أكد مكتب مفوضية شؤون اللاجئين التابع للأمم المتحدة في سكوبيا، انه تم تسجيل أكثر من 60 ألف نازح ومتشرّد في لوائح المفوضية في مقدونيا، منذ بدء عمليات الحركة المسلحة الألبانية في شباط فبراير الماضي. وأعلن مدير المكتب أمين عوض سوادني الجنسية الذي يشرف ايضاً على أعمال مكاتب المفوضية الأخرى في البلقان، ان عدد اللاجئين المسجلين في لوائح المكتب بلغ 67 ألفاً وهم موزعون على: 38 ألفاً في كوسوفو، و4 آلاف في جنوب صربيا، و25 ألفاً داخل مقدونيا، وأنهم ينتمون الى الأعراق الألبانية والمقدونية والصربية والتركية والغجرية. ونفى وجود أي إحصاء منفصل لكل عرق، "لأن المفوضية تكتفي بتدوين الأسماء ومناطق النزوح والدولة التي ينتمون إليها". وأشار الى ان مهمة مكتب المفوضية تنحصر في اعداد المأوى والفراش وأدوات المطبخ، في حين يتم التعاون مع هيئات دولية اخرى مثل منظمة الغذاء ولجنة الصليب الأحمر لتوفير المواد الغذائية والطبية والاسعافات الصحية. وأضاف عوض، ان المكتب يتعاون ايضاً مع الدوائر الحكومية والمنظمات الانسانية المحلية لزيارة النازحين في المناطق التي توجد فيها صعوبات امنية، وحل مشكلاتهم وإعادتهم الى ديارهم عند توافر الظروف الملائمة. وقال مدير مكتب مفوضية شؤون اللاجئين في سكوبيا: "ان المشكلة الرئيسة التي نعانيها، نحن وكل منظمات الاغاثة، أمنية في غالبيتها، وعلى رغم ذلك استطعنا تجاوزها، وقدمنا خلالها مساعدات مهمة للسكان المحاصرين، سواء بنقل الراغبين منهم الى خارج تلك المناطق أو توفير بعض المساعدات الضرورية للذين آثروا البقاء هناك". وأكد ان المكتب مضطر في صورة دائمة الى الطلب من المفوضية العليا تزويده بأموال اضافية، اذ ان مكاتب المفوضية ليس لها موازنات خاصة، وتلبى كل حاجة على حدة، طبقاً لنسبة عدد النازحين وظروفهم. وأكد ان "ما حصل في مقدونيا من نزوح فاق كل التوقعات". وتوقع عوض ان تستمر مهمات المفوضية في مقدونيا لفترة طويلة بعد انتهاء القتال، لأن غالبية النازحين يرغبون في العودة الى ديارهم، "ما يتطلب اعداداً خاصاً، تجنباً لمشكلات مستقبلية، سواء بالنسبة الى العائدين او الى المفوضية، خصوصاً في ما يتعلق بجعل منازلهم تصلح للسكن". وقال: "لست متفائلاً ان العودة ستتم خلال شهور. بسبب صعوبة الوضع الامني، وعدم إكتمال متطلبات العودة، على رغم وعود الحكومة المقدونية بالمساعدة، وتعهد منظمات وهيئات دولية المساهمة في تلبية احتياجات العودة، ومنها الاتحاد الأوروبي الذي وعد بتقديم مليونين ونصف المليون دولار". وأشار عوض الى انه تم افتتاح مكتب للمفوضية في مقدونيا عام 1993، لمساعدة اللاجئين الذين وصلوا من البوسنة في ذلك الوقت، في حين تولى هو ادارة المكتب عام 1999 مع اندلاع احداث كوسوفو. وعن النازحين في المناطق البلقانية الأخرى، أفاد عن وجود 125 ألف لاجئ مسجل من كوسوفو في صربيا، واعتبر ان من الصعب اعطاء ارقام عن الذين لا يزالون لاجئين ومشردين من سكان البوسنة، بسبب تشعب توزعهم، والتغييرات المستمرة الحاصلة في عددهم. وأوضح ان مكتب المفوضية في مقدونيا، لا يقدم المساعدات للاجئين الذين يأتون من خارج منطقة البلقان، لأن الوضع الأمني الراهن يسبب محاذير كثيرة لا تسمح بذلك.