هلسنكي، باريس - "الحياة"، -رويترز - صرح مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا امس بأن المجتمع الدولي سيكون قادراً على طرح مبادرة سلام في الشرق الاوسط خلال ايام اذا بقي الموقف هادئاً في المنطقة. وقال سولانا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الفنلندي اريك توميويا في العاصمة هلسنكي: "نحتاج الى اقرار الامن على الارض اذا أردنا التحرك الى الخطوة التالية. خلال بضعة ايام، خلال يومين او ثلاثة، اذا رأينا ان الموقف ظل هادئاً اعتقد بأن المجتمع الدولي عليه ان يطرح مبادرة على الاطراف حتى نتحرك الى المرحلة التالية". واضاف سولانا: "ما يجب علينا ان نفعله هو الحفاظ على الموقف الذي تحقق على الارض خلال الايام الاخيرة... ليستمر اليومين او الثلاثة المقبلة". وقال ان هناك "تحالفا قوياً" يضم عدداً من الدول يقف وراء خطة السلام التي وردت في تقرير لجنة تقصي الحقائق التي يرأسها السناتور الاميركي السابق جورج ميتشل، وانها يمكن ان تكون اساسا للمضي قدما في مبادرة السلام. ومضى قائلا: "فور تحقيق الاستقرار والهدوء على الارض اعتقد انه سيكون بامكاننا تحريك العملية السياسية قدما على المسار". وادلى سولانا بتصريحاته خلال زيارة لهلسنكي بعد اجتماعه مع المسؤولين الفنلنديين للاتفاق على ترتيبات عقد قمة غوتنبرج يومي 15 و16 حزيران يونيو والتي يقدم خلالها تقريرا عن سبل دعم الاتحاد للسلام في الشرق الاوسط. ويلتقي زعماء الاتحاد الاوروبي خلال قمة غوتنبرج مع الرئيس الاميركي جورج بوش. من جهة اخرى، يبدأ وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين اليوم الاربعاء زيارة مدتها يومان الى واشنطن حيث يلتقي نظيره الأميركي كولن باول ويجري معه محادثات تتناول القضايا الدولية الراهنة ومنها الوضع في الشرق الأوسط. وكان فيدرين وصف في حديث أدلى به الى احدى الاذاعات الفرنسية الوضع السائد بين الاسرائيليين والفلسطينيين بأنه "دوامة جهنمية تحمل الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي على التجابه في تصعيد لا نهاية له". وقال فيدرين انه "منذ أسابيع وربما منذ أشهر ونحن نحذر من مثل هذا الوضع وندعو لوقف العنف، وانه في ظل الظرف الحالي هناك مؤشران يثيران الأمل، الأول هو ضبط النفس الذي أبدته حكومة ارييل شارون الاسرائيلية، والثاني الاعلانات الواضحة والمفصلة الصادرة عن الرئيس ياسر عرفات حول مكافحة الارهاب". أضاف ان هذين المؤشرين جيدان و"لا يسعنا سوى تشجيع الطرفين على المضي على الخط نفسه، ومطالبة عرفات ببذل المزيد من الجهد في العمل على مواجهة الارهاب ومطالبة اسرائيل بالعدول عن ردها الانتقامي المعلن، والذي لن يؤدي إلا الى دفع الوضع نحو المزيد من الخطورة". وحذر من مخاطر الدعوات الاسرائيلية الهادفة الى اسقاط عرفات باعتباره المسؤول عن كل ما يحصل، وقال ان سقوطه "سيضعنا أمام الفراغ" الذي ليس في اطاره "سوى سياسة القمع واللجوء الى القوة الى ما لا نهاية". وقال انه ينبغي على الطرفين "السعي الى تحويل هذا النوع من الهدوء الهش الى ما هو أفضل أي وقف اطلاق نار حقيقي".