ابدت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكرى لحركة حماس، وكتائب "شهداء الاقصي" التى ينتمي اعضاؤها لحركة "فتح"، امس استعدادها "لوقف العمليات الاستشهادية" مطالبة في المقابل اسرائيل ب "الكف عن الارهاب والانسحاب من الارض الفلسطينية". ورحبت الولاياتالمتحدة اليوم الاثنين ب "تراجع مستوى العنف الى حد ما" ودعت الفلسطينيين والاسرائيليين الى "بذل جهود اضافية" للتوصل الى وقف اطلاق نار فعلي. ووصف الناطق باسم الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر دعوة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الى وقف اطلاق النار بأنها "مشجعة"، وقال: "لقد لمسنا تراجعاً الى حد ما في مستوى العنف ... والهدف ان يبذل الرئيس عرفات والطرفان اقصى المستطاع من اجل خفض العنف". في غضون ذلك اعلن الرئيس الاسرائيلي موشي كاتساف ان اسرائيل "مستعدة لمنح" عرفات بضعة ايام لتنظيم اموره. واشار كاتساف الى انه يتعين على عرفات استخدام نفوذه وشعبيته "لوقف النار ووقف حمام الدم والا سيحدث مع الاسف تصعيد". واضاف: "نقول لعرفات انها نهاية المباراة. وهذا ليس دليل ضعف او تردد فان عزمنا لا يزال قوياً. وعلى ياسر عرفات ان يقرر: اذا كان زعيماً فهو يستطيع ان يكون شريكاً لنا، واذا لم يكن قادرا على السيطرة فهو لا يستطيع ان يكون شريكنا" معتبرًا مع ذلك ان الرئيس الفلسطيني "قادر على السيطرة على الوضع". وكاد وقف اطلاق النار "الهش" أن ينهار أمس باشتباك ساخن قرب رفح على الحدود الفلسطينية - المصرية. وجرح في الاشتباك بين قوات الاحتلال ورجال المقاومة امس 16 فلسطينيا بينهم اربعة جروحهم خطرة. واصيب جنديان اسرائيليان بجروح طفيفة. ونُقل عن مسؤول امني اسرائيلي رفيع الرتبة لم تكشف هويته: "ان إسرائيل خططت لضربة جوية كبيرة جداً وقاسية جداً وأتنبأ بأن وقف النار سينهار ليتم تنفيذ الخطة". وعقد امس اجتماع في البيت الابيض حضره نائب وزير الخارجية ريتشارد آرميتاج والمسؤول في الخارجية ريتشارد روث اضافة الى مستشارة الامن القومي كونوليزا رايس ومساعدي الرئيس في مجلس الامن القومي لشؤون الشرق الاوسط. وقال مصدر انه طُلب من السفير وليام بيرنز البقاء في عمان بانتظار تعليمات. وذكر المصدر ان ارسال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية جورج تينيت الى المنطقة هو بين الامور التي يجري البحث فيها. وفي نيويورك، اعتبر الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان ان "التطورات في المنطقة خلال فترة العطلة الاسبوعية كانت ايجابية جداً" في اشارة الى اعلان الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني وقف النار. وقال: "علينا ان نتأكد من التمسك بوقف النار، وان نتحرك باندفاع نحو تنفيذ خطة ميتشل" التي وضعت اقتراحات مفصلة تعيد الطرفين الى طاولة المفاوضات. وطلب انان "دعم جميع القادة"، معتبراً ان البدء بخفض العنف واعلان وقف النار "خطوة في الاتجاه الصحيح"، لكنه شدد على ضرورة "ان نعمل معاً لتحقيق السلام في المنطقة". وقال: "طالما القتال والنزاع مستمر في فلسطين، لا يمكننا التظاهر بأن المنطقة كلها في حال سلم. ولذلك فإن هذا من شأن الجميع. علينا جميعاً ان نعمل معاً لتهدئة الوضع في فلسطين". واشار الى ان مبعوثه الخاص تيري رود لارسن حضر الى نيويورك لاحاطته علماً بتفاصيل التطورات على الساحة. وقال: "انني أعمل عن كثب، ليس فقط مع مجلس الأمن، وانما مع قادة آخرين في المنطقة وخارجها". وذكر انه تحدث هاتفياً خلال العطلة الاسبوعية مع الرئيس المصري حسني مبارك. وقال الأمين العام لمجلس الوزراء أحمد عبدالرحمن ل"الحياة"، بعد اجتماعات متواصلة يشهدها مقر الرئيس الفلسطيني في رام الله، ان قرار وقف النار الذي اتخذه الفلسطينيون ساري المفعول، وان درجة الانضباط عالية جداً، وهو جاء "بضغط أوروبي ووساطات عربية". وتابع: "اننا نطالب بقوات دولية تراقب وقف النار وتتحقق منه من أجل أن يتبين العالم كذب الإسرائيليين، ونحن مستعدون للتعاون المطلق في هذا المجال، ومن الطبيعي أن يحل المراقبون الدوليون هؤلاء تدريجاً محل قوات الاحتلال". والتقى عرفات ممثلين عن فصائل عدة من بينها "فتح" و"حماس" والجبهتان "الشعبية" و"الديموقراطية"، استعرضت فيها التطورات الأخيرة وسبل منع الفتنة الداخلية. وأكد الرئيس الفلسطيني في الاجتماعات أن قرار وقف النار في مصلحة الشعب الفلسطيني.