لندن، طوكيو - "الحياة"، رويترز - انعكست نتائج الانتخابات العامة البريطانية وفوز حزب العمال بفترة حكم ثانية سلباً على الجنيه الاسترليني، الذي تراجع الى ادنى مستوى سعري مقابل الدولار منذ 15 عاماً لكن مؤشر "فاينانشال تايمز" الذي يقيس اداء الشركات المئة الاكبر تجاوز حاجز 5900 نقطة ويتجه الى تحطيم حاجز الستة آلاف. وساهم في تراجع قيمة الاسترليني نشر بيانات عن ان ناتج قطاع الصناعات التحويلية في بريطانيا سجل أسوأ انخفاض منذ نحو اربعة اعوام ما قدم صورة اقتصادية قاتمة عن المستقبل. واعلنت هيئة الاحصاء الوطنية ان الانتاج انخفض بنسبة 0.9 في المئة في نيسان ابريل عن الشهر السابق وهو أسوأ اداء منذ آب اغسطس عام 1997. وفي الاشهر الثلاثة الاخيرة انخفض الانتاج 1.11 في المئة عن الاشهر الثلاثة السابقة في أسوأ انخفاض منذ ايلول سبتمبر 1991 عندما كان القطاع يعاني من ركود شديد. وكان الاسترليني، الذي بدأ انخفاضه اول من امس في سوق نيويورك حيث حقق اقل من 1.39 دولار عند اقفال سوق القطع، تراجع في المعاملات التي جرت في طوكيو امس الخميس الى ادنى مستوياته منذ 15 عاما امام الدولار لليوم الثاني على التوالي مع اقتناع المستثمرين ان ايامه باتت معدودة كعملة مستقلة. وترى السوق انه مع فوز حزب العمال في الانتخابات العامة سيجري استفتاء قريب لاخذ رأي البريطانيين وموافقتهم على الانضمام الى العملة الاوروبية اليورو. وانخفض الاسترليني الى1.3877 دولار في طوكيو مقابل ارتفاع اليورو امام الاسترليني مسجلاً 60.82 بنس. لكن العملة الانكليزية عوضت بعض خسائرها في لندن وعاد سعرها الى التذبذب طوال اليوم فوق مستوى 1.391 دولار او ادنى من ذلك بقليل و60.78 بنس لليورو. ويرى المتعاملون ان اليورو لا تزال امامه فرصة للصعود امام الاسترليني اذ ان السوق واثقة من ان الحكومة البريطانية سترغب في ان ينضم الاسترليني الى اليورو عند مستوى منخفض. خفض الاسترليني وكان عدد من الصناعيين البريطانيين نادى بخفض العملة الانكليزية، قبل الانضمام الى اليورو، الى مستوى 2.70 مارك من مستواه الحالي البالغ 3.20 مارك. واثر انخفاض الاسترليني على العملات بشكل عام خصوصاً الين الذي هبط الى ادنى مستوياته في 15 اسبوعاً متجاوزا 167 يناً. وتراجع اليورو امام الين الى 101.53 ين من 101.84 ين اول من امس عند اغلاق التداول في نيويورك الاربعاء. وهبط اليورو امام الدولار الى 0.8466 من 0.8476 في نيويورك. وتأثر الدولار هبوطاً وحقق في اواخر التعاملات في طوكيو 119.92 ين متراجعاً من 120.16 ين اول من امس. وراوح سعر اليورو بين 0.8457 و0.846 دولار هبوطاً من 0.8535 و0.8537 دولار في التعاملات المتأخرة اول من امس. وقال متعاملون ان الدولار تعرض لضغوط بيع مع استئناف اليورو مسيرة التراجع في اعقاب ضعف الجنيه الاسترليني. وكانت سوق الاسهم في لندن شهدت ارتفاع قيمة الاسهم عند الفتح وبداية التعامل الخميس مع بدء التصويت في الانتخابات العامة. وانتعشت اسهم شركات الاتصالات لكن سهم شركة "هيز لخدمات الدعم الفني" انخفض بشدة بعدما حذرت من تراجع ارباحها. ومع بدء التصويت بلغ مؤشر فاينانشال تايمز حدود 5930.1 نقطة بارتفاع 28.6 نقطة 0.48 في المئة ليسترد خسائر اول من امس 21 نقطة. ويتحرك المؤشر الان صوب حاجز ستة الاف نقطة الذي واجهت السوق مقاومة قوية عنده في الاسابيع الاخيرة. وقال احد المتعاملين: "نعتقد ان السوق ستبقى هادئة حتى انتهاء الانتخابات بعدما اخذت في حساباتها فوز حزب العمال بولاية جديدة". وتعرضت اسهم شركات التبغ لضغوط كبيرة في لندن بعدما امرت محكمة اميركية شركة "فيليب موريس" بدفع اكثر من ثلاثة بلايين دولار تعويضات لمصاب بالسرطان. وانخفضت اسهم شركة "بريتيش اميريكان توباكو" 3.6 في المئة الى 523 بنساً للسهم في حين تراجعت اسهم "امبريال توباكو غروب" 1.3 في المئة الى 780 بنساً. الا ان شركات الاتصالات عوضت هذا التأثير السلبي. وواصل سهم "فودافون"، اكبر شركة للهاتف المحمول في العالم، الانتعاش بعد تراجعه اخيراً دون 170 بنساً وارتفع صباح امس 2.4 في المئة الى 180.5 بنس للسهم. كما ارتفع سهم "كيبل اند وايرلس" اثنين في المئة الى 469.5 بنس.