نام السعوديون والايرانيون ليلة الجمعة على قرار الاتحاد الدولي القاضي بضرورة توزيع المنتخبات الآسيوية في تصفيات كأس العالم بحسب تصنيف الاتحاد الدولي الذي تتصدره السعودية ومن ثم ايران بناءً على الفرق المتأهلة للتصفيات النهائية وهو ما يفرضه العقل والمنطق. ولكنهم استيقظوا ليجدوا ان ما خطط له البعض قد حدث... وان المهزلة الكبرى قد وقعت... وان الاتحاد الآسيوي "الفاشل" واصل تخبطاته التي تخدم مصالحه الخاصة، والا من يمكنه ان يقنعني ان يكون المنتخب الايراني لا يستحق ان يكون على رأس المجموعة الثانية؟ اي اننا قد نخسر في آسيا احد اقوى فريقين في آسيا بعدم وصوله الى نهائيات كأس العالم من اجل اعطاء فرصة اكبر لوصول الامارات او الصين او قطر! وهنا لن اتحدث عن دور القطري محمد بن همام الذي يحاول ان يلبس عباءة المثالية التي يظهر انها لم تكن معه هذه المرة، ولا عن دورمواطنه محمد المحشادي او الاماراتي يوسف السركال ومن خلفهم الحبايب المطيعين اللبناني رهيف علامة والسوري فاروق بوظو ومن ثم آفة آسيا الكبرى بيتر فيلابان. بل سأتحدث عن المقارنة بين ايران التي استبعدها الآسيويون من رئاسة احدى المجموعتين والتي اعطيت للامارات لاهداف يعلمها الغالبية ولاهداف لا تخدم الكرة الآسيوية ولا تقدمها ولا تشرف آسيا بأفضل منتخباتها في كأس العالم والتي يطالب بها الآسيويون بزيادة المقاعد. فايران التي يلعب معظم نجومها امثال علي دائي ومهدي مهدابيكيا وخوداد عزيزي وكريمي وغيرهم من المحترفين في الخارج، والتي يشارك بعض نجومها في اوروبا حققت كأس آسيا ثلاث مرات كأول فريق يحقق هذا الانجاز اذا ما استثنينا كوريا الجنوبية، اضافة الى تأهلها الى كأسي العالم عامي 1978 و9819 اي انها تواجدت ايضاً في آخر كأس عالم، وهي ايضاً وصلت الى هذه النهائيات بكل يسر وسهولة. اما الامارات والتي تشهد تطوراً واهتماماً ملحوظاً من قبل المسؤولين عن الرياضة فيها والتي اتضحت من خلال الدوري الاماراتي الذي بدأ يأخذ موقعاً جيداً... فهي لم تحقق كأس آسيا مطلقاً في تاريخها وانجازها البارز الوحيد هو تأهلها الى كأس العالم 1990 في ايطاليا... زد على ذلك انها وصلت الى هذه النهائيات بصعوبة بالغة وبعد منافسة شديدة اطاحت بمدربها هنري ميشيل عندما خسرت من الهند واليمن. وعندما نتحدث بالعقل والمنطق فاننا نجد ان المقارنة ظالمة وفاضحة وان جميع اعذار الآسيويين بالية وان هذا الاتحاد يؤكد عدم مبالاته بقرارات الفيفا او بتطور الكرة في القارة او بأحقية بعض الفرق وانه يضرب عرض الحائط بالدول المشاركة وبالجماهير وان البعض في هذا الاتحاد لا يهتم الا بمصالحه الخاصة فقط! عموماً قد تكون تخبطات الاتحاد الآسيوي الكثيرة بسبب انه يتولى رئاسته وامانته اثنان من اكثر دول آسيا تخلفاً في كرة القدم وهي ماليزيا، اضافة الى الاعضاء الذين لم يبرهنوا على قدراتهم لخدمة الكرة الآسيوية بشكل ايجابي، ولم يقدموا ما هو متوقع منهم سوى محاباتهم لهذا الاتحاد من اجل الوصول الى الاتحاد الدولي الذي هو هدفهم الاول، الفرصة مؤاتية لتغيير الاتحاد الذي اكل عليه الهر وشرب بسبب قرب الانتخابات.