حلو كثيراً ان يشهد المونديال، أخيراً، المباراة الحلم التي تجمع في الدور النهائي بين منتخب الدولة صاحبة الضيافة فرنسا ومنتخب الدولة حاملة اللقب البرازيل... والأحلى من ذلك، من زاوية عربية، أن الذي سيقودها مساء بعد غد الاحد في ضاحية سان دوني هو الحكم المغربي سعيد بلقولة. وسيكون السعودي عبدالرحمن الزيد حكماً رابعاً. وهي المرة الاولى التي يحظى فيها حكم عربي بشرف قيادة المباراة النهائية، وأفضل ما حصل سابقاً كان إسناد مباراة المركزين الثالث والرابع الى الحكم الاماراتي على بو جسيم في مونديال 1994. وصدقت بالتوالي وعود عضو اللجنة الدولية للحكام العميد فاروق بوظو الذي صرح ل "الحياة" أول من أمس "هناك أمل بنسبة 70 أو 80 في المئة في تكليف بلقولة أو المصري جمال الغندور لأن الفرصة الذهبية سانحة". وفي اتصال جديد بالعميد بوظو، أوضح: "كانت هناك ثلاثة أسماء أمام اللجنة الدولية للحكام جميعها عربية هي بلقولة والغندور وبو جسيم، وقبل ان نبدأ المناقشات ذكر رئيس الاتحاد الدولي جواو هافيلانج الذي تنتهي ولايته مساء الاحد أن الانظار بقيت على مدى 24 عاماً من ولايته تتجه نحو حكام القارتين الاوروبية والاميركية الجنوبية، لكن ظهر منعطف في المونديال الفرنسي حيث تبين مدى ارتقاء مستوى الحكام العرب الآسيويين والافارقة ما يترجم بصدق مدى الجهد الذي يبذله العرب في هذا الميدان". وتابع بوظو: "أكدت لزملائي في لجنة التحكيم الدولية أن بلقولة والغندور وبوجسيم يتمتعون بالكفاءة وهم في أهمية متساوية عندي... وما رجح كفة بلقولة هو أنه لم يقد أي مباراة للبرازيل أو فرنسا في المونديال الحالي، في حين قاد الغندور مباراة البرازيل والدنمارك 3-2 وقاد بوجسيم الذي حصل على درجة عالية هي 5.9 نقطة مباراة الدور ربع النهائي بين فرنسا والباراغواي 1-صفر ثم البرازيل وهولندا في نصف النهائي 4-2 بركلات الترجيح علماً أنه لم يسبق لأي حكم أن قاد مباراة في نصف النهائي والمباراة النهائية. ويستحق بلقولة وساماً بالتأكيد على اختياره، ويستحق بوظو وساماً بدوره، بيد أن الاخير يقول: "جهدي متواضع قياساً الى الجهد الذي بذله حكامنا العرب لفرض انفسهم". وذكر بوظو أنه تلقى كرئيس للجنة الحكام العرب تهنئة من رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز نقلها اليه الامين العام للاتحاد عثمان السعد. وتحدثت "الحياة" أيضاً الى بلقولة، وهو من مواليد قرية تيفلت على بعد 50 كلم عن الرباط في 30 آب أغسطس 1956، فقال: "أنا من مواليد عام الاستقلال، مارست اللعبة في فريق وداد تيفلت وصرت رئيسه في سن التاسعة والعشرين وقدته الى دوري القسم الثاني، لكنني عشقت التحكيم منذ الصغر وعندي صور لمباريات لفرق الشباب قدتها وأنا في سن الرابعة عشرة". وأضاف بلقولة: "تعلمت الكثير مثل غيري من العرب من العميد بوظو وهو محاضر عالمي من مستوى رفيع في دورات صقل عديدة، تقنياً وفكرياً، واختياري هو حافز للاتحادات العربية لتعتني أكثر وأكثر بحكامها. أعمل مفتشاً في الجمارك في مدينة مكناس، تلقيت التهاني من مختلف وسائل الاعلام المغربية ومن الاتحاد المغربي لكرة القدم، وأهدي تسميتي لجميع العرب من دون استثناء وأخص بالاهداء بناتي الثلاث وابني محمد 14 عاماً الذي يقيمني باستمرار ويضع لي علامة عن كل مباراة أخوضها لولعه الشديد بالتحكيم". ... وغاب منتخب المغرب عن المونديال في نهاية الدور الاول ثم عاد اليه في المباراة النهائية في سابقة لن تتكرر في المدى المنظور.