لندن - "الحياة" - كشفت صحيفة "صنداي تايمز" امس في تقرير تصدّر صفحتها الأولى ان عملاء تابعين لجهاز الاستخبارات الداخلية البريطانية إم آي 5، متنكرين بهيئة عرب يعملون للاستخبارات العراقية، نفذوا عملية سرية على مدى شهور، انتهت باعتقال ثلاثة عناصر من تنظيم ارلندي "ارهابي" كانوا يأملون بابرام صفقة للحصول على اسلحة ومليون جنيه استرليني من النظام العراقي! وافاد التقرير ان بعض عملاء "إم آي 5" كان ذا ملامح شرق اوسطية، فيما تنكر آخرون بصفة تجار سلاح اوروبيين. وجرى التخطيط للعملية بعدما علمت الاستخبارات البريطانية ان "الجيش الجمهوري الارلندي الحقيقي"، وهو تنظيم متطرف انشق عن "الجيش الجمهوري الارلندي"، بدأ يبحث عن دولة "مارقة" ترعاه. وخلال لقاءات عقدت في فنادق ومطاعم في ارجاء اوروبا، شارك فيها ما لا يقل عن عشرة من عملاء "إم آي 5"، سعى الارلنديون المشتبه فيهم الى تأمين قناة لتزويد منظمتهم أسلحة، ضمنها قاذفات من نوع "آر. بي. جي"، لكن تحركاتهم رُصدت وسُجّل ما دار في اللقاءات صوتياً وبالفيديو. وأشار تقرير الصحيفة الى أن اللقاء الأخير عقد في بلدة بريستاني في سلوفاكيا، وهي منتجع معروف بمياهه المعدنية يقصده اثرياء من الخليج وسورية ولبنان، كما يستقر في ضواحيها، بحسب "صنداي تايمز"، ضباط من جهاز الاستخبارات السوفياتي السابق كي. جي. بي يعملون الآن في تجارة السلاح. وشارك في العملية التي خطّط لها قبل اسابيع من تنفيذها، حوالى خمسين عنصراً من اجهزة امنية مختلفة. وفي الساعة 15،9 مساء الخامس من تموز يوليو الجاري، وفيما كان الارلنديون الثلاثة يغادرون احد المطاعم بعد انتهاء اللقاء، انقض عليهم 20 من عناصر الشرطة السلوفاكية ونقلوهم الى سجن ليوبولد في ترنافا جنوب بريستاني. وافادت الصحيفة ان بين المحتجزين الثلاثة ميكي ماكدونالد الذي يُعتقد انه أحد كبار مساعدي مايكل ماكيفيتي، الزعيم السابق ل"الجيش الجمهوري الارلندي الحقيقي" المتهم بنشاطات ارهابية في جمهورية ارلندا. ومثل ماكدونالد ورفيقاه امام محكمة في ترنافا في اليوم التالي. واعتُقل الثلاثة وفقاً لمذكرة توقيف دولية اصدرتها وزارة الداخلية البريطانية، وتضمنت اتهامات بالانتماء الى "منظمة ارهابية محظورة" وحيازة مواد وموارد مالية لتنفيذ عمليات "ارهابية". ويتوقع الشروع باجراءات تسليمهم الى بريطانيا. وتعتبر الاعتقالات الأخيرة ضربة جديدة يتلقاها التنظيم الارلندي المنشق، الذي يقف وراء عملية التفجير في مدينة اوماه في ارلندا الشمالية العام الماضي والتي راح ضحيتها 29 شخصاً، وعمليات تفجير اخرى في لندن استهدفت مقر "بي. بي. سي" وجسر هامرسميث ومبنى جهاز الاستخبارات الخارجية "إم آي 6". وكانت "صانداي تايمز" كشفت هذه السنة تفاصيل عملية نفذها "إم آي 5" بالتعاون مع مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي إف. بي. آي لاختراق ذلك التنظيم بواسطة سائق شاحنة اميركي.