موسكو - أ ف ب - يُنتخب غداً الرئيس الثامن للجنة الاولمبية الدولية خلفاً للرئيس الحالي الاسباني خوان انطونيو سامارانش في موسكو. وعكف اعضاء الحركة الاولمبية في العالم، بعدما حسموا موضوع اختيار العاصمة الصينية بكين لتنظيم دورة الألعاب الأولمبية عام 2008، على دراسة ملفات المرشحين الخمسة لهذا المنصب، وهم الطبيب الجراح البلجيكي جاك روغ، والديبلوماسي الكوري الجنوبي كيم اون يونغ، والمحامي الكندي ديك باوند، نائب رئيس اللجنة الاولمبية الدولية، والمجري بال شميت والاميركية انيتا ديفرانتس. وبحسب التعديلات التي اعتمدت في كانون الاول ديسمبر 1999، فان الرئيس الجديد سينتخب لولاية من 8 سنوات قابلة للتجديد ولمرة واحدة لفترة 4 أعوام فقط. وتبدو المنافسة قوية بين روغ 59 عاماً ويونغ 70 عاماً لخلافة سامارانش بحسب المراقبين، بينما لا يملك باوند وشميت وديفرانتس الأوراق التي تقلق راحة المرشحين الاوليين. وتبدو الافضلية لمصلحة روغ انطلاقاً من فارق السن، وتاريخه الرياضي، بعدما مثل بلاده في 3 دورات أولمبية في مسابقة المراكب الشراعية. كما لعب روغ دوراً اساسياً، بصفته رئيس لجنة التنسيق في اللجنة الاولمبية الدولية، في نجاح دورة سيدني 2000 وهو يستكمل هذه المهمة حالياً استعداداً لدورة اثنيا عام 2004. ويرى انصار روغ ان انتخاب الديبلوماسي يونغ لمنصب الرئيس سيضعف اكثر الحركة الأولمبية التي عصفت بها بعض القضايا في الأعوام الأخيرة، وآخرها فضيحة الفساد في منح مدينة سولت لايك سيتي الأميركية شرف استضافة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية عام 2002، علماً ان يونغ عد احد المتورطين في هذه الفضحية، ما قد ينعكس سلباً على حظوظه في نيل شرف رئاسة اللجنة الاولمبية. اما باوند 59 عاماً، الذي عينه سامارانش العام الماضي لمتابعة فضيحة الرشاوى التي كادت تعصف بالحركة الاولمبية، فتعرض لانتقادات كثيرة من قبل اعضاء اللجنة الاولمبية الدولية خلال تحقيقات في فضيحة الرشاوى. وعموماً، دعا سامارانش 81 عاماً، الذي سيعلن بنفسه قبل رحيله اسم خليفته على العرش الاولمبي في كولومن هول، المكان الذي انتخب فيه رئيساً للمرة الاولى خلفاً للورد كيلانين في 16 تموز يوليو 1980 عشية انطلاق دورة الألعاب الأولمبية في موسكو، خليفته الى الحفاظ على الاستقلالية المالية التي توفرها ايرادات النقل التلفزيوني، باعتبارها وسيلة بقاء اللجنة في مأمن حتى عام 2012، وكذلك الحفاظ على الطابع العالمي والجذاب للألعاب الاولمبية، ووحدة العائلة الاولمبية، على قاعدة المعاملة المتساوية واللينة في معالجة المشاكل الطارئة. وكانت السنوات ال21 التي امضاها سامارانش في منصب الرئيس تميزت خصوصاً بفتح باب الألعاب الاولمبية امام مشاركة المحترفين من الرياضيين والشركات الراعية. وجعل هذا التطور اللجنة شركة عالمية تجني نحو بليون دولار من كل دورة بفضل حقوق النقل التلفزيوني تحديداً. ومن اجل تعزيز هذا النمو المتسارع، تم توسيع برنامج المنافسات وازدادت معه نسبة المشاركة خصوصاً في الرياضة النسائية وعدد الالعاب. ومن انجازات سامارانش ايضاً تكثيف الجهود لمكافحة المنشطات، واجراء اصلاحات بعد فضيحة الفساد التي عصفت باللجنة قبل 3 اعوام، ومنها تحديد فترة ولاية الرئيس بثمانية اعوام قابلة للتجديد اربعة اعوام مرة واحدة، ونشر التقارير المالية عن مصادر عائدات الحركة الاولمبية وأساليب ادارتها.