استمرت أمس أيضاً حملة التحريض العنصري على الشعب الفلسطيني وطالت أبناءه في الداخل، وحفلت وسائل الإعلام المختلفة بمقالات وتصريحات لسياسيين ومواطنين إسرائيليين عاديين أفرغت سموماً عنصرية كما يحصل بعد كل تفجير ينفذه فلسطينيون. ورأى الاذاعي المعروف ارييه غولان أن يفتتح برنامجه الاخباري بملاحظة شخصية ذكر فيها مستمعيه أن رئيس الحكومة السابق مناحيم بيغن وصف الفلسطينيين، قبل 19 عاماً، ب"حيوانات تدب على قدمين". وساهمت غالبية الصحافيين والمعلقين في تغذية الأجواء العنصرية من خلال طرح أسئلة استفزازية لسياسيين استوجبت ردوداً تحض على شن عدوان شامل على الفلسطينيين في المناطق المحتلة، وانصرف بعضهم إلى تقديم النصائح أو تحليل القرارات العسكرية التي اتخذتها الحكومة. ومرة أخرى تجند الصحافيون في خدمة الخط الإعلامي الرسمي، السياسي والعسكري من خلال انعطافهم نحو اليمين وبدا الإعلام الرسمي والخاص متعطشاً للدم ومنادياً بالثأر. وكررت الاذاعة العبرية الرسمية أمس الهجوم الحاقد الذي شنته رئيسة بلدية نتانيا، مريم فرايبرغ، في أثناء تشييع فتاتين قتلتا في عملية تل أبيب ومطالبتها بالثأر لدم الفتيان. وتحدثت هذه عن "قساوة" الفلسطينيين و"بشاعة" زعمائهم و"أضحى العالم يعي اليوم اننا ازاء أنذال وحيوانات يربون أولادهم على القضاء علينا. إنهم خزي للجنس البشري وعار على الثقافة العربية". ولم يشفع للنواب العرب في الكنيست باستثناء عزمي بشارة تنديدهم بالعملية واتهمهم اليمين بعدائهم للدولة. وأبدى قادة اليمين المتطرف تفهمهم لانفلات الزعران والعنصريين واعتدائهم على مواطنين عرب من مدينة يافا وعشرات المصلين في مسجد حسن بك الذي ضمته بلدية تل أبيب إلى منطقة نفوذها. ولم يقلق هؤلاء القادة من هذا الاعتداء العنصري سوى أنه قد يسيء إلى "الوجه الحضاري" لليهود في العالم! واستنكر قادة المواطنين العرب تعامل الشرطة بقفازات من حرير مع الإسرائىليين اليهود الذين رشقوا المصلين والمسجد بالحجارة، وأشاروا إلى تعاملها الشديد مع تظاهرات المواطنين العرب في تشرين الأول اكتوبر الماضي وقتل 12 منهم بالرصاص الحي. كما انتقد رئيس بلدية تل أبيب سلوك الشرطة وقال إنها لو تعاملت بقوة مع المعتدين لما استمر الاعتداء ساعات طويلة شارك فيه الآلاف. وأعلنت الشرطة أنها اعتقلت إسرائيلياً بحوزته ثماني زجاجات حارقة خطط لقذفها نحو المسجد. إلى ذلك، تجنب المواطنون العرب داخل إسرائيل قضاء نهاية الاسبوع في التجمعات التجارية والمتنزهات خشية تعرضهم لاعتداءات عنصرية، وفضلوا بغالبيتهم قضاء الوقت في بلداتهم ومنازلهم، علماً أن مواطنين عربيين من يافا تعرضا للضرب الوحشي من عنصريين يهود. وأعلن عن تعزيز خط التماس الخط الأخضر بقوات كبيرة من أذرع الأمن المختلفة وسط حديث عن ضرورة إقامة جدار فاصل بين المدن الفلسطينية والعبرية، وعلى رغم اشارة الشرطة إلى أنه من غير الممكن منع دخول انتحاريين إلى المدن الإسرائيلية. وحذر الدكتور عزمي بشارة، في رسالة إلى القائد العام للشرطة، من أن ما يبث من مناظر اعتداء على مسجد حسن بك، وازاء تقاعس الشرطة، قد يشجع مجموعات يهودية على أن تفرغ غضبها بتهديد حياة مواطنين عرب وأملاكهم في مواقع أخرى. "اير فرانس" وشركة طيران أميركية ألغتا رحلات إلى تل أبيب ومساء أمس، أفادت الإذاعة الإسرائيلية أن مقاولي البناء توجهوا إلى الحكومة بطلب استقدام عشرات آلاف العمال الأجانب لاستبدال العمال الفلسطينيين، ليس جراء منع دخولهم إلى إسرائيل فحسب، وإنما لأنهم يرفضون تشغيل عمال عرب منذ اندلاع الانتفاضة. وأضافت الاذاعة ان المقاولين يرفضون أيضاً تشغيل عمال من عرب الداخل ازاء تدهور الأوضاع الأمنية، وأن مرد رفضهم هذا طلب السكان اليهود حصر العمل في مدنهم واحيائهم في عمال يهود أو أجانب. إلى ذلك، ومع التصعيد الأمني، أعلنت شركة الطيران الفرنسية "اير فرانس" إلغاء رحلتين إلى تل أبيب أمس، لأن الشركة تفضل سلامة المسافرين والعاملين على المخاطرة. كما أعلنت شركة طيران أميركية إلغاء رحلة إلى تل أبيب. وربطت الاذاعة الإسرائيلية بين قرار الشركة الفرنسية و"الأجواء المعادية لإسرائيل في فرنسا".