أعربت مصادر رسمية أردنية امس عن أملها بأن تتراجع بغداد عن تهديدها بوقف امدادات النفط الى الأردن، في حال طبق قراراً متوقعاً لمجلس الأمن يعدّل نظام العقوبات المفروضة على العراق. واكدت ان لدى العراق خلافات مع بعض أعضاء المجلس وليس مع الأردن الذي "يستبعد ان يقدم العراق على خطوة من هذا النوع تجاه المملكة". في الوقت ذاته اكد مسؤول اميركي ان ادارة الرئيس جورج بوش تواصل جهوداً سرية للتوصل الى صيغة تضمن تمويل صندوق لتعويض دول الجوار التي ستتضرر من سعي العراق الى "تدمير اقتصاداتها". وأشارت الى ان الأردن "اكثر قلقاً تجاه تراجع التبادل التجاري مع العراق"، في ضوء انخفاض نسبة الصادرات الأردنية التي لم تتعد 21 مليون دينار 30 مليون دولار في الربع الأول من هذه السنة، على رغم ان قيمة البروتوكول التجاري الموقع مع العراق لهذه السنة تصل الى 450 مليون دولار. وأوضحت ان العامين الماضيين اظهرا تراجعاً في حجم التبادل التجاري بين البلدين، فيما ارتفعت قيمة التبادل بين العراق ودول أخرى في المنطقة. الى ذلك، أكدت مصادر حكومية ان الأردن حصل على إذن من لجنة العقوبات لقيام طائرات تابعة للخطوط الجوية الملكية الأردنية برحلة "عارضة" الى بغداد، حطت في مطار صدام أول من امس وعلى متنها 180 شخصاً بينهم وزير الصناعة والتجارة الأردني واصف عازر. واكد عازر ان الأردن بدأ تسيير رحلات جوية الى العاصمة العراقية بمعدل رحلتين كل اسبوع. في لندن، أكد مسؤول أميركي رفيع المستوى أن ادارة بوش تأمل بتحقيق إجماع دولي لإقرار "العقوبات الذكية"، التي أشار إلى أنها لن تتطلب، في حال إقرارها، قيوداً سريعة يُطلب من دول الجوار التقيد بها. وبدا واضحاً من حديث المسؤول الأميركي راجع ص 3 أن العائق الكبير الذي ما زال يواجه واشنطن، في هذه المرحلة من المفاوضات على صيغة العقوبات الجديدة، يتمثل في اقناع دول الجوار، لا سيما الأردن، بالانضمام الى هذه العقوبات، في ظل تهديد العراق ب"تدمير اقتصادات هذه الدول"، بحسب المسؤول الاميركي. ويتجلى هذا العائق في عدم عثور الولاياتالمتحدة على وسيلة لتمويل صندوق مخصص لتعويض دول الجوار، التي ستتضرر من وقف العراق صادراته النفطية اليها، ومعاملاته التجارية معها. واعترف المسؤول بعدم امتلاك أي إجابة محددة في هذا الخصوص، لكنه قال ان جهوداً ديبلوماسية تبذل من وراء الستار، لن يجري كشفها لعدم الاضرار بها، مؤكداً ان واشنطن تدرس خطة لمساعدة الأردن فور تنفيذ العراق تهديداته.