أعرب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير صباح أمس عن قلقه ازاء تدهور الموقف في الشرق الأوسط بعد التصعيد الخطير في الأزمة بين الفلسطينيين وإسرائيل، ودعا الجانبين إلى ممارسة ضبط النفس. جاء ذلك خلال اللقاء الذي عقده بلير في 10 داونينغ ستريت مع وزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريز الذي يقوم حالياً بزيارة قصيرة لبريطانيا. وأعلن بلير خلال المحادثات أن سياسة إسرائيل التي تعمل على استهداف الناشطين الفلسطينيين وقتلهم، وكذلك زيادة وجود القوات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية من ناحية، والعمليات الانتحارية وتفجير القنابل التي تقوم بها عناصر فلسطينية من جانب آخر "لن تؤدي إلا إلى زيادة التهاب الموقف في المنطقة". وقال ناطق باسم بلير إن رئيس الوزراء حض الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على ممارسة ضبط النفس وتنفيذ توصيات لجنة ميتشل تنفيذاً كاملاً. كما دعا بلير إلى استئناف المفاوضات بين الجانبين واستئناف التعاون الأمني بينهما، وفقاً لما ذكره الناطق باسم رئيس الوزراء. واطلع بيريز رئيس الوزراء البريطاني على تطورات الوضع في إسرائيل وأراضي السلطة الفلسطينية بعد التصعيد الخطير في الموقف. ووصف الناطق المحادثات التي استغرقت 45 دقيقة بأنها كانت "جادة وواقعية". وشدد بلير على ضرورة وقف النار بين الجانبين باعتباره أمراً "حيوياً"، ولكنه حذر من أن ذلك "ليس هدفاً في حد ذاته ولكن ينبغي أن يكون خطوة نحو استئناف مفاوضات السلام. وشدد بلير في هذا الصدد على أهمية تنفيذ توصيات لجنة ميتشل مع ضرورة أن يعمل الجانبان "على مواجهة التطرف ووقفه". وكان بيريز التقى في وقت متقدم من مساء أول من أمس نظيره البريطاني جاك سترو، وتركزت المحادثات بينهما على الأزمة المتصاعدة بين الفلسطينيين وإسرائيل، على حد ما ذكرت مصادر وزارة الخارجية البريطانية. وحاول بيريز في تصريحات صحافية له أمس أن يؤكد أن ليس هناك من بديل لاستئناف المفاوضات بين الجانبين، وضرورة العمل لتحقيق السلام. وأكد في لهجة تتسم بطابع العلاقات العامة ان السلام "ليس قضية خاسرة". وفي مقابلة مع اذاعة "هيئة الاذاعة البريطانية"، نفى بيريز صباح أمس أن يكون القصد تعزيز وجود قوات الاحتلال الإسرائيلي بدبابات وقوات مشاة، خصوصاً في منطقتي بيت لحم وجنين، هو شن هجوم شامل على المناطق الخاضعة للسلطة الفلسطينية. وحاول بيريز الدفاع عن رئيس وزرائه ارييل شارون وتلميع صورته قائلاً إنه قبل بتوصيات لجنة ميتشل و"يمارس سياسة ضبط النفس". وحمل بيريز على الجامعة العربية عندما سُئل عن اجتماع لجنة المتابعة العربية في القاهرة اليوم في وجود الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وقال إنها "ليست جامعة سلام وإنما جامعة حرب وتحريض". وقال إن "عرفات، مثلنا تماماً، ما من خيار أمامه سوى العودة إلى السلام وإلى العقل".