سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الحياة" تنشر مع "نيويورك ريفيو اوف بوكس" دراسة لروبرت مالي وحسين آغا بعد سنة على قمة عرفات وباراك . مساعد كلينتون يدحض الروايتين الأميركية والإسرائيلية عن كامب ديفيد - 2
بعد مرور سنة على قمة كامب ديفيد الاسرائيلية - الفلسطينية - الاميركية، ما زال السؤال المطروح هل كشِفت كل حقائقها؟ فرئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود باراك تحدث عن بعض "الخفايا" لكنه يبقى طرفاً، شهادته منحازة او ناقصة في أفضل الاحوال. تكشف الدراسة التحليلية عن مفاوضات قمة كامب ديفيد في تموز يوليو 2000 والتي تنشر "الحياة" نصها الكامل ص10 و11 بالاتفاق مع مجلة "نيويورك ريفيو اوف بوكس"، حقائق جديدة عما جرى في تلك القمة، وتتضمن طعناً في الروايتين الرسميتين الاميركية والاسرائيلية اللتين حاولت فيهما الادارة الاميركية وحكومة باراك القاء مسؤولية فشل القمة على كاهل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. واللافت ان هذه الدراسة القيمة جاءت، للمرة الأولى، نتيجة تعاون بين مؤلفها روبرت مالي الذي كان مساعداً للرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون للشؤون العربية والاسرائيلية من عام 1998 حتى اوائل هذه السنة، وشارك في القمة بصفته عضواً في "مجموعة السلام" الاميركية الصغيرة، وبين الاكاديمي الفلسطيني حسين آغا وهو زميل مشارك في كلية سانت انتوني في جامعة اكسفورد. تؤكد الدراسة ان النتيجة النهائية غير الملحوظة لموقف باراك في القمة هي انه لم يكن هناك أبداً عرض اسرائيلي محدد او خطي وان الافكار نقلت دائماً شفهياً. وتشير الى ان اسرائيل التي ارادت ضم 9 في المئة من مساحة الضفة الغربية لم تعرض على الفلسطينيين في المقابل سوى 1 في المئة ضمن رقعتها قبل اندلاع حرب 1967. وتضيف: "في ما يتعلق بقضية اللاجئين البالغة الحساسية لم يتحدث الاقتراح الاسرائيلي الا عن حل مرض. حتى على صعيد القدس، حيث قدم اكبر مقدار من التفصيل، بقيت فراغات كثيرة يتعين ان تملأ". وتنسف الدراسة مفاهيم مغلوطة عن قمة كامب ديفيد حاولت اسرائيل ترسيخها، ومنها ان القمة كانت امتحاناً لنيات عرفات، وتشير الى ان الرئيس الفلسطيني أبلغ الاميركيين في مناسبات عدة ان الفجوات بين مواقف المفاوضين الفلسطينيين والاسرائيليين لم تضق الى درجة كافية قبل القمة. كما تبرز ان عرفات عندما رأى انه لا يستطيع رفض دعوة واشنطن الى القمة، اشترط تنفيذ الانسحاب الاسرائيلي الثالث من الضفة قبل انعقاد القمة، وعندما لم يستجب طلبه، طالب واشنطن بضمان لتنفيذ الانسحاب ولو فشلت القمة. وتؤكد ان كلينتون تطوع بابلاغ عرفات انه لن يلومه إذا فشلت المفاوضات، لكنه تراجع عن وعده عندما انهارت القمة. ومن الأمور الأخرى التي تكشفها الدراسة ان كلينتون غضب غضباً شديداً من باراك، عندما تراجع الأخير عن التزامه نقل القرى الثلاث المتاخمة للقدس الى سلطة الفلسطينيين، وقال إنها المرة الاولى التي يظهره فيها احد بمظهر "الكاذب" أمام زعيم أجنبي.