هبطت أسعار النفط أمس ولليوم التاسع على التوالي وسجلت أدنى مستويات لها منذ 14 شهراً تحت ضغوط ارتفاع مخزونات النفط الخام في الولاياتالمتحدة وتباطؤ نمو الطلب نتيجة ضعف النمو الاقتصادي في الولاياتالمتحدة وانحاء أخرى من العالم. لندن - "الحياة"، رويترز- هبط خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الآجلة تسليم أيلول سبتمبر في بورصة النفط الدولية في لندن صباح أمس الى 24.18 دولار للبرميل، بخسارة مقدارها أربعة سنتات من السعر في اواخر التعامل أول من أمس. وتحسن سعر "برنت" في الساعات التالية من التعامل وارتفع الى 24.34 دولار للبرميل. وهبط خام القياس الاميركي الخفيف تسليم آب أغسطس 19 سنتاً الى 24.70 دولار، في التعاملات الالكترونية لبورصة نيويورك التجارية "نايمكس" في آسيا صباح أمس. وكانت عقود النفط الخام الاميركية اغلقت منخفضة 68 سنتاً في نيويورك أول من أمس الى 24.89 دولار. وقالت وكالة انباء منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك أمس نقلاً عن أمانة المنظمة ان سعر سلة خامات نفط "أوبك" السبعة انخفض بشدة يوم الاربعاء الى 22.64 دولار للبرميل من 23.20 دولار للبرميل، ليقترب من الحد الادنى لآلية الأسعار. وتقضي آلية "أوبك" لضبط اسعار النفط بخفض الانتاج بواقع 500 ألف برميل يومياً اذا ظل سعر السلة أدنى من 22 دولاراً لمدة عشرة ايام عمل متصلة، وزيادته بالكمية نفسها اذا ارتفع السعر عن 28 دولاراً للبرميل طوال 20 يوم عمل متصلة. وأعلنت ادارة معلومات الطاقة الاميركية أول من أمس ان مخزونات الولاياتالمتحدة من النفط الخام ارتفعت سبعة ملايين برميل في الاسبوع الماضي، ما يعني ارتفاع المخزونات بمقدار 27 مليون برميل وبنسبة تسعة في المئة، عن مستواها في الفترة نفسها من العام الماضي. وكانت الزيادة في المخزون أعلى من الرقم الذي اورده معهد البترول الاميركي الذي أعلن مساء الثلثاء ارتفاع المخزونات بمقدار 5.6 مليون برميل خلال الفترة نفسها. لكن مخزونات البنزين الاميركية تراجعت في الاسبوع الماضي بعدما قلصت المصافي انتاجها. وقالت ادارة معلومات الطاقة ان مخزونات البنزين هبطت بمقدار 3.7 مليون برميل مقابل 2.8 برميل حسب ارقام معهد البترول الاميركي. لكن مخزونات البنزين في الولاياتالمتحدة لم تثر قلقاً في الاسواق نظراً إلى انها تزيد على مستويات العام الماضي بنحو 8.3 مليون برميل وتصل الى نحو 218 مليون برميل. ولا تزال اسعار النفط تتأثر بتقرير وكالة الطاقة الدولية الذي صدر الاسبوع الماضي وأشار الى تراجع نمو الطلب سنة 2001 الى 460 الف برميل يومياً، أي أقل بنحو 510 آلاف برميل عن توقعات نمو الطلب التي صدرت عن الوكالة قبل شهر. وكانت الوكالة توقعت العام الماضي نمو الطلب بمقدار 1.86 مليون برميل يومياً، لكنها عدلت الرقم سبع مرات منذ ذلك الحين. لكن الامين العام ل"أوبك" علي رودريغيز أشار الى ان تقديرات المنظمة تظهر نمواً أكبر بكثير في الطلب، اذ قال لوكالة انباء "أوبك" اوبكنا أمس: "تتوقع دراسة للسوق صدرت في الأيام الأخيرة عن مصدر معروف انخفاضاً حاداً في متوسط نمو الطلب على النفط هذه السنة. الا ان هذا الرقم لا يتطابق مع رقم أوبك فنحن نتوقع ان يصل متوسط النمو في الطلب الى 850 الف برميل يومياً". ولم يحدد رودريغيز الدراسة التي يشير اليها لكن مصادر داخل "أوبك" قالت انها تشير الى احدث تقرير شهري اصدرته وكالة الطاقة الدولية الاسبوع الماضي. وأشار الى ان "مصادر اخرى تتمتع بالاحترام تقدر نمو الطلب عند مستويات اعلى بكثير مما تتوقعه أوبك". وقال مصدر سعودي أول من أمس ان السعودية تعتقد ان "أوبك" قد تخفض الانتاج قبل اجتماعها التالي في 26 أيلول سبتمبر. واضاف انه اذا اقدمت "أوبك" فعلاً على خفض الانتاج فسيكون الخفض اكثر من 500 الف برميل يوميا. ويبلغ سقف الانتاج الحالي لعشر دول في "أوبك" باستثناء العراق 24.2 مليون برميل يومياً. وقال روديغيز: "في الوقت الحالي ليس هناك قرار بتغيير مستويات الانتاج. واذا ما اصبح مثل هذا الاجراء ضرورياً فسيتم اعلان ذلك في الوقت المناسب".