قصة: حسن العبدالله رسوم: علي شمس الدين عطش الأرنب كان الأرنب الصغير نائماً وعطش أثناء نومه. استيقط، ونظر في دلو الماء فوجده فارغاً. خاف الأرنب ان يذهب في الليل الى النهر وقال: - سأنسى عطشي، وأتابع نومي، وغداً صباحاً أذهب الى النهر وأشرب. نام الأرنب فلم يستطع ان يغفو، بل راح عطشه يزداد مع كل دقيقة تمر، فنهض وفرك عينيه بأصابعه ليزيل عنهما آثار النوم، ثم حمل الدلو الفارغ بيده وخرج من بيته، ومشى باتجاه النهر. وصل الأرنب الى النهر ووضع وجهه في الماء وشرب حتى ارتوى فشعر بنعاس شديد، ولم يعد يقوى على رفع يده أو رجله عن الأرض، وبدل ان يعود الى البيت، ترنح قليلاً في مكانه ثم سقط على ضفة النهر وغاص في نوم عميق. جاء الذئب الذي من عادته ان يسهر حتى ساعة متأخرة من الليل، فشاهد الأرنب نائماً على الأعشاب فقال: - إذا صدقت عيناي فهذا الشيء الأبيض الممدد على الأعشاب هو أرنب نائم! كان الذئب قد تعشى من لحظات فلم يجد رغبة في افتراس الأرنب الصغير فقال: - لا بأس. سأفترس هذا الأرنب غداً عند الفطور. استلقى الذئب قرب الأرنب، وراح يراقبه منتظراً طلوع الفجر. لكنه وقع في خطأ كبير عندما راح يعد نجوم السماء، فالمعروف ان عد النجوم يؤدي في بعض الأحيان الى النعاس السريع. وهكذا، لم يكد الذئب يصل في عدّه الى النجمة الرقم مئة حتى نعس ونام... ولأن الذي ينام أولاً يستيقظ أولاً، فقط استيقظ الأرنب قبل الذئب. وعندما نظر ووجد الذئب نائماً قربه صاح من شدة الخوف فاستيقظ الذئب على صياحه. وقبل ان يفتح عينيه جيداً قفز الأرنب بسرعة البرق واختبأ تحت الدلو الفارغ. نظر الذئب قربه فرأى الدلو ولم يرَ الأرنب، فظنه هرب فركض يبحث عنه هنا وهناك. عندما ابتعد الذئب، ملأَ الأرنب دلوه بالماء وعاد مسرعاً الى بيته. دار الملتقى للطباعة والنشر زيارتي الى الطبيب رسوم: رندا عون اليوم سوف نقوم بزيارة طبيب الأطفال أنا أخافُ من الطبيب... هل سأتألم...؟ توقفت السيارة امام بناء زجاجي كبير. صعدنا الى الطّابق الخامس، واتّجهنا نحو عيادة طبيب الأطفال. استقبلتنا ممرّضة حسناء، مرحّبة بقدومنا. رأيتُ على الحائط لوحات جميلة ملوّنة. وفي ركنِ الغرفةِ حوض زجاجي تسبح فيه الأسماك الصفراء والحمراء والزّرقاء. جلستُ على المقعد أنتظر دوري وأبتَسِمُ للأولاد الذين ينتظرون حضور الطبيب. وبعد دقائق جاء الطبيب ودعاني للدخول الى غرفة المعاينة. وضع الطّبيب مصباحاً على جبينه، وبدأ ينظر إلى: عينيّ... وفمي... وأنفي... وأذُنيَّ. ثمّ وضع السمّاعة على صَدري ليعدّ دقّات قلبي ويراقب تنفّسي. أعطاني الطبيب قطعة من الحلوى، ودمية جميلة. فرحت كثيراً بالحلوى والدّمية، فلم أشعر بوخز الإبرة. دوّن الطبيب، أسماء بعض الأدوية على ورقة وأعطاها لوالدتي. ثم رافقنا الى باب العيادة ليودّعنا. مع السلامة... سنلتقي في الأسبوع القادم إن شاء الله. سُررت جداً بزيارة الطبيب، وأنا أعد نفسي بزيارة ثانية ودمية جديدة وحلوى لذيذة... عن دار اصالة للنشر والتوزيع