ظهر انشقاق جديد في احد جناحي "الحزب الشيوعي" السوري لاسباب "تنظيمية وليست فكرية" في ضوء نتائج المؤتمر التاسع لجناح وصال فرحة-بكداش في ايلول سبتمبر الماضي. واصدر "المنشقون" جريدة علنية باسم "قاسيون" لتضاف الى جريدتي "صوت الشعب" الناطقة باسم جناح بكداش و"النور" الناطقة باسم جناح يوسف فيصل الذي اعلن انشقاقه عن الجناح الاول في العام 1986. و"قاسيون" هي النشرة الداخلية للحزب لمنطقة دمشق، لكن الدكتور قدري جميل وزملاءه قرروا اصدارها علنا لتكون الناطقة باسمهم. وكتبت في عددها الاخير :"ان اللجنة المنطقية للحزب في دمشق المنعقد في 18 الشهر الماضي بحثت في اجتماع ما سمي بالمؤتمر المنطقي الانتخابي لمنظمة دمشق الذي هو استمرار لسلوك القيادة الحالية للحزب التصفوي والتنكيلي-التكتلي، اذ انها تجاوزت الشرعية والمنظمات الحزبية". قالت مصادر الحزب ل"الحياة" :"بعد خروج اعضاء المكتب السياسي الدكتور جميل ومحمود نصري والمرشحين علي حمادة وعبد العزيز عمرو في مؤتمر الحزب التاسع، لاحظت القيادة ان اعضاء منطقية دمشق يتبعون للمنشقين، لذلك عملت على انعقاد مؤتمر منطقي جديد". وزادت :"ان ذلك ادى الى شرخ عمودي في الحزب". وتساءلت الصحيفة :"لمصلحة من يتم استبعاد العشرات من الكوادر الذين خبرهم الحزب وعرف مواصفاتهم الشخصية والحزبية والذين يتميزون بالتفاني في خدمة الوطن والحزب؟"، مؤكدة انها ستسير على "خط المؤسس بكداش ضد نهج الاستزلام". لكن مصدرا في جناح بكداش قال ل"الحياة":"انهم يحاربون ابن بكداش ويقولون انهم بكداشيون" في اشارة الى الدور القيادي الذي يقوم به الدكتور عمار بكداش في المكتب السياسي منذ تسلم السيدة وصال زعامة الحزب خلفا لزوجها قبل بضع سنوات. وزاد المصدر ان الانتخابات التي ادت الى اختيار 11 عضوا جديدا في المكتب السياسي وخروج الدكتور جميل "جرت في منتهى الديموقراطية وحضور الصحافة والمراقبين الاجانب...اي لا ديموقراطية اكثر من ذلك"، مشيرا الى ان ما يقوم به المنشقون هو "جنون العظمة".