قصة: حسن العبدالله رسوم: علي شمس الدين كان المطر غزيراً جداً، وكانت الكلاب تركض تحت المطر باحثة عن مكان تختبئ فيه. ومرت القطة... فركض نحوها الكلب الأسود وسألها: - الى أين؟ قالت القطة: انا ذاهبة الى قرب المدفأة. قال الكلب الأسود: قفي... سأذهب معك. ترك الكلب الأسود رفاقه وتبع القطة وهو يقول: - أنا سأتدفأ والكلاب الأخرى ستبرد. وصلت القطة الى أحد المنازل وقرعت الباب ففتحوا وأدخلوها، أما الكلب فطردوه قائلين: - اذهب انت. لا مكان لك هنا. تعجب الكلب كيف سمحوا للقطة ومنعوه هو من الدخول وقال: - لا بأس. سأبحث عن بيتٍ آخر. ركض الكلب نحو أحد البيوت وقرع بابه. ففتح رجل الباب. وعندما رآه صاح به: - كلب؟ ماذا أتيت تفعل هنا؟ وأطبق الباب بوجهه بعنف. أحس الكلب الأسود بالخيبة وقال: لا بأس. سأُجرب البيت الثالث. وصل الى البيت الثالث وقرع الباب، فأجابه صوت من الداخل: من الذي يقرع الباب؟ قال الكلب: انا الكلب. افتحوا لي، أريد ان احتمي من المطر وأتدفأ. قال أصحاب البيت: اذهب من هنا. هذا المكان ليس مكانك. نظر الكلب حوله فرأى بيتاً مبنياً من الطين فقال: - هذا هو البيت الذي سيستقبلني. وذهب اليه وقرع بابه فأطلت امرأة عجوز من النافذة وعندما رأته ذهبت وفتحت الباب فدخل الكلب مسرعاً لكن العجوز نظرت اليه وقالت: - ماذا؟ كلب؟! ظننتك هرة... ثم تناولت العصا، ولوحت بها في وجهه، فهرب مذعوراً. راح الكلب ينتقل من بيت الى آخر من دون ان يسمح له أحد بالدخول، وظل كذلك حتى بلغ ضاحية القرية وهناك وجد بيتاً مهجوراً من دون أبواب فقال: - حسناً. هذا البيت بلا أبواب. وسأدخل اليه من دون أن أستأذن أحداً. ركض الكلب الأسود نحو البيت. قفز العتبة. ثم وثبت الى الداخل فماذا وجد؟ وجد أصحابه جميعاً هناك. فاندس بينهم وهو يقول: - لقد ضجرت من القعود قرب المدفأة فأتيت الى هنا. كان جسمه شبيهاً بخرقة مبلولة بالماء، وكانت أسنانه تصطك من شدة البرد. عرف رفاقه أنه يكذب فبدأوا بالضحك. ثم ضحك هو. ثم لم تمض برهة حتى امتلأ البيت المهجور بقهقهة الكلاب النابحة. دار الملتقى للطباعة والنشر