سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الاسرائيليون يخرقون وقف النار ويعيدون إغلاق الطرق التي فتحوها . عرفات يجدد مطالبته بإرسال مراقبين دوليين وأنان يدعو الى الانتقال فوراً لتطبيق "تقرير ميتشل"
} جدد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات المطالبة بإرسال قوات دولية الى الأراضي الفلسطينية "للتأكد من الالتزام بوقف اطلاق النار"، وأكد في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان أهمية "البدء بتطبيق بنود تقرير ميتشل"، داعياً الى "دعوة سريعة للأطراف التي شاركت في قمة شرم الشيخ، متهماً الاسرائيليين بعدم الالتزام بوقف النار، وبحماية المستوطنين الذين يواصلون اعتداءاتهم. وأكد انان ان قرارات الأممالمتحدة الخاصة بالمسألة الفلسطينية، "ما زالت قائمة، معتبراً "تقرير ميتشل" معالجة لوضع طارئ". استقبلت اسرائيل الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان بإحكام حصارها وتصعيد اجراءاتها القمعية ضد الفلسطينيين بعد ان كانت قد زحزحت لعدة ساعات بعض قواتها وآلياتها العسكرية عشرات الامتار امس الاول، وشكل انتهاك الدولة العبرية للتفاهمات التي تم التوصل اليها أخيراً بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي بتدخل اميركي مباشر محور المباحثات التي تناولها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وأنا. في اجتماعهما الذي استمر نحو ساعتين من الزمن. وجدد عرفات مطالبته الأمين العام للامم المتحدة بوجود مراقبين دوليين في الاراضي الفلسطينية للتحقق من مدى التزام الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني بتطبيق اتفاق تينيت لوقف اطلاق النار وتوصيات لجنة ميتشل الدولية مستعرضا الانتهاكات الاسرائيلية بهذا الشأن في الساعات الاخيرة. وقال عرفات خلال مؤتمر صحافي مشترك مع أنان ان "الوضع صعب جدا وما زالت الامور كما هي على الارض خصوصاً اعتداءات المستوطنين التي زادت خطورتها"، موضحاً ان المستوطنيين استمروا في "حرق المزروعات واغتيال المسؤولين الفلسطينين منهم كبير الرهبان في القدس، والحركة بين الطرقات صعبة جدا ونقاط العبور الى الاردن ومصر والطرق مغلقة، وأعادوا اغلاق بعض الطرق الفرعية التي فتحوها". وقال: "للاسف فإن القوات الاسرائيلية لا تتبع الاوامر وتواصل اعتداءاتها على الفلسطينيين". واضاف "طلبنا وجود مراقبين دوليين حتى تستطيع الاممالمتحدة مراقبة ما يجري على الارض ولتتأكد ان الجانبين يطبقان التفاهمات" وأكد عرفات انه اوضح لأنان "أهمية البدء السريع في تنفيذ توصيات ميتشل كرزمة واحدة مترابطة وليس شقها الامني فقط، بالاضافة الى الاعداد لدعوة سريعة للاطراف التي شاركت في قمة شرم الشيخ في المستوى الذي يراه أنان مناسبا.. وامل ان يشارك الراعي الثاني لعملية السلام روسيا في هذا الاجتماع". وجدد عرفات التزام السلطة الفلسطينية "التنفيذ الفعلي لما اتفقنا عليه من وقف لاطلاق النار ونرجو ان يلتزم الطرف الاخر بنفس الشيء وخاصة وقف الجرائم والاعتداءات على شعبنا وقرانا واراضينا في كل مكان". من جهته، قال أنان انه "لا يمكن ان يكون هناك أمن من دون سلام" مؤكداً ضرورة الانتقال الفوري لتطبيق توصيات لجنة ميتشل ليتسنى تثبيت وقف النار. وشدد ان موقف الاممالمتحدة ازاء المستوطنات مطابق لما ورد في هذا الشأن في توصيات ميتشل"، مضيفا ان "قرارات الاممالمتحدة الخاصة بالقضية الفلسطينية قائمة وتشكل اساس التسوية السياسية في المنطقة" وان التمسك بتقرير ميتشل جاء "لمعالجة وضع آني"، طرأ بعد 28 من ايلول سبتمبر العام الماضي "وليخرجنا من العنف الحالي لنعود الى طريق طاولة المفاوضات". وأوضح أنان ان مسألة ارسال مراقبين دوليين الى المنطقة نوقشت في الاممالمتحدة الا ان "الرد كان سلبياً". وتدخل عرفات قائلا ان مجلس الامن وافق على ارسال المراقبين الدوليين الا ان هذا القرار جوبه بالفيتو الاميركي. غادر أنان مقر الرئيس الفلسطيني للقاء رئيس المجلس التشريعي احمد قريع أبو علاء الذي سلمه تقارير عن الاوضاع الصعبة التي يعانيها الفلسطينيون و"لم يطرأ عليها اي تغير". واوضح ابو علاء الاخطار التي تحدق ب"الديموقراطية الفلسطينية" في اشارة الى عدم تمكن النواب الفلسطينيين من الاجتماع في الشهور الماضية بسبب سياسة الحصار وتقطيع اوصال الاراضي الفلسطينية. وأكد ان رحلته من بلدة ابو ديس، حيث يسكن ومدينة البيرة حيث يقع مكتبه استغرق امس ساعات عدة والمسافة لا تزيد عن 15 كيلومتراً. وأبلغ احد المساعدين الامين العام مازحا انه "محظوظ لأنه قرر الذهاب الى رام اولا قبل القدس مستخدما المروحية والا لم يكن بامكانه الوصول الى رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني"، في اشارة الى اعادة قوات الاحتلال تقييداتها المشددة على دخول السيارات من رام الله الى القدس عند حاجز قلنديا الشهير لدى المواطن الفلسطيني. وكشف ابو علاء انه للمرة الاولى شارك المستوطنون اليهود بشكل علني، في عرقلة وتفتيش المواطنين الفلسطينين على الطريق بين رام اله والقدس جنبا الى جنب مع الجنود الاسرائيليين. وحرص الفلسطينيون ان تشمل زيارة أنان الاراضي الفلسطينية توقفا عند احد مراكز تأهيل المعاقين من جرحى الرصاص الاسرائيلي الذين يزيد عددهم عن 1300 وفقا للاحصاءات الطبية الفلسطينية. وعلمت "الحياة" ان المسؤول الدولي سيجتمع مع السفير الاميركي في تل ابيب مارتن انديك والقنصل الاميركي في القدسالشرقية رون شيكلر قبل اجتماعه مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون مساء امس. وجاءت العودة السريعة لتشديد الحصار والاغلاق الذي رفع في بعض الاراضي الفلسطينية بشكل جزئي وموقت محصلة وسببا في الوقت ذاته لما اعتبره الفلسطينيون والاسرائيليون فشلا جديدا للاجتماع الامني الذي عقد مساء الجمعة واستمر حتى ساعة متأخرة من الليل. وفيما عزا الاسرائيليون هذا الفشل الى امتناع السلطة عن اعتقال نشطاء الانتفاضة، اكد الفلسطينيون من جهتهم ان الجانب الاسرائيلي يرفض التقدم خطوة واحدة في ما يتعلق بوضع جدول زمني محدد وواضح لخطوات رفع الحصار الاقتصادي والاغلاق الداخلي بين المناطق الفلسطينية. وقال وزير الحكم المحلي كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان اسرائيل "لا تطبق التفاهمات بين الجانبين وتواصل اعتداءاتها على الفلسطينيين". وعلى الصعيد ذاته، اعلنت اللجنة المركزية لحركة فتح التزامها اتفاق وقف اطلاق النار. وجاء في بيان صدر عن المجلس في اعقاب اجتماع ليلي في رام الله مساء الجمعة ان اللجنة المركزية "تعتبر التفاهمات التي توصل اليها السيد جورج تينيت مدير وكالة الاستخبارات الاميركية في المجال الامني خطوة هامة واولية لتنفيذ تقرير لجنة ميتشل وتفاهمات شرم الشيخ التي قررت هذه ويتوجب الالتزام بما ورد فيها وتطبيقه بكل مسؤولية". واضاف البيان ان "اللجنة المركزية لحركة "فتح" تتوجه الى قواعد الحركة وكوادرها و"السلطة الوطنية كي تعمل مع الاجهزة الامنية لتنفيذ الاتفاقات الموقعة والتفاهمات وتثبيت وقف اطلاق النار التي تشكل التزاما على السلطة". وأكد البيان في الوقت ذاته انه "لا يمكن توفير الامن الا من خلال الحل السياسي وتنفيذ قرارات الاممالمتحدة ومبدأ الارض مقابل السلام".