رحيل المناضل الشهيد المجاهد فيصل الحسيني فاجعة كبرى للقضية الفلسطينية. فقد كان بطلاً وانساناً أعاد للقضية مجد أبيه، القائد العربي الشهيد عبدالقادر الحسيني، قائد القوات العربية في منطقة القدس، وقائد قرية القسطل، وفارس معركتها. وحين سقط السيد عبدالقادر في معركة القسطل شهيداً، ووري الثرى في ترابها الطاهر، حيّيّته بكلمة مفجوعة قلت فيها: "لقد استشهد هذا البطل العربي في ميدان يتأجج شوقاً وعزة وحمية للاستشهاد فيه كل عربي أشمّ، العرنين ذلك هو ميدان الشرف، والكرامة، والجهاد...". كما قلت فيها ×R.. إن الدم العربي الحر النبيل المهراق في ثرى فلسطين، لهو المداد العبق الذي سيسطر بالحق الصراح صك استقلال فلسطين العربية وحدة متماسكة قوية غير منفصلة ولا مجزأة يرفرف في ثراها العلم العربي الأغر...". وها هوذا ابنه الشهم يسير - وسار - على خطى أبيه المكافح، ويختتم كفاحه السياسي الضخم بأن تصعد روحه الطاهرة في ربوع بلد عربي أصيل هو الكويت العريق، دلالة وحدة عربية، ثم يوارى جثمانه في القدس الغالية بجوار أبيه. ولقد عرفت الفقيد شخصياً، وأنَست بحضوره، وكان ثالثنا الصديق والقريب المجاهد النبيل الدكتور نبيل شعث. وبعد، فالعزاء للرئيس الفلسطيني الصديق الزعيم ياسر عرفات، ولكل من أعرف شخصياً، ومن لا أعرف من أبطال فلسطين الأبرار، عزاء عربياً خالصاً من الأعماق. وبالأمس رثيت شعراً أبطال المقاومة المغتالين أبا يوسف، وعدوان، وناصر، الذين عطَّرت دماؤهم الزكية أرض بيروت. وسلاماً لأبطال العروبة، وأكباد فلسطين، فإن منهم من قضى نحبَهُ ومنهم من ينتظر وما بدَّلوا تبديلا. تُنسِّي الحرب كل فتى هواه ولا ينسى الكميُّ بها غرامَه زئير الليث يطرب مسمعيه وتشجيه برنتها الحمامة ووثبُ الخيل أقواس الأماني الى خطرٍ تعشَّقه ورامه! حسن عبدالله القرشي السفير وعضو مجمع اللغة العربية في القاهرة