إلى المبدعة: فوزية أبو خالد خذ الزنبيل وعلقه على الشجرة كن حذقا مثل زئبق يتسلل إلى نومنا ليحرس ساعته اللزجة، حيث الحلم وأشكاله اللاهية، إذ يتكون عالم بلا تاريخ. اكشف مكيدة الأزل حين يموه الموت مبتدعا حمامات منسية في ملهاه الكائن. التمس مهدك المائي أيها المداهم في خلوة التابوت قربك حجر ينزف في العتمة هو الذي نزع عنك وحشتك وأوحى إليك أن انتبذ مكانا أهله يربون عباد الشمس في حقولهم يجلسون تحت صارية المدينة عرائس أكثر طيشا من مجون المياه.. دليلهم الغواية، يمضون مهرقين الصاعقة برقا برقا على حجر الروح. ليس للنعامة إلا أن تحنو عليك كلما عوى ذئب من ورائك نفشت ريشها أو باضت في النهر حتى اذا أويت إلى صخرة ترضع الغمام خف إليك نوتي تنزلق الشرانق بين يديه يبلل الليل بلعابه ينتحل نفسك الأليفة فيما يسميك حبل المدى وعند شجرة الأغاني يلمع نايه بالحصى مأخوذا بأطفال يعقدون الأعشاب على رؤوسهم ويرقصون. يا من تلتقط بقفازك بيضة الهباء ثم تهوي بها في الأقاصي تمهل قبل أن تؤذي النسناس النائم في خلاء مشمس ذاك الذي كلما غنى رقص ما حوله ألا تراه يسرح اولاده متوسلا بعين أخرى دالية تلوذ بها شهوة العنب ستراه، وسترى ملاكا يندلق الضحى من ثدييه اما رأيته رأيت المكان مزينا بأباريق الظلام لكنه كالورد يذوب في النزهة مرتشفا حبر الأنثى حتى إذا مر به أول الطيور اصطفاه لنفسه وأغواه بخواتم النيروز. تمهل اذا تمهل قبل أن تتهمه بدمية شمع ملقاة على الساحل مرايا النهر بادهتني الريح فوضعت ثيابي على شعر شقيقتي الممتد من قرية قصية تكاد تختفي الآن. رأيت من عيني الواقعة على قرن حلزون ذاهب في النعاس، رأيت صبية أشبه بذباب الفاكهة، يلعبون في النهر كأنهم يلهون في دمي. قلت: خلقت من هذا المكان ولن أبرح حتى يريني الكلب زرقة قدميه! لقطة زجاجية/ مرايا البحر الملاحون نائمون على خرائطهم الليلية يرعون أعشاب البحر في قمرة أحلامهم يكتشفون فنارا يضيء نايات تنتحب في زوارق الليل قلت: هذه السفينة مخلعة الألواح أنى لأهلها أن يتأملوا القطن وهو يدخل فترة الظل طالما أن النوارس ترفو زرقة الأماكن؟! كنت مطاردا وموشكا، مثل بالون يحاول التفلت من دائرة القطط. نفرت إلى كوخ بين جذوع النخل، يغزل اللهو لأشخاص غامضين ذوي معاطف تثير الريبة، وغلايين تتدلى من شفاههم، إلا أنها مشغولة بغزلان فقدت قرونها ثم تاهت في البرية.