هناك مثل انكليزي شائع يقول "لوم سوء الحظ على الطقس الرديء"، وهذا ما فعله الانكليز بعد فشل مواطنهم تيم هينمان في التأهل للمباراة النهائية لبطولة ويمبلدون ال 115 لكرة المضرب، بعد تأجيل حسم لقاءه مع البطل الحالي الكرواتي غوران ايفانيسيفيتش ليومين بسبب الامطار وسوء الاحوال الجوية، وبالتالي فقد فرصته وتقدمه في الاشواط والتقط الكرواتي انفاسه واستعاد نشاطه فبدد حلم راودهم 63 عاماً بوصول بريطاني الى نهائي ويمبلدون و65 عاماً لفوز احدهم باللقب. ولم تتوقف الخسائر بسبب الامطار على احراز اللقب وانما قدّر المسؤولون الخسائر المالية ب2،1 مليون جنيه نتيجة تأجيل المبارتين النهائيتين الرجال والسيدات الى يومي الاحد والاثنين بدلاً من السبت والاحد ما تعارض مع مشاغل الكثيرين ممن لم يستطيعوا البقاء يوماً اضافياً ما استوجب اعادة بطاقاتهم. وهي المرة الاولى التي تبدأ فيها المباراة النهائية للرجال بعد اكثر من اسبوعين على بدء البطولة علماً ان المباراة النهائية في عام 1988 بين السويدي ستيفان ايدبرغ والالماني بوريس بيكر انتهت في ثالث يوم اثنين من البطولة لكنها بدأت الاحد، وتوج السويدي بطلاً. وعلى رغم الخسائر المادية في اليوم الاخير، الا ان البطولة حققت رقماً قياسياً في عدد الحضور بلغ 476711 متفرجاً بزيادة 30 الفاً عن العام الماضي، ونحو 20 الفاً عن العام الذي سبقه وهو كان الاعلى في تاريخ البطولة. وسجل ايفانيسيفيتش نفسه ارقاماً قياسية عدة في هذه الدورة، وصاد اكثر من عصفور بحجر واحد بعد فوزه على الاسترالي باتريك رافتر في لقاء نهائي اعتبر من "كلاسيكيات" ويمبلدون، فاصبح الكرواتي الاول الذي يحرز اللقب الانكليزي الكبير، واللاعب الاول الذي حضر ببطاقة دعوة وايلد كارد الذي يحقق هذا الانجاز، علماً انه كان غير البريطاني الوحيد الذي وجهت اليه الدعوة من 8 بطاقات خاصة لخوض المسابقة، واعاد انجازه هذا الى الاذهان ما حققه منتخب الدنمارك لكرة القدم عندما احرز بطولة امم اوروبا عام 1992 بعد مشاركته في اللحظة الاخيرة وببطاقة دعوة ايضاً لابعاد منتخب يوغوسلافيا، كما شابه انجاز المراهق الالماني بيكر في عام 1985 عندما احرز اللقب وهو في السابعة عشرة من عمره ولم يكن مصنفاً. كما ان الكرواتي بتصنيفه ال125 عند بداية البطولة اعتبر البطل الاقل تصنيفاً في تاريخ البطولات الاربع الكبرى، كما انه الاكثر انتظاراً لاحراز احدى بطولات الجائزة الكبرى لأنه حصد اول لقب له فيها بعد 48 محاولة، وهو سابع اللاعبين الذين يلعبون بيدهم اليسرى من بين الذين احرزوا لقب ويمبلدون، والاول منذ الاميركي جون ماكنرو عام 9841. وهذه كلها اسباب دعته الى ان يقول: "لن افاجأ اذا ايقظني احدهم واخبرني انني لم افز، وهذا كله حلم"، معبراً عن دهشته التي اختفت حين تلقى شيكاً بمبلغ نصف مليون جنيه قيمة الجائزة الاولى. في المقابل، فان ارقاماً قياسية كانت ستسجل لولا سقوط حامل اللقب الاميركي بيت سامبراس امام خروجه على يدي السويسري الصاعد روجر فيدرر من الدور الرابع. وكان سامبراس يأمل بمعادلة عدد مرات الفوز المتتالية وهي خمس وحققها السويدي بيورن بورغ، واحراز اللقب للمرة الثامنة في تسع سنوات. وبخروج مواطنه اندريه اغاسي من نصف النهائي توقف عدد الالقاب التي احرزها اميركيون في ويمبلدون عند 33 لقباً وهو يبقى الاعلى، يليه البريطانيون 32، ثم الاستراليون 20. وتكرر مشهد العام الماضي باعتلاء الاميركية فينوس وليامس منصة التتويج للمرة الثانية على التوالي، وحصلت على مبلغ 462550 جنيهاً جائزة المركز الاول. ووصف النقاد والمتابعون فوزها بالسهل كونها لم تخسر سوى شوطين في طريقها الى اللقب. لكن مفاجآت هذه الفئة بدأت في اليوم الاول بخروج المصنفة الاولى السويسرية مارتينا هينغيس على يدي المغمورة الاسبانية فيرجينيا روانو باسكوال المصنفة في المركز ال38، وهي خرجت بدورها من الدور الثاني ما زاد من وطأة هزيمة هينغيس، كما ان تأهل البلجيكية جوستين هينان 19 عاماً الى المباراة النهائية كانت مفاجأة بحد ذاتها واصبحت اول من يصل الى نهائي ويمبلدون من بلدها، واختيرت افضل لاعبة صاعدة بفضل ضرباتها الخلفية التي ميزتها عن زميلاتها. ووصفت الموقعة بين الاميركيتين جينفر كابرياتي بطلة رولان غاروس الفرنسية وملبورن الاسترالية هذا العام، مع سيرينا ويليامز في ربع النهائي بالاكثر تشويقاً والتي حسمتها كابرياتي 6-7 و7-5 و6-3، لكنها فشلت في تكرار انجاز الالمانية شتيفي غراف التي احرزت كل البطولات الاربع الكبرى في عام 1988. وارتفع عدد القاب ويمبلدون التي احرزتها اميركيات الى 46 لقباً، وهو العدد الاعلى، ثم البريطانيات ب29 لقباً، فالالمانيات ب8 القاب.