تصاعدت في الخرطوم امس حملة التعبئة العامة والاستنفار، وتدافع العاملون في الدولة بسياراتهم وعلى حافلات تحمل لافتات تدعو الى التوجه الى مناطق العمليات ل"ردع حملة حركة التمرد" في منطقة بحر الغزال. ودعا اتحاد عمال السودان جميع موظفي الدولة الى لقاء في باحة القصر الرئاسي، خاطبه الرئيس عمر البشير، الذي حض الحضور على الانضمام الى مراكز التدريب، والإعداد لحملة عسكرية "للقضاء على جيوب التمرد، وتلقين المتمردين" بزعامة جون قرنق "درساً لن ينسوه". الى ذلك، أعلن الناطق باسم القوات المسلحة الفريق محمد بشير سليمان ان الجيش "تصدى لهجوم من التمرد مسنود بدعم جوي أجنبي على مدينة راجا في بحر الغزال بهدف الاستيلاء علىها تمهيداً للهجوم على واو" ثاني كبرى مدن الجنوب و"التسلل الى مناطق انتاج النفط وفصل جنوب السودان". وقال سليمان في بيان صحافي ان الهجوم على راجا "نفذته مجموعة من أبناء قبيلة الزاندي تحت تأثير المنشطات بقصد إبادة هذه القبيلة في اطار التصفيات القبلية التي تمارسها قيادة حركة التمرد"، وزاد ان "جهات أجنبية معروفة لدينا دعمت الخوارج جواً واستخدمت الطائرات في الدعم وقدمت كل المعونة في المعركة امداداً وإخلاء واستطلاعاً". واكد ان "القوات المسلحة اعدت العدة لحسم المعركة، ولن نسمح بالعبث بمكتسباتنا الغالية، وبترول السودان الذي ينتظره الشيوخ للعلاج والاطفال للتعليم والنساء للتنمية". على صعيد آخر، سمحت السلطات السودانية للمرة الأولى أمس لمسؤول كبير في حزب المؤتمر الوطني الشعبي المعارض بزيارة زعيم الحزب الدكتور حسن الترابي الذي يخضع للإقامة الجبرية منذ نقله من سجن كوبر الاسبوع الماضي. وقال مسؤول الحزب في الخرطوم ياسين عمر الإمام الذي يعتبر أول مسؤول في الحزب يلتقي الترابي منذ اعتقاله في 22 شباط فبراير الماضي، إثر توقيع حزبه مذكرة تفاهم مع "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بقيادة العقيد جون قرنق، انه وجد الزعيم الاسلامي في صحة جيدة. وأوضح الإمام ل"الحياة" ان الترابي يطالب بتقديمه الى محاكمة أو إخلاء سبيله، لكنه توقع ان يظل الترابي رهن الاعتقال خصوصاً بعد تمديد حال الطوارئ. وأوضح ان "الحكومة تعلم انه لم يرتكب مخالفة قانونية تستوجب محاكمته". وكانت محكمة الاستئناف رفضت طلباً من النيابة لتمديد اعتقال الترابي وأمرت ببدء المحاكمة بحلول الثلثاء المقبل. وشكا الإمام من تعقيد الاجراءات الخاصة بحصوله على إذن بالمقابلة، مشيراً الى انه تقدم بطلبه الى النيابة التي أحالته على وزير العدل الذي أحاله بدوره على وزير الدولة للعدل، ثم أحيل على وكيل الوزارة الذي وافق على الزيارة. وقال ان رئيس فريق حراس الترابي حدد مدة الزيارة بنصف ساعة في حضور أحد رجال الأمن.