ان ما تشهده الرياضة العالمية من فساد ورشاوى ومؤامرات، امور تنبئ بسلب المتعة الحقيقية من كرة القدم تحديداً ومن الرياضة عموماً. ولعل ما شهدته اللجنة الاولمبية الدولية من فضائح ورشاوى طاولت الكثير من اعضائها وأودت بهم الى خارج اكبر تنظيم رياضي في العالم، والاتهامات التي توجه حالياً لرئيس الاتحاد الدولي عقب الغاء بطولة كأس العالم للاندية خير دليل. اضف الى ذلك ما تشهده بعض الاتحادات القارية وفي العاب مختلفة والتي بدأت رائحة الفساد والتعفن تخرج منها عبر قراراتها الغريبة التي تؤكد ان هناك بعض الأمور تدار في الخفاء واموالاً تدفع وجيوباً تنتفخ وشعوباً وجماهير تدفع ثمن ما يجنيه بعض الاعضاء من اجل اهداف لا تخدم المصلحة الرياضية ولا الاتحادات التي يمثلها، للأسف، هؤلاء الاعضاء. كل هذا من شأنه ان يسلبنا المتعة الحقيقية للرياضة ولكرة القدم ولمختلف الالعاب الاخرى هذا اذا ما علمنا الحيز الذي تشغله الرياضة لدى غالبية شعوب العالم والاهتمام الكبير بها. والامل ان نجد صحوة وانتفاضة في المجال الرياضي تعيد للاجهزة الرياضية مكانتها وتبعدها من جميع الشبهات وتحافظ على الرياضة التي احبتها الشعوب وعشقتها. تعقيب سعدت جداً بردود الافعال المتعددة على مقالي الذي طرحته في "الحياة" والمتعلق بتخبط الاتحاد الآسيوي حول توزيع المنتخبات الآسيوية المتأهلة للدور النهائي لقارة آسيا وبتعقيب الزميل عصام سالم رئيس القسم الرياضي بجريدة الاتحاد الظبيانية. ومصدر سعادتي ان التفاعل جاء من قلم رياضي معروف في المنطقة وله كتابات قيمة في هذا المجال، لكن الزميل عصام سالم تفاعل مع المقال الذي ذكرته من جهة واحدة، واعتبر ان المقال موجه للاماراتيين وليس للآسيويين. ولعلم الزميل العزيز انني من اشد المعجبين بالدوري الاماراتي وهذا ما ذكرته في مقالي وسبق لي ان قلت في قناة الجزيرة ان مستقبل الكرة العربية سيكون في الامارات نظير الاهتمام الكبير الذي تجده من المسؤولين والدعم الكبير للاندية وللتغطية الاعلامية المميزة ولوجود عدد من الاجانب الذين اضفوا على الدوري نكهة جيدة، وما نتمناه ان ينعكس تطور الدوري المحلي على مستوى المنتخب الذي لم يقدم ما يرضي جماهيره حتى الآن ، كما انني اتمنى ومن كل اعماقي ان يتأهل احد منتخباتنا العربية عن المجموعة الثانية وألاّ يصب ما حدث في مصلحة الصين التي اجزم بأن تأهلها هو غاية الاتحاد الآسيوي الذي يحارب دول الغرب بكل وضوح، اضافة الى ان امنياتي بتأهل احد الدول العربية من تلك المجموعة لا يجعلني اخالف الواقع والحقيقة امام القراء الاعزاء واشيد بترؤس الامارات للمجموعة الثانية على حساب المنتخب الايراني القوي الذي سيصطدم مع السعودية وسيشكل عقبة امامها على رغم الحظوظ السعودية والتفوق في الكثير من المناسبات. ولا اخشى من الاعتراف بذلك لأنها حقيقة، كذلك اغفل الزميل بعض الجوانب التي قد تكون خفيت عليه ومنها: - مقالي لم يرتكز على رفض الامارات بل انني وصفت ما فعله الاتحاد الآسيوي من تخبط واضح وتغيير سريع في اتخاذ القرارات وهذا ما تم خلال اقل من 6 ساعات. - وعندما طالبت بوضع ايران على رأس مجموعة فقد اعتمدت حقائق ومعطيات كانت تصب كلها في مصلحة المنتخب الايراني، وكنت ادعو في ذلك الى مصلحة الكرة الآسيوية واذا كان هناك من هو اجدر وافضل من السعودية وايران فليتفوق عليهم من خلال التصفيات لكي تمثل آسيا با فضل منتخباتها في المونديال. - واخيراً الا يتفق معي الزميل عصام على ان الاتحاد الآسيوي برئيسه وأمينه العام ولجانه ليس جديراً بتمثيل القارة الآسيوية وتمثيلها في الاجتماعات الدولية والتحدث باسم القارة الاكبر في العالم. وهذا ما دعا الامير سلطان بن فهد الى المطالبة بحل الاتحاد الحالي بعد عشر سنوات من التخبط، وهو ما سبقه اليه الشيخ سعيد بن زايد الذي وصف الاتحاد ب"الهش" الذي يقبل الضغوط.