تبدي مصادر رسمية هندية تفاؤلاً بنجاح القمة الثنائية التي ستجمع الأحد والاثنين المقبلين، رئيس الوزراء الهندي آتال فاجباييه والرئيس الباكستاني برويز مشرف الذي سيبدأ زيارة رسمية للهند السبت المقبل يرافقه فيها وفد ضخم يضم 63 مسؤولاً. وشهدت الأيام الأخيرة جملة تحركات ومبادرات في كلا البلدين صبت في إطار الإعداد للقمة، التي ستركز اساساً على البحث في حل النزاع الكشميري الذي تسبب بحربين بين الدولتين خلال نصف قرن. وقالت المصادر الهندية ان فاجباييه الذي أعلن الأسبوع الماضي دفعتين من الإجراءات الهادفة الى إظهار حسن نية بلاده حيال باكستان، ومنها اطلاق السجناء المدنيين الباكستانيين وتقديم منح الى طلاب إسلام اباد، سيعلن في اليومين المقبلين مزيداً من اجراءات حسن النية هذه. ولفتت الأنظار تصريحات وزير النفط الباكستاني عثمان امين الدين الذي أعلن أول من امس ان الأعمال التحضيرية لمشروع حل أنابيب الغاز الإيراني - الهندي عبر باكستان أُنجزت، مؤكداً ان باكستان قدمت ضمانات عبر ايران للهند انها ستتولى حماية الخط وضمان سلامته. واعتبر هذا التصريح اكثر بادرة علنية دلالة، تقدم عليها إسلام اباد لإثبات حسن نيتها حيال نيودلهي، علاوة على القرار الذي اتخذه الجنرال مشرف قبل ايام بوقف التدريب العسكري في المدارس الدينية. وهي خطوة رأت فيها الحكومة الهندية بادرة تعكس تغيراً في الموقف الباكستاني الرسمي وطبيعة العلاقة بين المؤسسة العسكرية والجماعات الدينية. وشهدت أروقة الخارجية ورئاسة الوزراء في نيودلهي جدلاً في شأن الموقف من قرار الرئيس الباكستاني دعوة مسؤولي تنظيم "حريات" الكشميري الانفصالي الى حفلة شاي في دار المفوضية الباكستانية في العاصمة الهندية، على رغم طلب الهند رسمياً إلغاء اي لقاء بين الجانبين خلال الزيارة. وفضلت هيئات رسمية التعامل مع الموضوع بروية، والتخفيف من اهمية هذا اللقاء ذي الدلالات الرمزية الكبيرة، باعتبار ان لقاء مشرف مع الزعماء الكشميريين سيعطيه هامش مناورة أوسع خلال المرحلة المقبلة، إذا ما تم التوصل الى اتفاق على الخطوات اللازمة لحل النزاع الكشميري. وواصل رئيس الوزراء فاجباييه لقاء زعماء الأحزاب والعائلات السياسية في الهند للحصول على دعمهم في شأن الموقف الذي سيلتزمه في مفاوضات سلام سيعقدها مع الرئيس الباكستاني. ولفتت الأنظار تصريحات مسؤولين في الخارجية الهندية قللوا فيها من اهمية الانتقادات الباكستانية لسجل الهند في مجال حقوق الإنسان في كشمير، وبروز حملات إعلامية مناهضة لنيودلهي على رغم تعهد الرئيس مشرف وقف شن مثل هذه الحملات. واكتفت مصادر الخارجية الهندية باعتبار هذه الهجمات الإعلامية محاولة لإرضاء الرأي العام الداخلي. ويؤمن المسؤولون الهنود أن الرئيس مشرف سيواجه صعوبات في إقناع كل الفصائل الكشميرية بتقديم تنازلات، في ظل إصرار قادة هذه التنظيمات على أن وضع الجيش الهندي في كشمير بات ضعيفاً خلال السنتين الماضيتين على الصعيدين الميداني والمعنوي، وأن تقديم اي تنازل الآن يعني خسارة غير مبررة. وفي إسلام اباد عقد مشرف اجتماعات مع مسؤولين حزبيين وأمنيين وقادة الجيش وصناع الرأي العام للحصول على دعمهم. وينتظر ان يعقد بعد غد اجتماعاً مع مجلس الأمن القومي الذي شكله قبل اسبوع لمراجعة ترتيبات الزيارة.