او غضب هنا او هناك. 4- ان الجامعة تتعامل مع الشأن العراقي - الكويتي بصورة متوازنة تأخذ في الاعتبار مختلف الحقوق والالتزامات، ليس فقط لأن الدولتين عضوين متساويين ولكن ايضاً لحرص الجامعة على تطوير وترسيخ اوضاع سياسية سليمة تضمن وتكرس الاستقرار الاقليمي، وبالتالي فإن التساؤل الذي طرحته في مقالك، حول ما اذا كانت الجامعة تستطيع ان تتخذ موقفاً متعارضاً مع سياسات مَنْ وصفتهم "بأعضاء نافذين يدفعون حصصهم"، يجعل من الضروري القول بأن الجامعة منظمة اقليمية تعبّر عن المواقف المشتركة لكافة الدول العربية، وفي الوقت نفسه فإن مهمتها ان تدافع عن مصالحهم بما في ذلك سلامتهم الاقليمية وسلامة شعوبهم، كانعكاس لتوجه وتوافق الدول العربية طبقاً لما سبق شرحه في الفقرات السابقة، وتأتي سياسة الأمين العام وخطابه اتساقاً مع تلك المواقف. وتفضلوا بقبول فائق الاحترام. عمرو موسى - الأمين العام لجامعة الدول العربية