ناشدت السلطة الوطنية الفلسطينية الاتحاد الأوروبي تكثيف جهوده من أجل تنشيط التحالف الدولي الذي قام حول دعم توصيات تقرير ميتشل. ودعا وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور نبيل شعث المندوب السامي للسياسة الخارجية الأوروبية خافيير سولانا الى "العودة الى المنطقة وتنشيط تحالف الأطراف الدولية من أجل انقاذ الوضع من الانهيار التام". وكان الدكتور شعث يتحدث بعد محادثات معمقة أجراها مساء الأربعاء - الخميس في بروكسيل مع كل من سولانا والمفوض الأوروبي للعلاقات الخارجية كريس باتين. وأعرب سولانا عن القلق الشديد إزاء تدهور الوضع والخوف من انهيار وقف النار. واعتبر اجراءات هدم منازل الفلسطينيين "اشارات سلبية" لا تساعد على تهدئة الوضع. وينتظر ان يبحث المجلس الوزاري الأوروبي، في اجتماعه الاثنين المقبل في بروكسيل في تطورات الوضع في الشرق الأوسط وضرورة التدخل الدولي لانقاذ الموقف من الانهيار التام. وقد يوصي الوزراء سولانا بالعودة الى المنطقة بعد اجتماعات مجموعة الدول الغنية السبع في نهاية الاسبوع المقبل في مدينة جنوا الايطالية. ويجول الوزير الفلسطيني عواصم أوروبية من أجل دفع الأوروبيين الى "التحرك السريع ووقف ارييل شارون عن العبث" بتوصيات تقرير ميتشل الذي وافقت عليه اسرائيل والسلطة الوطنية والولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي ومصر والأردن ودعمته بقية البلدان العربية. ويطالب الجانب الفلسطيني الاتحاد الأوروبي، بصفته أحد الأطراف الفاعلة في التوصل الى وقف النار، بدعم صيغة "تثبيت جدول زمني معقول وقصير الأجل" لتنفيذ توصيات تقرير لجنة تقصي الحقائق التي اعتبرت وقف الاستيطان احد الشروط الأساسية لتهدئة الوضع" و"نشر مراقبين أوروبيين وأميركيين ومن بلدان أخرى ليكونوا شهوداً على مدى تقيد كل من الطرفين بتنفيذ الالتزامات المعلنة" في كل من تقرير ميتشل وخطة مدير وكالة الاستخبارات الأميركية جورج تينيت حول تثبيت وقف النار والانتقال بسرعة الى مرحلة التبريد. وعقب الدكتور شعث بعد لقائه المسؤولين الأوروبيين في بروكسيل بأن شارون "تمكن من تجميد تقرير ميتشل بل يدفع نحو استئناف المواجهات". ويسعى شارون الى تصعيد الوضع الأمني عبر إعداده سيناريوهات لاقتحام أراضي الحكم الذاتي لإضعاف السلطة الوطنية، واضافة الى احتمال توسيعه دائرة الحرب وتفجير المواجهة العسكرية مع سورية ويعتقد خبراء بأن تصعيد الوضع على الجبهات الاقليمية يمثل مخرجاً بالنسبة الى شارون من مأزق المواجهات مع السكان المدنيين الفلسطينيين بعدما عجزت آلة الحرب الاسرائيلية عن وقف الانتفاضة التي دخلت شهرها العاشر. وبحث شعث خلال توقفه في بروكسيل في تردي الوضع المالي للمؤسسات الفلسطينية رغم معونات الدول المانحة. وقد يزداد الوضع سوءاً بالنسبة الى الفلسطينيين بالنظر الى استمرار الحصار ونفاد مدخرات السكان المدنيين. وقال شعث ان الخزانة الفلسطينية عاجزة تماماً عن توفير أدنى حد من الرزق لأكثر من 300 ألف عاطل عن العمل. وفي موازاة تدهور الوضع فإن تسريح معونات الاتحاد الأوروبي المقدرة ب10 ملايين دولار شهرياً لمدة ستة أشهر يتأخر لأسباب فنية. كما تتراجع المعونات المالية العربية، وفق القرارات السابقة، حيث ستحصل السلطة الوطنية في الشهر المقبل على قيمة 30 مليون دولار وهي الدفعة الأخيرة من خطة المبالغ السابقة التي بلغت في الشهرين الماضيين 45 مليون و30 مليون دولار. وطلبت السلطة الفلسطينية من البلدان العربية تمديد بند المعونات المالية لكنها تخشى تأخر الرد العربي الى اجتماعات وزراء المال المقررة في 17 أيلول سبتمبر المقبل في الجزائر. وقال الوزير الفلسطيني ان وضع الخزانة العامة لا يحتمل التأخير وذكر ان المملكة العربية السعودية هي البلد العربي الوحيد الذي وافق حتى الآن على مبدأ تمديد بند المعونات المالية العربية.