توجه مدير وكالة الاستخبارات الاميركية سي آي اي جورج تينيت، مساء امس، الى الشرق الاوسط في اطار الجهود الاميركية ل "وقف العنف" بين الفلسطينيين والاسرائيليين. ولم توضح المصادر الاميركية مدة الزيارة ولا برنامجها. وكان احتمال ارسال تينيت درس في اجتماع في البيت الابيض، اول من امس، ولم يتخذ قرار بسبب ابداء اسرائىل معارضتها للفكرة. ويعزز وصول مدير ال "سي آي إي" تينيت احتمالات ترؤسه اجتماعات امنية على مستوى عال بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وقال مصدر في الخارجية الاميركية ان التدخل الاميركي في المرحلة المقبلة سيركز على مساعدة الطرفين لتثبيت وقف النار واعداد جدول زمني لمرحلة "التبريد" والخطوات المطلوبة لتعزيز الثقة بين الطرفين. وكشف المصدر ان الاسرائيليين يريدون مرحلة "تبريد" للوضع تمتد على ثمانية اسابيع، مقابل اربعة اسابيع من الجانب الفلسطيني. واضاف ان السفير وليام بيرنز الموجود في المنطقة سيباشر محادثاته مع الفرقاء حين يتم اعتماد النقطة التي يبدأ بموجبها العد العكسي منذ تثبيت وقف النار قبل الشروع الى العمل من اجل وضع جدول زمني لخطوات تعزيز الثقة ومنها فك الحصار عن المناطق الفلسطينية الافراج عن الاموال للتخفيف من الضائقة الاقتصادية اضافة الى خطوات اخرى يتفق عليها الطرفان. ولم يستبعد المصدر ارسال تينيت الى المنطقة خلال ال 24 الساعة المقبلة. وكانت مصادر ديبلوماسية ابلغت "الحياة" ان الادارة الاميركية اجلت ارسال تينيت بطلب من اسرائيل التي اصرّت على "رؤية" الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات يتخذ تدابير امنية قبل وصول تينيت الى المنطقة. وشهدت الاراضي الفلسطينية واسرائيل امس نشاطاً ديبلوماسياً مكثفاً يهدف الى تثبيت وقف النار بين اسرائيل والفلسطينيين تمهيدا لتطبيق توصيات لجنة ميتشل. وشارك في ذلك النشاط المبعوث الاوروبي ميغيل انخيل موراتينوس والمبعوث الروسي الخاص اندريه فدوفين. وافادت مصادر امنية فلسطينية امس ان بعثة فنية اوروبية من الاتحاد الاوروبي بدأت، بموافقة فلسطينية اسرائيلية، بتفقد مناطق اطلاق النار في مدينة بيت جالا المطلة على مستوطنة غيلو الاسرائيلية. وقالت المصادر الفلسطينية "ان خبراء من السياسيين والعسكريين الاوروبيين وصلوا الى مدينة بيت جالا اليوم وهم جزء من خطة اوروبية للمساعدة على تنفيذ وقف اطلاق النار في المناطق الفلسطينية كافة. وان حوالي عشرة اشخاص تجولوا اليوم في سيارتين ترفعان علما للاتحاد الاوروبي". انان يدرس زيارة للمنطقة من جهة اخرى يدرس الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان امكان التوجه الى المنطقة قريباً للبناء على الفرصة المتاحة في وقف النار على الساحة الفلسطينية - الاسرائيلية بما يؤدي الى بدء تنفيذ توصيات "لجنة ميتشل" والعودة الى المفاوضات السياسية. ويرجح ان تتم الزيارة في غضون اسبوع اذا اتخذ انان القرار النهائي بالتوجه الى فلسطين واسرائيل ودول عربية حاملاً أفكاراً محددة لكيفية تحقيق النقلة من وقف النار الى اجراءات "بناء الثقة" التي اوصى بها تقرير ميتشل. وعادت فكرة ايجاد "ميكانيزم مراقبة" تنفيذ توصيات تقرير ميتشل الى الطروحات علماً بأنها تتطلب موافقة الطرفين عليها. وقالت مصادر في الأمانة العامة ان "نافذة الفرصة" المتاحة بوقف النار هي "عابرة"، ما يجعل "منطقياً" قيام انان بزيارة في اسرع وقت ممكن اذا تبين له ان مثل هذه الزيارة قد تسهم في توطيد وقف النار والانتقال الى بدء تنفيذ اجراءات "بناء الثقة". وكان الأمين العام ابلغ الى مجلس الأمن الاسبوع الماضي استعداده للذهاب الى المنطقة "في الوقت المناسب"، كما دعم فكرة انعقاد قمة لاحقة لأطراف شرم الشيخ - الولاياتالمتحدة والامم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومصر والأردن وفلسطين واسرائيل - تنضم اليها روسيا. وعلمت "الحياة" ان انعقاد مثل هذه القمة سابق لأوانه في هذا المنعطف "خصوصاً ان الأطراف العربية غير متأكدة من رغبتها فيه ما لم تكن متأكدة مسبقاً من نتائجه". لذلك تنحصر الفكرة بأن يقوم انان بمفرده بالزيارة أو في اطار الجهود الدولية، الأوروبية والاميركية، الرامية الى تعزيز فرص الاستفادة من وقف النار للخروج من الوضع الراهن المتدهور. مواجهات ورصاص اسرائيلي على تظاهرات وظل وقف النار مهدداً وهشاً امس لاسباب عدة من بينها موقف اسرائيل من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، واقدام القوات الاسرائيلية على اطلاق النار على الفلسطينيين في اماكن عدة، ونفي "حركة المقاومة الاسلامية" حماس" ان تكون وافقت على قبول وقف النار. وكانت الاذاعة الرسمية الاسرائيلية بثت امس ان اسرائيل لم توافق على انتقال عرفات من رام الله الى غزة على متن مروحيته. غير ان السلطات الفلسطينية والاسرائيلية نفت تقرير الاذاعة، واعلنت وزارة الدفاع الاسرائيلية في بيان انها لم تتلق اي طلب من عرفات في شأن تنقله على متن مروحية فوق الاراضي الاسرائيلية. وقال الامين العام لمجلس الوزراء الفلسطيني احمد عبد الرحمن ل"الحياة" ان "هناك ترتيبات خاصة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي بعيدة عن أي اعتبارات أمنية". وشدد على أن "أي مساس بهذه الترتيبات من جانب اسرائيل يمثل خطورة كبيرة على عملية السلام". وقال مسؤول فلسطيني لوكالة "فرانس برس" طالباً عدم ذكر اسمه: "لم نطلب اذناً بالطيران والرئيس عرفات ليس مسافراً الى اي جهة". واضاف: "ذلك يعني على الارجح انهم الاسرائيليون يحضرون لمنعه من السفر جوا". "حماس" تنفي ونفت "حركة المقاومة الاسلامية" حماس صباح امس بيانا كان وزع باسم "كتائب عزّ الدين القسّام"، جناحها العسكري، وعكس تأييد الحركة لقرار عرفات وقف النار. وفي حديث هاتفي ل"الحياة" مع الشيخ احمد ياسين قال انه "لا علم للحركة بمثل هذا البيان ونحن نؤكد استمرار المقاومة والانتفاضة، ويجب ان نشير الى ان الرئيس ياسر عرفات واقع تحت ضغوط دولية كبيرة وهو يحاول ان يرفع او يخفف هذه الضغوط، ولكننا كفصائل فلسطينية نؤكد استمرار المقاومة والانتفاضة". واطلقت قوات الاحتلال النار امس على تظاهرة فلسطينية في رام الله انطلقت بعد مسيرة في ذكرى الخامس من حزيران يونيو وأصاب الجنود الاسرائيليون خمسة فلسطينيين بجروح. وفي مدينة الخليل أصيب أربعة فلسطينيين في اشتباكات مع قوات الاحتلال، احدهم في حال مقلقة. وشهد الوضع الميداني تفجراً كاد يقود الى مواجهة شاملة حين اطلق جنود الاحتلال النار على حاجز للأمن الفلسطيني في مدخل بلدة حلحول قرب الخليل فأصابوا أحد أفراده وتوقف اطلاق النار بعد تدخل مستوى عسكري اسرائيلي أعلى.