أكد حكام كرة القدم العرب جدارتهم وتفوقهم في بطولة العالم الخامسة للقارات المقامة حالياً في اليابان وكوريا الجنوبية، فقررت لجنة الحكام المشرفة على المنافسات اختيار الحكم الاماراتي علي بو جسيم لادارة المباراة النهائية المقررة الاحد المقبل في يوكوهاما. وكذلك اختير المصري جمال الغندور لقيادة احد لقاءي الدور نصف النهائي المقرر اليوم في مدينة اولسان، والذي يجمع فرنسا بطلة العالم واوربا مع البرازيل وصيفة مونديال 1998 الاخير. وهي ليست المرة الاولى التي يشارك فيها الحكمان في مناسبات كبيرة، اذ سبق لبو جسيم ان قاد مباراة المركزين الثالث والرابع بين السويد وبلغاريا في نهائيات كأس العالم عام 1994 في الولاياتالمتحدة، وبات اول حكم عربي ينال هذا الشرف. وأظهر براعة في الادوار الاولى من مونديال 1998 في فرنسا، فأوكلت اليه ادارة اللقاء الذي جمع بين البرازيل وهولندا في الدور نصف النهائي. ورأى بو جسيم 42 عاماً ان تعيينه لادارة مباراة القمة في بطولة القارات، دليل ثابت إلى قدرة الحكام العرب على التفوق في المناسبات الكبيرة ورد بالغ على كل من يشكّك في امكاناتهم عربياً أو دولياً. اما الغندور 44 عاماً، فهو من أبرز الحكام على الصعيد الافريقي، وسبق له ان قاد مباريات مهمة أبرزها نهائي كأس الامم الافريقية بين جنوب أفريقيا وتونس عام 1996 في جوهانسبورغ... كما أدار مباراة المركزين الثالث والرابع في العام ذاته في اولمبياد اتلانتا، وايضاً لقاء البرازيل مع الدنمارك في الدور ربع النهائي من مونديال 1998. غابت الكرة العربية على صعيد المنتخبات من هذا المحفل العالمي للمرة الاولى هذا العام، لكن حكامها نجحوا في خطف الاضواء وأعادوا البسمة الى وجهها العبوس! وعموماً، تدخل البطولة اليوم مراحلها الحاسمة اذ تقام مباراتان في الدور نصف النهائي، وتجمع الاولى بين فرنساوالبرازيل في اولسان، والثانية بين اليابانواستراليا في يوكوهاما. وستمثل المباراة الاولى فرصة للبرازيليين للثأر لخسارتهم امام فرنسا في نهائي المونديال الاخير صفر - 3، لكن مهمتهم لن تكون سهلة ابداً اذ تغيب عن صفوفهم نخبة من أبرز اللاعبين المحترفين في اوروبا، كما تخلو تشكيلة المنتخب الذهبي من أي لاعب شارك في نهائي مونديال 1998. في المقابل، فإن "الديك" الفرنسي يعيش أحلى أيامه حالياً، وتصب كل الترشيحات في مصلحته... وهو يضم ستة لاعبين من الذين شاركوا في تحقيق الفوز "العالمي" الكبير على البرازيل. ويأمل الفرنسيون بأن يحققوا "ثلاثية" تاريخية لم يسبقهم إليها أحد بضمهم لقب القارات الى كأسي العالم واوروبا. والامر يبدو، على الورق طبعاً، كأنه في متناول ايديهم لكن المستطيل الاخضر سيكون الفيصل في تحديد المنتخب الصاعد الى المباراة النهائية. وتميل الكفة بوضوح إلى مصلحة اليابانيين عندما يلتقون استراليا في المباراة الثانية، لأنهم يدخلون اللقاء مدججين بأسلحة الارض والجمهور والتاريخ الأفضل. أما الاستراليون فاعتبروا ان مجرد الوصول الى الدور نصف النهائي هو إنجاز في حد ذاته وتشريف للكرة الاسترالية الحديثة العهد في المشاركات العالمية.