أكدت مصادر اسرائيلية اتساع حجم ظاهرة "التسرب الخفي" للمستوطنين في الضفة الغربية، فيما تبدأ حكومة ارييل شارون الاسبوع المقبل تنفيذ خطة جديدة لتشجيع الاستيطان في الاراضي الفلسطينية. وكشف قسم الابحاث في حركة "السلام الآن" اليسارية الاسرائيلية ان نسبة المستوطنين الذين بدأوا اجراءات الانتقال فورا الى اسرائيل وأولئك الذين قالوا انهم يفكرون بالرحيل، ارتفعت من 5،7 في المئة في شباط فبراير الماضي الى 5،12 في المئة منذ بداية نيسان ابريل الماضي، علما ان 40 مستوطنا تقريبا قتلوا منذ بدء الانتفاضة خلال عمليات اطلاق نار نفذ معظمها على طرق الضفة. ووفقا لنتائج الاستطلاع الذي اجراه قسم الابحاث التابع للحركة ونشرته صحيفة "يديعوت احرنوت" العبرية، فان اربعة في المئة من عائلات المستوطنين أي 2500 منزلا استيطانيا باشروا اجراءات الرحيل من المستوطنات، فيما "اهتم" 5،8 في المئة بالرحيل على المدى الاستراتيجي. وسجل في قطاع غزة رحيل 15 الى 20 عائلة مع الاطفال، كما طلبت 150 عائلة من 1200 في مستوطنة "معاليه افراييم" في غور الاردن المساعدة في دفع ايجار شقة بهدف مغادرة المستوطنة. ومن بين 39 عائلة يهودية تقطن مستوطنة "حوميش" التي قتل منها خلال الانتفاضة ثلاثة مستوطنين، طلبت 10 عائلات الرحيل سرا. وفي مستوطنة "تقواع" المقامة على اراضي قرية تقوع الفلسطينية في بيت لحم، طلبت 15 الى 20 عائلة من المهاجرين الروس الذين يسكنون الكرافانات الرحيل من المستوطنة. وعموما، تؤكد التقارير الاسرائيلية ان 15 في المئة أي 15 الف مستوطن من بين 199 الفا اجتازوا اجراءات متقدمة للرحيل. وتستند التقارير الى معطيات شركة الهاتف الاسرائيلية التي قطعت خطوط الهواتف للمشتركين الذين رحلوا. ولا يغير الكثير من الراحلين عناوين سكنهم للاستمرار في التمتع بالمزايا التفضيلية التي يتمتع بها المستوطنون. يضاف الى ذلك ان غالبية الراحلين لا تشير الى الرغبة في الرحيل علنا خوفا من الانتقادات واتهامها "بالهرب". واقدم عدد من المستوطنين من مستوطنة "ارييل" التي يعتبر قاطنوها من غلاة المستوطنين على شراء بيوت داخل اسرائيل لانهم "لا يحتملون التوتر والضغط اليومي في الضفة". واتسعت ظاهرة رحيل المرأة والاطفال وبقاء الزوج داخل المستوطنة، خصوصا في المستوطنات المقامة في غور الاردن. ويبرز المستوطنون القادمون من دول رابطة الشعوب الاتحاد السوفياتي سابقا من بين المستوطنين المعنيين بالرحيل بسبب ارسالهم الى المستوطنات "من دون الاستعداد المسبق لمخاطر السكن هناك". وكشفت "يديعوت احرونوت" ان الحكومة الاسرائيلية، من خلال وزير الاسكان اليميني المتطرف ناتان شارانسكي، بصدد تنفيذ خطة جديدة لتشجيع الاستيطان في الاراضي الفلسطينية الاسبوع المقبل. ونقلت عن المدير العام لوزارة الاسكان آفي ماعوز قوله انه "خلال عشر سنوات سيصل عدد المستوطنين الى نصف مليون،". وصادق "المجلس الاقتصادي-الاجتماعي" الوزاري الاسرائيلي الاسبوع الماضي على قروض سكن بمبلغ 50 الف شيكل نصفها منح للازواج الشباب في 16 مستوطنة، من بينها "ارييل" و"معاليه ادوميم" و"غبعات زئيف" و"كوخاف يعقوب" و"بيتار عيليت" و"كريات سيفر"، وجيمع هذه المستوطنات جمد البناء فيها في عهد حكومة ايهود باراك السابقة.